سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاعلام الصربي يتلقف الأنباء عن وفيات واصابات بالسرطان بين جنود الحلفاء . تصاعد المطالبات الأوروبية بتوضيح مخاطر استخدام اليورانيوم المستنفد خلال الغارات الأميركية في البلقان
} تعالت في دول الاتحاد الاوروبي الصيحات المطالبة بمعرفة حقيقة المخاطر التي تعرض لها الجنود الاوروبيون الذين شاركوا في عمليات حلف شمال الاطلسي في البلقان، نتيجة استخدام الاميركيين قذائف اليورانيوم المستنفد ضد القوات الصربية. وجاء ذلك بعد الكشف عن وفيات واصابات بين الجنود في دول اوروبية عدة، فيما تلقفت وسائل الاعلام الصربية التقارير في هذا الشأن للتنديد مجدداً بالغارات الاطلسية على يوغوسلافيا التي "لوثت المياه والمزروعات، اضافة الى الاضرار التي الحقتها بالبشر". أعلن الاتحاد الاوروبي عن عزمه على فتح تحقيق رسمي في شأن وجود رابط بين استخدام اليورانيوم المستنفد خلال حرب البلقان ووفيات نتيجة اصابات بالسرطان في اوساط جنود اوروبيين شاركوا في تلك الحرب. وفي الوقت نفسه، قال رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي امس، ان المفوضية "في حاجة لمعرفة الحقيقة" في شأن استخدام اسلحة تحتوي هذه المادة في حرب البلقان. واضاف: "اذا كان هناك ادنى شك في وجود خطر، فان هذه الاسلحة يجب ان تحظر فوراً" وترافق ذلك، مع انضمام فرنسا وبلجيكا والبرتغال الى ايطاليا في المطالبة بتوضيح المخاطر الناجمة عن استخدام القوات الاميركية ذخائر مزودة اليورانيوم المستنفد، فيما عمدت اسبانيا واليونان وتركيا وفنلندا وهولندا الى فحص جنودها الذين شاركوا في حرب البلقان للاطلاع على اوضاعهم. ويأتي ذلك عشية اجتماع يعقد في مقر حلف شمال الاطلسي في بروكسيل في التاسع من الشهر الجاري، للبحث في المسألة بطلب من روما. وكان مسؤول عسكري في الحلف الاطلسي اكد ان "الابحاث الحالية تشير الى انه يستحيل افتراضياً ان يستنشق شخص كمية من جزيئات اليورانيوم المستنفد بما يشكل خطراً على صحته"، وذلك في محاولة لتبديد الشكوك التي رافقت ملابسات وفاة عدد من الجنود الاوروبيين لاسباب غامضة. واضاف ان "المخاطر الصحية التى يمثلها التعرض لبقايا القذائف، لا تختلف عن مخاطر التعرض لاي معدن ثقيل كالزئبق والرصاص"، موضحاً ان "الخطر من حدوث مضاعفات يكمن في دخول مثل هذه المعادن الى المعدة". واشار المسؤول العسكري الاطلسي الى ان "قذائف اليورانيوم المستنفد تحتوي على نسبة يورانيوم مشع تقل بمعدل 40 فى المئة عن اليورانيوم الموجود فى التربة والصخور". ويذكر ان الطائرات الاميركية التي شاركت في عمليات في حربي البوسنة 9419-1995 وكوسوفو 1999، استخدمت قذائف تحتوي على اليورانيوم المستنفد للاغارة على تحصينات صربية. ومعلوم أن اليورانيوم المستنفد الخفيف الإشعاع بسبب حجمه 7،1 مرات أكبر من الرصاص يستخدم في القنابل والأسلحة لزيادة قوة اختراقها. طلب تفسيرات وكان رئيس الوزراء الايطالي اكد ان ثلاثين جندياً ايطالياً اصيبوا بامراض غامضة بعد