} تعاود المحكمة الاسكتلندية غداً في كامب زايست في هولندا النظر في قضية لوكربي. ومن المتوقع ان يحدد القضاة موعداً لإصدار حكمهم على الليبيين المتهمين بالقتل الجماعي في حادث تفجير طائرة ركاب اميركية فوق بلدة لوكربي في اسكوتلندا العام 1988. كامب زايست هولندا - رويترز - امضت هيئة محكمة كامب زايست والمؤلفة من ثلاثة قضاة 84 يوماً مرهقة للاستماع لاقوال الشهود ومرافعات المحامين والاطلاع على الادلة في قضية تفجير طائرة الركاب الاميركية فوق بلدة لوكربي في اسكتلندا في العام 1988. ولم يعط القضاة الذين رفعوا القضية للمداولات في 18 كانون الثاني يناير الجاري اي تعهد رسمي بالتوصل الى قرار هذا الاسبوع، اذ ان عليهم استيعاب ملف القضية الذي يضم اكثر من عشرة آلاف صفحة. وقد يمضي القضاة اياما، بل واسابيع، قبل ان يقرروا ما اذا كان الدفاع اثبت بما لا يدع مجالاً للشك ان المتهمين الليبيين عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة زرعا القنبلة التي دمرت طائرة "بان امريكان" في 21 كانون الاول ديسمبر 1988 خلال رحلتها من لندن الى نيويورك فوق اسكتلندا، مما ادى الى مقتل 270 شخصاً. واذا صدر حكم بالادانة فسينظر اليه على نطاق واسع على انه تأكيد لقيام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بأمر جهاز استخباراته بتنفيذ هذا التفجير انتقاماً من الولاياتالمتحدة. واذا لم يقتنع القضاة كلياً بأن الرجلين زرعا العبوة الناسفة الموضوعة في جهاز تسجيل داخل حقيبة وأرسلاها من مالطا كي تلحق بالطائرة المنكوبة فسيمكنهم اعلان ان التهمة "غير ثابتة". وفي حال صدور مثل هذا الحكم او حكم بالبراءة فسيطلق سراح الرجلين وستواجه لندن وواشنطن فشلاً محرجاً بعد سنوات من الجهود الديبلوماسية لاقامة جدار من العقوبات حول ليبيا يجري الآن تفكيكه. ومن شأن صدور حكم بالبراءة ان يترك اقارب الضحايا من دون اجابة عن السؤال الذي شغلهم على مدى الاعوام ال12 الماضية، وهو من فجر الطائرة ولماذا؟ لكن نهاية العملية القانونية لا تعني نهاية حملة اقارب ضحايا لوكربي بحثاً عن الحقيقة. ويقول البريطانيون المعنيون انهم حصلوا على وعد باجراء تحقيق عام. كما ستنظر شركات النفط الاميركية الكبرى المتلهفة الى معاودة نشاطها في ليبيا الى حكم البراءة على انه حافز لجهودها اقناع ادارة الرئيس اي جورج بوش برفع حظر يمنع الاميركيين من السفر الى ليبيا. وستكون ليبيا قادرة على تسجيل علامة هامة في جهودها الاخيرة لإنهاء عزلتها الدولية وجذب استثمارات اجنبية. وسيعني الحكم بادانة فحيمة والمقرحي عقوبة السجن مدى الحياة لكل منهما في سجن بارليني في غلاسكو. وعقدت المحاكمة في كامب زايست، وهي قاعدة جوية اميركية سابقة اصبحت ارضاً اسكتلندية بقدر من الخيال القانوني، بموجب اتفاق حل وسط تم التوصل اليه في اوائل العام 1999 وافق القذافي بموجبه على تسليم المتهمين المشتبه فيهما ليحاكما في بلد ثالث. وامضى المقرحي وفحيمة 22 شهراً خلف الاسوار العالية في سجن بني داخل القاعدة. وتقدر تكاليف المحاكمة بحوالى 90 مليون دولار حتى الآن. وأنهى محامو الدفاع مرافعاتهم فجأة في وقت سابق هذا الشهر بعدما استقدموا الى المحكمة ثلاثة شهود نفي فقط في مقابل 230 شاهد اثبات. ودافع هؤلاء عن نظرية مفادها ان متطرفين فلسطينيين نفذوا التفجير ربما لحساب ايران رداً على اسقاط طائرة ركاب ايرانية في وقت سابق من العام 1988 في الخليج بصواريخ سفينة حربية اميركية. ومن المتوقع ان يستأنف المحامون الحكم اذا دين موكلاهما. واذا قبل الاستئناف فقد تستمر العملية القضائية اسابيع اخرى.