على رغم تشديد إسرائيل على أنها ليست طرفاً في الحرب ضد أفغانستان، تسود حال من الهلع لدى الإسرائيليين، مما حدا بإذاعة الجيش أمس إلى أن تخصص أحد برامجها لاستفساراتهم عن أخطار حرب جرثومية وكيماوية "قد يشنها العراق أو إيران". وأمس حمل رئيس الوزراء ارييل شارون على "الإرهاب الفلسطيني واللبناني ومنظمات الإرهاب المتطرفة في سورية"، مشدداً على اعتبار السلطة الفلسطينية "إرهابية". وأعلن مسؤولو "الجبهة الداخلية" في الجيش أنهم اتخذوا اجراءات لمواجهة احتمال تعرض الدولة العبرية لضربة بسلاح غير تقليدي، منها توفير أدوية ووسائل وقاية من جراثيم فتاكة، ضمنها الجمرة الخبيثة "انتراكس". وأوضح رئيس اللجنة المكلفة تصريف أعمال الاقتصاد في حال الطوارئ الجنرال ارنون بن عامي لصحيفة "معاريف" أن تدريبات اطلق عليها اسم "انسلاخ الأفعى" جرت عام 1998 في هذا الإطار. وعاد الإسرائيليون ليقفوا في طوابير طويلة أمام مراكز توزيع الأقنعة الواقية من الغاز. وأعلن المسؤولون أن 60 ألف إسرائيلي اقبلوا في اليومين الأخيرين على 30 مركزاً للتزود بالأقنعة، وأن 350 ألفاً توجهوا إليها منذ الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة. في غضون ذلك، كرر وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر قوله إن الدولة العبرية لا ترى لنفسها علاقة بالحرب الحالية. وأبلغ زملاءه في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، أن سلطات الجيش أكملت استعداداتها لمواجهة أي طارئ. واستبعد مركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية أن تبادر الولاياتالمتحدة في هذه المرحلة أو في القريب المنظور إلى عمليات عسكرية ضد العراق أو "منظمات إرهابية" في المنطقة. وحذر من أن أي ضربة عسكرية لدولة عربية قد تهز المنطقة بأسرها وتقود إلى "شرق أوسط جديد". وقالت مصادر صحافية إن التقرير حذر من انعكاسات محتملة للحرب الأميركية على أفغانستان في حال استمرت فترة طويلة، لأن "من شأن ذلك أن يعرض إسرائيل لعمليات إرهابية، بعد أن تحاول عناصر إرهابية استفزازها واستغلال رد عسكري قد تقوم به لتجند العالم العربي ضد الولاياتالمتحدة وإسرائيل". واعتبر المركز ان استمرار الحرب في أفغانستان مدة طويلة قد يدفع الدول العربية إلى تقديم طلب للولايات المتحدة بدفع ثمن باهظ لتواصل "موافقتها الصامتة" على الحرب. وحذر أيضاً من ازدياد "شعبية الاصولية الإسلامية" في الدول العربية، إذا طالت الحرب. واعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون أن المعركة التي تخوضها الولاياتالمتحدة وحليفاتها ضد "الإرهاب الذي يقوده الإسلام المتطرف" هي معركة إسرائيل أيضاً، و"الأنظمة الديموقراطية في العالم بزعامة الولاياتالمتحدة، ولا بد من ارسال التحية إلى الرئيس جورج بوش والشعب الأميركي وشد أزرهما في محاربة الإرهاب". وقال إن إسرائيل "تسعى إلى تحقيق السلام، ولكن علينا أولاً الدفاع عن أنفسنا وحماية مواطنينا من الإرهاب المحلي والاقليمي". وواصل شارون هجومه على السلطة الفلسطينية "الإرهابية"، وقال إن إسرائيل تواجه منذ عام "معركة صعبة أمام الإرهاب الفلسطيني واللبناني ومنظمات الإرهاب المتطرفة في سورية" التي أصبحت أخيراً عضواً في مجلس الأمن. وقالت الإذاعة العبرية إن شارون أبلغ المبعوث الخاص لرئيس الوزراء البريطاني "ضرورة اعتبار السلطة الفلسطينية إرهابية، علماً أن رئيسها ياسر عرفات لا يحرك ساكناً لوقف الإرهاب والعنف ولا يعتقل المخربين القتلة".