مشاركتهم في حرب البلقان وتوفي ستة منهم، فيما يعالج ستة فرنسيين شاركوا في تلك الحرب من اصابات بمرض تم تشخيصه على انه سرطان في الدم. وسجلت إصابات في اوساط البلجيكيين والبرتغاليين الذين خدموا ضمن قوات حفظ السلام في البلقان. وأشارت معلومات الى تفشي أمراض عرفت ب"عوارض البلقان". وذكرت أحزاب الخضر في إيطاليا ودول اخرى وجود رابط بين هذه الوفيات وبين استخدام ذخائر مزودة اليورانيوم المستنفد التي يعتقد أنها تثير بعد انفجارها غباراً ساماً يتسبب بأمراض سرطانية. وأعلن وزير الدفاع الفرنسي آلان ريشار أن بلاده تدعم طلب ايطاليا وبلجيكا والبرتغال من الحلف الأطلسي تقديم معلومات وشروح حول استخدام ذخائر مزودة اليورانيوم المستنفد في البلقان. وقال: "ندعو شركاءنا الأميركيين الى إبداء الانفتاح حيال هذه القضية". وبدأ وزير الدفاع الإيطالي سيرجيو ماتاريل جولة في منطقة البلقان للوقوف على وضع الجنود الإيطاليين المنتشرين هناك في اطار مهمات حفظ السلام الدولية، فيما استعد مسؤولون يونانيون لتفقد جنودهم في المنطقة. كما طلب وزير الدفاع البلجيكي اندري فلاو من السويد التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، إدراج قضية استخدام اليورانيوم المستنفد في البلقان ضمن القضايا المطروحة على الاتحاد، والعمل على اتخاذ اجراءات مشتركة في شأنها. الاعلام الصربي وتلقفت وسائل الإعلام الصربية في منطقة البلقان السجال في شأن الإصابات "الغامضة"، وطلبت التحقيق حول استخدام اليورانيوم المستنفد في الغارات الاطلسية على يوغوسلافيا. وجددت صحف عدة صادرة في المنطقة تنديدها بالولايات المتحدة و"الأطلسي" بسبب تلك الغارات الجوية التي استمرت الدفعة الاخيرة منها 77 يوماً بين شهري آذار مارس وحزيران يونيو من عام 1999. وافردت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد، صفحتيها الأولى والخامسة لموضوع تحت عنوان: "اتساع المخاوف من أمراض الناتو الغامضة" تناولت فيه ما أوردته المعلومات حول "تسجيل 13 وفاة بين الجنود الإيطاليين والبلجيكيين والبرتغاليين" الذين عملوا ضمن قوات حفظ السلام في البلقان. وناشدت الصحيفة الدول التي لحقت أضرار بجنودها "إجراء مسح شامل في يوغوسلافيا والبوسنة ودول بلقانية أخرى لتثبيت حجم الكارثة ومعالجتها ومحاسبة المذنبين". وأكدت أن نفي الأميركيين والحلف الأطلسي "ليس كافياً، وينبغي إجراء تحقيق منصف ونزيه في عملية الأطلسي برمتها والانتهاكات المختلفة التي رافقتها". وكانت بلغراد ذكرت في مناسبات عدة أن الإشعاعات التي سببتها قنابل وصواريخ الحلف الأطلسي، لوثت المياه والمزروعات في صربيا وكوسوفو، ورفعت دعوى في هذا الشأن الى محكمة جرائم الحرب في لاهاي ضد الحلف الأطلسي، لكن المحكمة رفضت الطلب اليوغوسلافي. وتحت عنوان: "هل تحول البلقان الى تشيرنوبيل؟"، قالت صحيفة "يوترني" الصادرة في العاصمة المقدونية سكوبيا: "لم تكن مشكلات البلقان كافية... فجاءت أميركا لتضيف بقنابلها التي لا ترحم أمراضاً وهموماً على تلك المشكلات".