أول الكلام: للشاعر السعودي الكبير/ غازي القصيبي: - ألف مليون مسلم، لو صرخنا كُلنا... زمجر الفضاء، وأرْعَدْ ألف مليون مسلم، لو بكينا كلنا... ماجَتِ السيولُ على اللّدْ قد فهمنا... تهوُّد البعض منا أوَ لم يبقَ، معشَرٌ ما تهوّد؟!!
تُرى... هل حرص بعض العرب على منح رئيس الرمق الأخير الأميركي/ كلينتون: شهادة نجاح في ثمالة ولايته، أو تبييض وجهه... وذلك على حساب الحقوق العربية/ الإسلامية/ الفلسطينية المشروعة لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى، أو قالوا: ان أفكار أو مقترحات كلينتون لا تلبي الحد الأدنى من تلك الحقوق، وأنها تكريس وتعميق للوجود الصهيوني؟!! وإذا كان ال"ألف مليون مسلم" قد أصيبوا بنومة أهل الكهف، وجاءت ردود أفعالهم مشلولة، كسيحة مُقْعدة بحثاً عن واجبهم لانقاذ الأقصى... فكان لا بد لهم أن يعرفوا - ومعهم العرب أجمعون - ان الشعب الفلسطيني: قاتل عدوه الشرس وحيداً إلاَّ من حجارة أرضه... وأن الانتفاضة الأولى: أخذوها الى مدريد، أو أوسلو وسجنوها هناك وكبّلوها بسلاسل على شكل اتفاقات نقضَها العدو الصهيوني برمّتها، وما زال يناور ويخادع... وان هذه الانتفاضة الثانية: يحاول كلينتون/ المونيكاوي باسم ولاياته المتحدة وويلاته التي خصصها وصبّها على العرب: أن يئدها ويطويها في مقترحاته، وذلك ليسجل اسمه في تاريخ العالم الحديث كصانع لسلام اليهود، وكمدمر لحضارة وحرية المسلمين والعرب!!
ولكن... دعونا نُحدد ونجسّد الأحداث، بدءاً من: تحدي العدو الصهيوني لكل الأعراف الدولية وحقوق الإنسان، ومواصلته لضرب الفلسطينيين ومحاصرته لقتلهم بالتجويع والعطش والفقر مع أسلحته الفتاكة... وذلك في استمرار قنص وقتل المواطنين الفلسطينيين الأبرياء، وقصف المنازل وتهديمها، وتجريف المزارع واقتلاع أشجار الزيتون والحمضيات. وفي أصداء انتفاضة الأقصى التي رعص من أجلها الشارع العربي بضعة أيام، وطالب حكوماته أو زعاماته بعمل شيء إيجابي لإيقاف العدو عن حصده للشعب الفلسطيني، ولمقاطعته، ولرفع الهوان عن عِزّة شعب حمل الحجارة - كل سلاحه - لتحرير أرضه... ثم عاد الصمت العربي الى جرابه مع السيف العربي! وفي مرور أكثر من ثلاثة شهور على الانتفاضة، واستشهاد ما يقارب ال400 طفل وفتى ورجل فلسطيني، وأكثر من 16 ألف جريح يعاني الكثير منهم من عاهات مستديمة! في كل ذلك، وبعد انعقاد القمتين/ العربية الطارئة في القاهرة، والإسلامية القارعة في الدوحة... نتساءل: ما هي مكاسب الفلسطينيين، وما هي الخطوات الإيجابية التي واجهت بها الأمتان/ العربية والإسلامية: شراسة وتحديات العدو الصهيوني؟!! نحسب ان الشعب الفلسطيني ما زال يقف في العراء بلا سقف ولا جدران: وهو يتعامل مع قدره ويواجه القصف المستمر ونزيف الدماء الزكية التي يهرقها إخوان القردة والخنازير بلا حسبان للعالم وللأعراف الدولية والإنسانية... وتناثرت أخبار عن لعبة "المكتب التجاري الصهيوني" في الدوحة، ومضاعفة نسبة التعامل الموريتاني مع العدو اقتصادياً، ولقاءات ومباحثات سرية! و... حتى السلطة الفلسطينية يبدو انها اضطرت ان ترضع من نفس الثدي الذي يُغذي البعض من الأنظمة العربية التي تصاممت عن نداء الانتفاضة، وعميت عن مناظر نزيف الدم الفلسطيني، فأعادت فرد البساط الأحمر لتمشي فوقه الى البيت الأبيض، وتصافح عدوها/ قاتل شعبها، ومنتهك حرمة مقدساتها... ونحن الشعب العربي: نتفرج على المسرحية في انتظار اللحظة الأخيرة لإسدال الستار الكلينتوني، الأولبرايتي على القضية الفلسطينية... فاللهم لا تمكّنهم من ذلك أبداً!!