لم تتجاوز التحركات المناهضة للهجمات الأميركية على افغانستان، بعد صلاة الجمعة، مدينة طرابلس شمال لبنان فيما اكتفى المصلون في بعض مساجد احياء بيروتية ومخيمات فلسطينية بالهتاف ضد اميركا والدعاء لانقاذ الشعب الافغاني. وكان عشرات من عناصر مكافحة الشغب احاطوا بالمسجد المنصوري الكبير في مدينة طرابلس، ومنعوا المعتصمين من الخروج من باحة المسجد الى شوارع المدينة. ورفع المعتصمون لافتات تندد بالغارات الاميركية على افغانستان، ورددوا هتافات تدعو الى "الجهاد ضد اميركا"، و"بالروح بالدم نفديك يا اسلام" و"يا بن لادن". وتناوب على الكلام في الباحة عدد من الخطباء، ووصفوا ما يحصل في افغانستان بأنه "اعتداءات وحشية على شعب مسلم اعزل". واختتم الاعتصام باحراق الاعلام الاميركية والبريطانية والاسرائىلية. وفي بيروت وزع على المصلين بعد انتهاء صلاة الجمعة بيان باسم الجماعة الاسلامية طالب الولاياتالمتحدة ب"وقف عدوانها الفاجر على افغانستان"، معتبراً اياه "جرائم ضد الانسانية". واستنكرت الجماعة المساعدات التي تقدمها حكومات الى "العدو الاميركي"، داعية الى حملة تضامن مع الشعب الافغاني، ومعلنة حملة تبرعات تحت شعار اغاثته. وأفادت وكالة "رويترز" ان المخيمات الفلسطينية لم تشهد تظاهرات على رغم ادانتها الهجوم الاميركي. ونقلت عن مصادر فلسطينية ان "القوى الفلسطينية تلقت تمنيات من الاجهزة الامنية اللبنانية بعدم التظاهر" وان هذه القوى "تفهمت هذه الرغبة". وفيما قررت دار الفتوى حصر الكلام على تطورات افغانستان في ذكرى الاسراء والمعراج التي تحييها اليوم، اعتبر السيد محمد حسين فضل الله في خطبته ان "اميركا تجرب آخر ما انتجته التقنية العسكرية الاميركية باللحم الحي للشعب الافغاني المستضعف".وانتقد نتائج اجتماع وزراء خارجية الدول الاسلامية في الدوحة معتبراً انها "كانت حبراً على ورق". وكان وزير الدفاع خليل الهراوي اكد لوكالة "فرانس برس" ان لبنان "اتخذ الاجراءات الامنية الملائمة ولا يخشى اضطرابات بسبب الضربات الاميركية على افغانستان". وزاد ان "الجيش وقوى الامن الداخلي والاجهزة الامنية اتخذت اجراءات وقائية من دون ضجة اعلامية، وخطر خروج الاوضاع عن السيطرة أخذ في الاعتبار". ورأى البطريرك الماروني نصرالله صفير ان "الضربة على افغانستان كانت حتمية الى حد ما لأن هناك رأياً عاماً تجب تهدئته"، لكنه تساءل "هل هذه الضربة تحل المشكلة". وفي حديث الى الوكالة الدولية نشر في روما قال صفير: "ستكون هناك ضربات ارهابية جديدة في اماكن اخرى، وقد اريد اغراق العالم في الخوف". واعتبر ان "الوضع صعب جداً، ولكن من الممكن تسويته عبر الحوار والعدالة" الاجتماعية في العالم. واستدرك: "لا اعتقد اننا امام حرب ضد الاسلام او صراع بين الحضارات، انها حرب ليس لها مبرر سوى اللاعدالة التي تتعلق في شكل خاص بالوضع في فلسطين واسرائىل".