} عقد كبار الخبراء الطبيين في حلف شمال الاطلسي اجتماعا في بروكسيل امس، لفحص تقارير تتناول المشكلات الصحية المرتبطة باستخدام ذخيرة اليورانيوم المستنفد، فيما لوّحت محكمة جرائم الحرب في يوغوسلافيا باحتمال التحقيق في استخدام هذا النوع من الأسلحة. وأعلنت اثينا ان القوات المسلحة الأميركية لم تبلغ حلفاءها في الحلف استخدامها قذائف اليورانيوم في كوسوفو سوى في اواخر 1999، مشيرة الى ان واشنطن اعترفت بشكل غير مباشر بخطر استخدام هذه الاسلحة. بلغراد، بروكسيل، أثينا - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - نقلت صحيفة "داناس" الصادرة في بلغراد أمس، عن كارلا ديل بونتي المدعية العامة في محكمة جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة ان المحكمة "قد تجري تحقيقاً في استخدام حلف شمال الأطلسي اسلحة تحتوي على يورانيوم مستنفد في حروب البلقان. وأشارت الى انها "ستنظر في النتائج التي ستتمخض عنها الدراسات العلمية التي يجريها الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الاعضاء فيه". وعن دواعي اتخاذها لهذا الموقف، بعدما كانت رفضت طلباً مماثلاً من يوغوسلافيا، أوضحت ديل بونتي انه "ظهرت حقائق جديدة في هذا المجال". والى ذلك، قالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية غرو هارلم برونتلاند: "لا أستطيع استبعاد وجود علاقة بين هذا النوع المستنفد من اليورانيوم والسرطان" مؤكدة الحاجة الى اجراء مزيد من الأبحاث في هذا المجال. وكان ظهور اصابات بسرطان الدم لوكيميا بين أفراد حفظ السلام في البلقان اضافة الى بعض المدنيين، أثار مخاوف وجدلاً حول مشكلة اليورانيوم المستنفد الذي استخدم في المنطقة. وعقدت لجنة رؤساء أسلحة الخدمات الطبية العسكرية في حلف شمال الاطلسي اجتماعهم نصف السنوي في وزارة الدفاع البلجيكية. وخيمت عليه قضية "مرض حرب البلقان". وقال مسؤولون انه جرى خلال الاجتماع تبادل المعلومات حول وجود اصابات بأمراض خطيرة بين الجنود الذين شاركوا في قوات حفظ السلام في البلقان حيث استخدمت ذخيرة اليورانيوم المستنفد، كما تباحثوا في التقارير عن وجود اثر اشعاعي او سام لهذه الذخيرة. وفي وقت نفى الحلف ان يكون اليورانيوم المستنفد هو سبب الحالات الاخيرة للاصابة بسرطان الدم لوكيميا بين الجنود الذين شاركوا في عملياته، فانه اصدر الاسبوع الماضي، اوامر بالعمل سريعاً على جمع وقائع وطمأنة الرأي العام. ويتوقع ان يسلم المسؤولون الطبيون النتائج الاولية لتبادل المعلومات، الى اللجنة الخاصة لليورانيوم المستنفد التي شكلت حديثاً ومن المقرر ان تعقد اول اجتماع لها اليوم. كما قرر كبير الجراحين البلجيكيين روجر فان هوف عقد مؤتمر صحافي في مقر قيادة الحلف اليوم. وكانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا التي تزود قواتها ذخيرة اليورانيوم المستنفد، رفضت الاسبوع الماضي، مطالب دول اخرى شريكة في الحلف وهي ايطاليا واليونان والمانيا، بحظر استخدامه. وتعد طلقات اليورانيوم المستنفد افضل الطلقات المتوافرة قدرة على اختراق المدرعات. وقال وزير الدفاع الالماني رودولف شاربينغ اول من امس ان "هستيريا" وسائل الاعلام بسبب المخاطر الصحية المزعومة لليورانيوم المستنفد، سببها محاولة من اعداء الحلف للحد من شرعيته السياسية وتدخلاته في البلقان. الا انه اعترف بان اليورانيوم المستنفد أصبح عبئاً سياسياً. اليونان وقال وزير الدفاع اليوناني اكيس تسوهاتزوبولوس امس، ان القوات المسلحة الاميركية لم تبلغ حلفاءها في "الاطلسي" عن استخدام قنابل تحتوي على اليورانيوم المستنفد في كوسوفو، سوى في كانون الاول ديسمبر 1999. وأضاف في حديث لصحيفة "تانيا" المقربة من الحكومة: "في كانون الاول 1999، اي بعد ستة اشهر من انتهاء الحرب، اكدت القوات المسلحة الاميركية لدول الحلف الاطلسي انها استخدمت قنابل تحتوي على اليورانيوم المستنفد". وتابع ان القوات الاميركية "وجهت الينا في الوقت نفسه، تعليمات واضحة حول تدابير الحماية للجنود" وكذلك تفاصيل حول القنابل المستخدمة. وأضاف: "نعتبر انه بهذه المعلومات، اعترف الاميركيون بوجود خطر على صحة العسكريين من دون هذه التدابير. وهنا تكمن المسؤولية" في هذا المجال. وأكد تسوهاتزوبولوس ايضاً ان "30 الف قنبلة تحتوي على اليورانيوم المستنفد سقطت خلال الحرب في كوسوفو وان 80 في المئة من هذه القنابل، اصابت مناطق بين كوسوفو والبانيا وصل اليها عسكريون ايطاليون والمان بعيد ذلك"، بحسب الخرائط التي سلمتها القوات الاميركية الى الحلفاء. وقال الوزير اليوناني ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت "اكدت اخيراً للحلفاء، بالحاح، ان هذه الاسلحة غير مؤذية ودعتهم للعمل من اجل تفادي استخدام هذه المشكلة لغايات سياسية". وأضاف تسوهاتزوبولوس الذي تفقد الجمعة الكتيبة اليونانية العاملة في "كفور" قوة السلام المتعددة الجنسيات في كوسوفو ان ضابطاً وضابط صف يونانياً من بين كل عشرة وثلاثة جنود من بين كل عشرة منتشرين في كوسوفو، يرغبون في العودة الى بلادهم بعد المعلومات التي اعلنت عن استخدام اليورانيوم المستنفد والوفيات باللوكيميا التي سجلت في اوروبا. ولفت الى ان اليونان التي تجري بواسطة فريق متخصص من مركز ديموكرايتوس النووي دراسة في كوسوفو حول وضع التلوث باليورانيوم المستنفد، ستسحب جنودها في حال اكدت الدراسة وجود مثل هذا التلوث. وطلب 140 جندياً يونانياً من اصل 1500 تضمهم الكتيبة اليونانية المنتشرة في يوروسيفاتش في اطار قوة كفور، العودة الى اليونان. ويعاني ضابط صف يوناني خدم في البوسنة في 1997 - 1998 من اللوكيميا لكن لم تثبت العلاقة بين مرضه واستخدام اسلحة تحتوي على اليورانيوم المستنفد.