عقدت محكمة الجنايات في محافظة سوهاج أمس جلسة مداولات تم خلالها اعتماد الاحكام في قضية أحداث الكُشح الثانية المتهم فيها 96 شخصاً، وستعلن الاحكام رسميا في جلسة تعقدها المحكمة بعد غد الثلثاء وسط توقعات بأن تأتي مخففة. وعكس سلوك المتهمين، من المسلمين والأقباط، أثناء جلسة الأمس رغبة في طي صفحة الأزمة. وبدأت الأجهزة التنفيذية والشعبية في المحافظة استعدادات لاحتفالات بعد اعلان الاحكام. وسط اجواء احتفالية انتهت محكمة الجنايات في سوهاج برئاسة المستشار محمود عفيفي وعضوية المستشارين عادل أبو المال وأحمد عبد العال أمس من النظر في قضية أحداث الكشح الثانية التي اتهم فيها 96 شخصاً، بينهم 57 مسلماً و39 قبطياً منهم 7 فارون. وعقدت المحكمة جلسة خصصت للمداولة بين القضاة الثلاثة في شأن الاحكام وأسبابها، أعلن في اثرها أن النطق بالأحكام سيتم بشكل رسمي في جلسة تعقدها المحكمة يوم الثلثاء المقبل. وكان مقرراً أن تصدر الأحكام في 7 كانون الاول ديسمبر الماضي، لكن القاضي أعلن آنذاك أن هيئة المحكمة رأت أن القضية "مازالت تحتاج الى مداولات من جانب القضاة". ثم اتخذ قراراً مفاجئاً بإطلاق جميع المتهمين المحتجزين في القضية بضمان محل إقامتهم أي من دون كفالة، مما رجح الاعتقاد بأن المحكمة لن تلجأ إلى استخدام اقصى العقوبة في حق المتهمين وستأخذ بروح القانون والأدلة التي قدمها الدفاع والتي ركزت على أن وقائع القتل في القضية حدثت نتيجة للمشاجرات والمشاحنات بين المسلمين والاقباط من أبناء القرية، إذ كانت نتيجة لها وليست سابقة عليها ما ينفي عن المتهمين كونهم رتبوا لها أو اصروا عليها. ومنذ آب اغسطس العام 1998 فرضت قرية الكشح نفسها على الأوساط المصرية والاجنبية إثر وقوع مصادمات بين المسلمين والاقباط فيها بعدما اتهمت أجهزة الأمن مواطناً قبطياً بقتل زميل له واحتج الاقباط في القرية على سلوك الشرطة، ووصلت الاحداث الذروة في بداية العام الماضي حينما وقعت مصادمات عنيفة بين الطرفين امتدت الى مدينة دار السلام القريبة، مما اسفر عن مقتل 20 قبطياً ومسلماً واحداً. واصدرت هيئة المحكمة التي تنظر في القضية في 6 ايلول سبتمبر من العام الماضي احكاماً مخففة للغاية في قضية أخرى اتهم فيها 39 مسلماً تتعلق وقائعها بالاحداث التي وقعت في دار السلام ولم يكن بينها احداث قتل أو الشروع فيه، وإنما اقتصرت على احراق بعض المنشآت والممتلكات العامة والخاصة في المدينة. واعطى خروج الاحكام في تلك القضية بتلك الصورة مخففة انطباعاً بتجاوز الأزمة وتفادي إحداث مناخ متوتر في القرية من جديد. وبدأت الاجهزة التنفيذية والشعبية في سوهاج استعدادات للاحتفال بالاحكام، وأكدت فعاليات في القرية ان ترتيبات اتخذت لتأكيد تجاوز الأزمة بين المسلمين والاقباط، خصوصاً بعدما اتخذت الحكومة اجراءات لتطوير الخدمات وتسهيل اقامة مشاريع استثمارية في المناطق القريبة منها لامتصاص البطالة وتحسين مستوى المعيشة. وأبرزت وسائل الإعلام الرسمية أمس احتفالات الاقباط الارثوذكس اليوم بعيد الميلاد ونقلت الاذاعة في المساء القداس الذي اقيم في كاتدرائية الاقباط في منطقة العباسية والذي ترأسه البابا شنودة الثالث في حضور مندوب عن الرئيس حسني مبارك ووزراء وشخصيات عامة. وأوفد مبارك كبير أمناء رئاسة الجمهورية السيد سعيد زادة الى الكاتدرائية لتقديم التهنئة الى البابا شنودة، كما أوفد العميد عادل طه يونس الى كنيسة طائفة الارمن الارثوذكس في شارع رمسيس لتقديم التهنئة وحضور الاحتفال المقام فيها لمناسبة عيد الميلاد.