دعا الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلح حركة «فتح» الى «الانحياز الواضح» الى انتفاضة القدس التي «أحرجت الجميع، وأعادت الاعتبار الى فلسطين بعد إدارة الجميع الظهر لها». واعتبر أن «الدين الإسلامي في خطر من شدة ما أُلصق به من فظائع»، في اشارة الى الجرائم التي ترتكبها منظمات «ارهابية» اسلامية. وقال شلح في كلمة عبر الربط التلفزيوني خلال مؤتمر نظمته «الجهاد» في مدينة غزة أمس لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف بعنوان «انصر مسرى نبيك»، أن «انتفاضة القدس فاجأت العالم، وأحرجت كثيرين، وأعادت الاعتبار لفلسطين، بعدما أدار الجميع ظهره لها، والقاطرة إلى السكة الصحيحة في اتجاه فلسطينوالقدس». واعتبر أن «الدمار والخراب حلاّ، وسال الدم شلالات، وانتشر الظلم والعدوان، وظهر الخوف والرعب داخل الأمة الواحدة، وأصبحت الأرض العربية والإسلامية ساحة وملعباً للصراع على النفوذ والمصالح الإقليمية والدولية، وصار ديننا في خطر من شدة ما أُلصق به من فظائع، ووصلنا إلى حال لم تعد فيه إسرائيل العدو... وأصبحنا نخترع لبعضنا بعضاً أعداء من داخل أمتنا، وصار البعض يرى أن قتال الطرف الآخر مهما كان حجمه وتوصيفه، أولى وأوجب من قتال الصهاينة في فلسطين». وطالب السلطة الفلسطينية «بوقف التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي والإعلان عن فشل خيار التسوية والمفاوضات وإنهاء الرهان عليها». كما طالب حركة «فتح» ب «وضع يدها في يد الشعب الفلسطيني والقوى الأخرى لإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني باعتبارها حركة تحرر وطني، وأن تعلن انحيازها الواضح للانتفاضة التي تعبر عن إرادة الشعب وخياره، كما انحاز من قبل الزعيم (الشهيد) ياسر عرفات لانتفاضة الأقصى». وتساءل: «ماذا تنتظر السلطة الفلسطينية وحركة فتح؟ على ماذا تراهن وهي تقف موقف المتفرج من شعبها الذي يُذبح، وقدسها التي تُهود، وأقصاه الذي يقتحمه المستوطنون كل يوم من أجل تقسيمه وهدمه؟ ما هي أوراق القوة التي تراهن عليها السلطة لتجبر الكيان على تغيير موقفه وتقديم التنازل على طريق الدولة؟». وقال إن «إسرائيل اليوم ترى أنها ليست مضطرة لتقديم تنازلات بسبب ظروف المنطقة»، معتبراً أن «عامل القوة الذي يرعب إسرائيل ويربكها هو الشعب الفلسطيني، وهذا الجيل العملاق جيل الانتفاضة». ودعا الى «العمل في شكل جماعي لصوغ إستراتجية جديدة تعتمد المقاومة بكل أشكالها، وعلى رأسها المسلحة، لتحرير الأرض واسترداد الحقوق». ورأى أن «انتفاضة القدس مستمرة، وأي رهان على وقفها وكسرها تجاوزه الزمن»، مطالباً جميع القوى «بالاستنفار والاستعداد لردع العدو ووقف تماديه في قمع وسحق أبناء الانتفاضة». وقال: «كفى تردداً من البعض، وأي تساؤل عن جدوى استمرار الانتفاضة وأهدافها بعد هذه الفترة هو مرافعة مشبوهة لاستمرار الاحتلال وتكريسه كأمر واقع وأبدي على صدر الشعب الفلسطيني». وخاطب بعض الدول والحكومات العربية قائلاً إن «إسرائيل التي تظنون أنها يمكن أن تحميكم لا تستطيع أن تحمي نفسها اليوم من سكين وأدوات مطبخ يدافع بها شعب فلسطين عن نفسه بشبابه وشاباته في انتفاضة القدس». وشدد على أنه «الآن، بعد 37 سنة على توقيع (معاهدة) كمب ديفيد (بين مصر وإسرائيل)، لا يزال الشعب المصري يرفض التطبيع، وكذلك الشعب الأردني بعد توقيع اتفاق وادي عربة، وستظل إسرائيل في نظر شعوب الأمة كياناً غريباً منبوذاً إلى أن يأذن الله بتحرير فلسطين». واعتبر شلح أن جيل الانتفاضة من الشباب والشابات هو «جيل أسامة بن زيد الذي يعيد إلى الأذهان صلة الرسول صلى الله عليه وسلم بفلسطين، قبلتنا الأولى ومسرى ومعراج نبينا إلى السماء، حتى يؤكد على تواصل الأجيال».