انطلقت مظاهرات غاضبة في عدة دول عربية للتنديد بالفيلم المسيء للإسلام، واقتحم محتجون مقر السفارة الألمانية في الخرطوم بينما أشعل محتجون في لبنان النار في مطعم أمريكي للوجبات السريعة، في حين سقط قتيل في لبنان وأصيب خمسة أشخاص في مصر في اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن. الخرطوم واقتحم محتجون السفارة الألمانية بالخرطوم وأضرموا النيران في محيطها، وأطلقت الشرطة السودانية في العاصمة القنابل المسيلة للدموع لتفريق 5000 متظاهر عند محاولتهم اقتحام سفارتي ألمانيا وبريطانيا للاحتجاج على الفيلم. وقام المحتجون بقذف السفارتين المتجاورتين بالحجارة وحاولوا اقتحام بوابتهما الرئيسية قبل أن يتمكنوا من دخول السفارة الألمانية. لبنان وفي لبنان، عمد مئات المحتجين في مدينة طرابلس شمال لبنان إلى إحراق أحد فروع مطاعم كنتاكي للوجبات السريعة، مرددين هتافات تندد بزيارة بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر للبنان وشعارات مناهضة للولايات المتحدة، وأسفرت هذه الأحداث عن مقتل شخص وإصابة 25 آخرين. مصر وفي مصر، صرح الدكتور محمود سعيد مدير الاستقبال والطوارئ بمستشفى المنيرة العام بأن المستشفى استقبل اليوم خمس حالات إصابة جراء تظاهرات انطلقت للتنديد بالإساءة للنبي محمد "صلى الله عليه وسلم" بميدان التحرير والمستمرة حتى الآن، من بينها إصابة واحدة بطلق ناري خرطوش وحالته حرجة. وأكد الرئيس محمد مرسي احترام بلاده لكافة الشعوب والثقافات مع رفضها لأي إساءة للنبي. وكان صبحي صالح القيادي في جماعة الإخوان المسلمين قال إن الجماعة ستشارك في وقفات احتجاجية خارج المساجد الكبرى مع تنظيم مسيرات احتجاجية لكنها لن تكون بالقرب من مقر السفارة . غزة وشارك آلاف الفلسطينيين يتقدمهم رئيس وزراء الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية إلى جانب عدد من قادة حماس والفصائل الفلسطينية في التظاهرة التي انطلقت من مساجد مدينة غزة قبل أن تتوقف أخيراً أمام المجلس التشريعي غرب المدينة. وحمل المشاركون أعلام الفصائل الفلسطينية خاصة رايات حركتي حماس والجهاد الإسلامي مرددين شعارات منها "الموت الموت لأمريكا والموت الموت لإسرائيل" وهم يحملون لافتات كتب على إحداها "كلنا رسول الله" على أخرى "لبيك يا رسول". كما قام المتظاهرون بإحراق أعلام أمريكية وإسرائيلية خلال التظاهرات التي انطلقت أيضاً في مخيم جباليا شمال قطاع غزة ومدينتي خان يونس ورفح جنوب القطاع. بدوره جدد هنية دعوته خلال صلاة الجمعة "الإدارة الأمريكية للاعتذار للأمة العربية والإسلامية عن الفيلم المسيء، وتقديم منتجي ومخرجي الفيلم للعدالة الدولية". كما طالب ب"استمرار المظاهرات والاحتجاجات السلمية والحضارية من أجل "ألا تتكرر هذه الأفعال وهذه الجرائم ضد الأنبياء والرسل والمطالبة بعدم إصدار هذه الأفلام التي تمس معتقداتنا". واعتبر أن نشر الفيلم "جاء لإشعال الحرب على الإسلام وإثارة النعرات الطائفية على وجه الخصوص في مصر".