طهران - "الحياة"، أ ب، أ ف ب - احتدمت مجدداً المواجهة في إيران بين المحافظين وبين التيار الاصلاحي القريب إلى الرئيس محمد خاتمي. وهاجم "أنصار حزب الله" مقر صحيفة "طوس" المعتدلة التي صدر العدد الأول منها أول من أمس، لتكون بديلاً عن صحيفة "جامع" التي اوقفت السلطات القضائية صدورها لاتهامها بنشر أخبار "تخل بالنظام العام". وروى شهود أن مجموعة من "أنصار حزب الله" اعتدت بالضرب على رئيس تحرير "طوس" ماشاءالله شمس الواعظين لدى وصوله إلى مقر الصحيفة. وتعرض عدد من المتظاهرين الغاضبين لمراسل وكالة "اسوشيتدبرس". وفي وقت لاحق صدر أمر قضائي بوقف صدور الصحيفة. في الوقت ذاته دعا الرئيس الايراني القوات المسلحة الى "التركيز على تقوية دفاعات البلاد، والبقاء فوق الصراعات السياسية" راجع ص4. ونظمت التظاهرة بعد يوم على حملة عنيفة شنها رئيس السلطة القضائية آية الله محمد يزدي على الصحافة القريبة إلى التيار الاصلاحي. وكان اعتبر أن صدور صحيفة "جامع" المحظورة باسم آخر "غير قانوني"، وحذر وزير الثقافة والارشاد عطاءالله مهاجراني من أنه لن يتساهل مع "اهانات توجه إلى رجال الدين الشيعة" عبر الصحافة. وشهدت قم أول من أمس تظاهرات طالبت بإقالة الوزير بسبب "تغاضيه" عن "إهانات توجه إلى الأسس العقائدية للنظام" الإيراني. وتردد أمس ان "أنصار حزب الله" منعوا رئيس تحرير "طوس" والعاملين فيها من دخول مقر الصحيفة. ويعد مهاجراني من الوزراء القريبين إلى خاتمي الذي كان حقق أخيراً انتصاراً سياسياً حين منح مجلس الشورى الثقة لنائبه وزير الداخلية الجديد موسوي لاري. وباشر لاري مهماته خلفاً لعبدالله نوري الذي نجح المحافظون في حجب الثقة عنه بعدما اتهموه بالتساهل في منح أنصار التيار الاصلاحي ترخيصاً لتنظيم تظاهرات. وتعتقد أوساط مطلعة أن الرئيس خاتمي يواجه تحدياً جديداً، من خلال استعجال المحافظين خوض مواجهة أخرى مع الرئيس لإسقاط مهاجراني، وبالتالي تكرار تجربة عزل عبدالله نوري.