} انتقد الاصلاحيون الايرانيون التعديل الوزاري الذي ادخله الرئيس محمد خاتمي على حكومته، مشككين بإمكانات بعض الوزراء وبتوجهاتهم السياسية، خصوصاً ان بعضهم أكثر ميلاً الى المحافظين الذين رحبوا بالتعديل واعتبروه نصراً لهم على الراديكاليين، ورأوا فيه توجهاً جديداً لخاتمي سيؤدي الى ترسيخ الاستقرار في ايران. رأت أوساط في التيار الاصلاحي ان التعديل في حكومة الرئيس محمد خاتمي بعد تقديمه الى البرلمان خمس وزراء بينهم ثلاثة جدد سيكون مقدمة لمعرفة طبيعة الحكومة الجديدة التي سيشكلها في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية لولاية ثانية في حزيران يونيو المقبل. وأوضحت مصادر حزب التضامن الاصلاحي ل"الحياة" "ان الحكومة بشكلها الحالي تفتقد تقريباً الى الشخصيات السياسية ذات الثقل بعد خروج وزير الثقافة عطاء الله مهاجراني ووزير الداخلية السابق عبدالله نوري منها خلال الأعوام الماضية". وشككت هذه الأوساط في امكان الوزراء الجدد ملء الفراغ الذي أحدثه غياب مهاجراني ونوري، وانتقدت اختيار خاتمي شخصيات جديدة "لم يكن لها دور في انطلاقة التيار الاصلاحي ولم تدفع ثمناً لتطبيق برامج الاصلاحات". واقترح خاتمي على البرلمان وجهاً جديداً هو أحمد مسجد جامعي لوزارة الثقافة والارشاد خلفاً للوزير المستقيل مهاجراني - كما اقترح محمود حجتي للوزارة الجديدة المستحدثة وهي وزارة الزراعة والبناء. وحجتي من الشخصيات المعروفة في حزب جبهة المشاركة الاصلاحي وكان وزيراً للطرق والمواصلات. وسيدخل الحكومة وجهان جديدان ايضاً هما رحمن دادمان لوزارة الطرق والمواصلات وهو من حزب جبهة المشاركة أيضاً، وأحمد معتمدي لوزارة البريد والبرق والهاتف، وهو غير معروف بممارسة العمل السياسي، ويقال ان لديه توجهات فكرية قريبة الى المحافظين. وسيتولى اسحق جهانغيري وزارة الصناعة والمعادن بعدما كان يشغل وزارة المعادن في حكومة خاتمي، ويعتبر جهانغيري من الشخصيات البارزة في حزب كوادر البناء المقرب من الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني والمتحالف مع خاتمي. وحسب مصادر اصلاحية فإن خاتمي أراد التوازن بين القوى الاصلاحية داخل حكومته عبر حفظ مواقع كل من حزب جبهة المشاركة وحزب كوادر البناء. ورحبت أوساط التيار المحافظ باختيار خاتمي وجوهاً جديدة وصفتها "بأنها معتدلة ومؤمنة بالنظام الديني وبعيدة عن التوجهات الليبرالية والراديكالية". وأوضحت هذه الأوساط ل"الحياة" ان خاتمي تعرض لضغوط كبيرة من داخل جبهة الاصلاحيين لتوزير شخصيات متشددة وراديكالية الا أنه اختار من أنصاره شخصيات ذات توجهات فكرية داعمة لبرامجه، لكنها معتدلة، وتواكب برامجه الحكومية. ويرى المحافظون ان سياسة خاتمي الجديدة في اختيار وزرائه تنبئ بظهور اجواء جديدة من شأنها تعزيز الهدوء والبعد عن التوتر في الداخل. وحسب المراقبين فإن أوساط التيار المحافظ تشعر بنشوة الفوز بعد اقصاء مهاجراني وقبله عبدالله نوري، فيما تؤكد أوساط التيار الاصلاحي ان البرامج لا يرتبط تطبيقها بوجود اشخاص معينين على رغم دورهم الكبير في تحقيقها.