} تزايد الخلاف الأوروبي - الأميركي حول موضوع استخدام اليورانيوم المستنفد في حرب البلقان وتأثير هذا السلاح على صحة جنود الحلفاء والمدنيين العاديين في مناطق استخدامه، فيما اكتشفت هيئة تابعة للأمم المتحدة نوعاً آخر من اليورانيوم، اكثر فتكاً، في مخلفات قذائف الحلف. صوّت البرلمان الأوروبي أمس، لمصلحة قرار بتعليق انتاج القذائف المضادة للدروع من عيار 30 ملم المغلفّة باليورانيوم المستنفد. وحظي القرار بتأييد 394 نائباً من أصل 626 حوالى 63 في المئة في المجلس. وفي المقابل، تابع مسؤولو حلف شمال الاطلسي نفيهم وجود أي أساس علمي للحديث عن مخاطر. وكان الجنرال روجر فان هووف، رئيس لجنة مسؤولي الخدمات الطبية العسكرية في الحلف، صرح بأن لا أدلة على روابط بين استخدام اليورانيوم المستنفد واصابة جنود من الحلفاء بأمراض سرطانية، اودت بحياة بعضهم. ولا تبدو تصريحات جنرالات الاطلسي كافية لطمأنة محققي "الهيئة الدولية للجريمة" الذين يدققون في الإجراءات العسكرية للحلف ابان حرب البلقان. وتعتقد كارلا دي بونتي، مسؤولة محققي محكمة جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة، أن ظهور أية أدلة في مختبرات أوروبية، يكفي لفتح تحقيق قضائي موسّع حول سلوك قوات الاطلسي في البلقان، بما في ذلك استخدامها لعشرات الآلاف من قذائف اليورانيوم المستنفد. وتأتي تصريحات دي بونتي في وقت حرج تماماً بالنسبة للاطلسي، اذ أعلن برنامج الأممالمتحدة للبيئة أن مختبراً في سويسرا أثبت وجود أحد نظائر اليورانيوم، من نوع 236، في القذائف المضادة للدروع التي يستخدمها الحلف. وهذا النوع من النظائر له نشاط اشعاعي أعلى قليلاً من النوع المستنفد، او اليوارنيوم - 235. وصرح ميشيل وليامز مسؤول برنامج الأممالمتحدة، أنه طلب من "منظمة الصحة العالمية" وهيئات طبية أخرى رأيها في مدى الضرر المترتب على استخدام نظائر ناشطة نسبياً من نوع 236. ومعلوم ان النشاط الاشعاعي لمواد مثل يورانيوم وبلوتونيوم، يؤثر مباشرة على التركيب الجيني للإنسان، ما يحدث طفرات قوية في البروتينات الحساسة للجينات. وتمهد هذه الطفرات لظهور أمراض من نوع سرطان الدم لوكيميا وغيره من الأورام الخبيثة. ويأتي قرار المجلس الأوروبي بعد شروع أوروبا في بناء قوة عسكرية مستقلة لأول مرة في تاريخها الحديث. وفي هذا الاطار، تصبح موضوعات التسلح، والمفاهيم العسكرية والأخلاقية المرتبطة بها، حساسة في العلاقة بين أوروبا والولايات المتحدة.