} كشفت مصادر مطلعة ل"الحياة" امس ان "التحفظات" التي ابلغها الرئيس ياسر عرفات للرئيس بيل كلينتون في شأن خطة السلام الاميركية، شملت رفض القبول بسيادة اسرائيلية على كامل "الحائط الغربي" للحرم القدسي الشريف والذي يتجاوز في تعريفه مساحة "حائط المبكى". واكدت تشديده على ضرورة تطبيق قرار الاممالمتحدة الرقم 194 الخاص بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم والتعويض عليهم. قالت المصادر القريبة من الرئيس الفلسطيني انه وافق على سيطرة اسرائيلية على "حائط المبكى" فقط وجدد الموقف الفلسطيني المتمثل بوجوب نقل السيادة الكاملة على الحرم القدسي الشريف وما تحته. وفي ما يتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين، قالت المصادر ان عرفات شدد على ضرورة اعتراف اسرائيل بمسؤوليتها الاخلاقية والسياسية في هذه القضية وحلها على اساس القرار الدولي الرقم 194. كما اشار الى استعداده لابقاء خمسة في المئة من اراضي الضفة الغربية تحت السيطرة الاسرائيلية مقابل الحصول على مناطق داخل "الخط الاخضر" الفاصل بين اسرائيل والضفة، تساوي هذه النسبة بالمساحة والقيمة. وفي شأن الترتيبات الامنية، قالت المصادر ان عرفات رفض وجود اي قوات اسرائيلية ضمن القوات الدولية التي ستنتشر على امتداد الحدود. ونقلت عن عرفات قوله: "نحن على استعداد لان تشمل هذه القوات اي قوات ما عدا قوات الاحتلال". وفي هذا السياق، اكد الرفض الفلسطيني للمطلب الخاص بابقاء خمس قواعد عسكرية اسرائيلية في منطقة غور الاردن او السماح لاسرائيل باجراء تدريبات عسكرية سواء برية او جوية في نطاق الدولة الفلسطينية. وكشفت المصادر ان غلعاد شير خلال زيارته الاخيرة للقاهرة التي هدفت الى "طمأنة المصريين"، اثار قلق الجميع عندما كشف ان اسرائيل تريد، بالاضافة الى الخمسة في المئة، استئجار ما نسبته ثلاثة في المئة من الاراضي الفلسطينية لمدة 999 سنة. وفي هذا السياق، اوضح عرفات لكلينتون ان اقتراحاته الاخيرة تحدثت عن قضية "استئجار الاراضي" كأحد الخيارات المطروحة وليس كمسألة منتهية. أما في شأن "انهاء الصراع"، قالت المصادر ان عرفات اكد لكلينتون ان الفلسطينيين لن يوقعوا اتفاقا "ينهي الصراع" قبل التنفيذ العملي لاتفاق السلام النهائي. ومن القضايا التي يبدو انها تركت لطاولة المفاوضات ولم يتم التطرق اليها في لقاء القمة وضع المستوطنات في القدسالشرقية. من جهته، أكد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء أن المبادئ الواردة في مقترحات كلينتون "بصيغتها المطروحة لا تشكل ارضية لانهاء الصراع". وقال ل"الحياة" ان الشروط التي وضعها عرفات للقبول بمقترحات كلينتون تشمل من حيث المبدأ قبول اسرائيل بالانسحاب الى حدود ما قبل العام 1967 بما في ذلك القدسالشرقية والاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة. واوضح انه اكد هذه الشروط للوزير الاسرائيلي امنون شاحاك خلال لقائهما في نيويورك الاسبوع الماضي. ونقل عن شاحاك قوله: "بهذا المنطق لا يمكن ان نتفق"، واضاف قريع: "وكان ردي: هل ترى في قضية حل اللاجئين والتعويض مثل كوستاريكا؟".