يُطوى اليوم الفصل الأخير من قضية لوكربي مع إعلان قُضاة محكمة كامب زايست وسط هولندا حكمهم في قضية تفجير طائرة "بان أميركان" فوق لوكربي في 21 كانون الأول ديسمبر 1988. وأعلن رئيس المحكمة لورد رانالد ساذرلاند في جلسة قصيرة أمس ان حكم هيئة المحكمة المؤلفة من ثلاثة قُضاة سيصدر الحادية عشرة قبل ظهر اليوم. راجع ص6 وأمام القضاة ثلاثة خيارات هي: إدانة المتهمين عبدالباسط المقرحي 48 عاماً والأمين خليفة فحيمة 44 عاماً، أو الحكم ببراءتهما، أو الحكم بعدم ثبوت التهمة. والحكمان الأخيران يؤديان الى الإفراج الفوري عنهما، في حين يمكن محامي الدفاع استئناف حكم الإدانة أمام هيئة قضائية أخرى في اسكتلندا. وبدا أداء هيئة الادعاء ضعيفاً في بعض مراحل المحاكمة ما أثار انتقادات في بعض الأوساط الإعلامية الغربية. لكن المدعين، وعلى رأسهم كولين بويد واليستر كامبل، حسّنوا وضعهم في المرافعات الختامية، بعدما أوضحوا ان قضيتهم ضد المقرحي وفحيمة تقوم على "الأدلة الظرفية" وهذه لا يُمكن النظر اليها إلا عندما تكون مجتمعة. ثم قدّم المدعون "عرض قوة" فطلبوا من هيئة المحكمة إسقاط تهمتي "التآمر للقتل" و"خرق قوانين السلامة الجوية" والإبقاء على تهمة وحيدة هي القتل الجماعي 270 ضحية. والإدانة بالتهمتين الأوليين أسهل من الإدانة بتهمة القتل، ما يعني ان المدّعين واثقون بأنهم أدّوا مهمتهم على أكمل وجه. لكن هيئة الدفاع، ريتشارد كين عن فحيمة ووليام تايلور عن المقرحي، ردّت ب"عرض قوة" مماثل. إذ اكتفت باستدعاء ثلاثة شهود فقط قبل إنهاء المرافعات والطلب من هيئة المحكمة الحكم ببراءة المتهمين. وفُسّر قرار الدفاع عدم استدعاء شهود آخرين بأنه يدلّ إلى اقتناع بأن الادعاء فشل في إقامة دليل قاطع ضد المقرحي وفحيمة. ويكفي ان تُساور القضاة "شكوك" في صحّة أدلة الإدعاء لتسقط الدعوى المرفوعة على الليبيين. وثمة من يقول ان وضع الدفاع شابه بعض الضعف بعدما فشل في الحصول على وثيقة من دمشق يُزعم انها تشير الى شكوك بضلوع "القيادة العامة" الفلسطينية بتفجير طائرة "بان أميركان". وكان الدفاع أشار في بداية المحاكمة، في أيار مايو 2000، الى نيته إظهار ان "القيادة العامة" و"جبهة النضال الشعبي" وليس ليبيا متورطتان في قضية لوكربي. وتنفي الجبهتان الفلسطينيتان علاقتهما بتفجير الطائرة. وتتألف هيئة محكمة لوكربي من ثلاثة قضاة هم لورد رانالد ساذرلاند 68 عاماً، وهو أقدم القضاة في اسكتلندا ولورد كاوسفيلد 66 عاماً ولورد رانالد ماكلين 62 عاماً.