} قال وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي "ان الاسرائيليين اصبحت لديهم اقتناعات بأنهم لم يعد في مقدورهم فرض تنازلات على العرب في مسألة الارض، ولا الاستمرار في اتباع سياسة الاحتلال التي اصبحت مكلفة لهم". ولفت الى ان المناورات العسكرية البريطانية - العمانية المشتركة التي ستجرى قريباً لا تشكل استفزازاً لأي طرف في المنطقة وتأتي في إطار ثنائي وسلمي، مشيراً الى ان سلطنة عمان لم تتبلغ اي احتجاج من دول المنطقة. قال وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي في حديث الى "الحياة" "ان اسرائيل وحدها تتحمل مسؤولية تعثر السلام في المنطقة وسترتكب الخطأ من جديد اذا كانت تعتقد بانها قادرة على فرض التنازلات على العرب". وعن موقف بلاده من توطين الفلسطينيين في لبنان، قال: "نحن نقف الى جانب لبنان في رفضه التوطين، خصوصاً ان الكل مقتنع بأنه، لأسباب عدة منها تركيبته الداخلية، لا يستطيع القبول بهذه المسألة، إضافة الى ان التوطين مرفوض فلسطينياً". واضاف انه "سمع من المعنيين ان اي حل لقضية اللاجئين يجب ان يبدأ من لبنان". وعن توقعاته في شأن الانتخابات الاسرائيلية، قال بن علوي: "ان التعنت الاسرائيلي، كما يعلم الجميع، ادى الى اسقاط الحكومات الاسرائيلية الواحدة تلو الاخرى، وبصرف النظر عن الحزب الذي سيصل الى رئاسة الحكومة، عليه ان يدرك منذ الآن ان اسرائيل كدولة معادية في المنطقة لا تستطيع التعايش مع جيرانها وتحديداً الدول العربية". ورأى ان "الخروج من المأزق الاسرائيلي هو في يد اسرائيل، فإذا كانت تريد السلام مع العرب، عليها ان تتخذ القرار الصريح والواضح، خصوصاً اني لا اظن انها قادرة على العودة الى لغة التهديد كما كان يحصل في الماضي وان خسارتها في حال قررت اللجوء الى العنف والحرب ستكون مضاعفة". وأضاف "ان السياسة التي اتبعها رئيس وزراء اسرائيل المستقيل ايهود باراك ادت الى خسارة اسرائيل ما احرزته من تعاون مع العرب خلال السنوات الأخيرة، إذ أبدى بعض العرب استعداداً للانفتاح عليها باقامة علاقات ديبلوماسية او بفتح مكاتب للاتصال، من باب ابداء النيات الحسنة، للوصول الى سلام عادل. وبدل ان يستفيد من ذلك، راح يفرط بكل ما تحقق". وتابع "ان باراك يتحمل مسؤولية التفريط بفرص السلام، وقد اهدر ما تحقق على هذا الصعيد في عشر سنوات، خلال عشرة ايام. وهذا ما ادى الى تراجع علاقات اسرائيل بعدد من الدول العربية الى النقطة الصفر". ولفت الى "ان اسرائيل قد تستمر في سياسة التعنت اذا لم تدرك ان لا مفر من اتخاذ قرار بالسلام، وان كان يشكل لها اقتناعات غير مريحة، وبالتالي لا مفر امامها سوى التسليم باعادة الاراضي العربية المحتلة في حرب حزيران يونيو 1967". ودعا بن علوي اسرائيل الى التفكير بما سيكون عليه وضعها بعد 40 سنة بدل التفكير بما كانت عليه سابقاً. وقال: "اظن لو ان الاسرائيليين يفكرون من هذا المنطلق لكانوا سارعوا الى التعاطي بمنطق وواقعية مع الموقف العربي". وسئل عن مصير قرار عمان اقفال مكتب الاتصال الاسرائيلي في مسقط، فأجاب: "اننا قمنا بهذه الخطوة في عهد اسحق رابين رئيس وزراء اسرائيل السابق لاقتناعنا بأنه عازم على تحقيق السلام والانسحاب من الاراضي العربية المحتلة عام 1967. وعلى هذه القاعدة تمنى علينا البعض ومن زاوية تشجيع العملية السلمية، الموافقة على فتح مكتب للاتصال، وقد فتحناه ورأينا لاحقاً انه لم يعد ذلك هو الهدف، بعد وصول بنيامين نتانياهو الى رئاسة الحكومة، اتخذنا قرارنا بإغلاق مكتب الاتصال العماني في اسرائيل". وأضاف: "بعد مجيء باراك قلنا انه من معسكر رابين، وقد حذرنا من ان الطريق التي اتبعها ستقود الى تأزم الاوضاع في المنطقة ولم يعد امامنا سوى اقفال مكتب الاتصال الاسرائيلي في مسقط". وأكد "ان لا تبديل في الموقف العماني لجهة ابقاء هذا المكتب مقفلاً، ما لم تتم العودة عن الاسباب التي دفعتنا الى المطالبة باقفاله"، مشيراً الى "ان فتح المكتب يستدعي الحصول على ضمانات للوصول الى سلام تكون ابعد من التمنيات". وعن توقعاته من ادارة الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش قال: "من السابق لأوانه الحديث في هذا الموضوع، لكن ما اود تأكيده ان المصالح الاميركية تفرض عليه القيام بدور رئيسي لا يستطيع من خلاله تجاهل اولويات الوصول الى سلام في الشرق الاوسط، اذ ان علاقته بالدول العربية تفرض على ادارته ان تضع قضية السلام في المرتبة الاولى من اولوياتها نظراً الى انها لا تستطيع تجاهل الحال الراهنة في المنطقة". وفي تقويمه نتائج زيارة رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري لمسقط، قال بن علوي: "اننا نقدر دائماً التجربة التي خاضها الرئيس الحريري، اذ جاء في السابق الى الحكومة ونجح في تحويل لبنان من بلد حطمته الحرب الى بلد مزدهر ويزخر بالحيوية، وانه موضع تقدير واستحسان منا، كما عبر عن ذلك، جلالة السلطان قابوس بن سعيد". وأبدى ارتياحه الى التدابير التي اتخذتها الحكومة اللبنانية لتشجيع الاستثمار. وقال: "انها مهمة ومشجعة، ولكن يبقى على لبنان متابعة علاقاته بالدول العربية. فالحكومات العربية لا يمكن ان تحل محل الدور الذي يؤديه القطاع الخاص، وان ما تقوم به يشجع على حماية العلاقات التجارية وتعزيزها وتطويرها". وسئل هل تقدم عمان مساعدات الى لبنان فأجاب: "ان الحريري شرح لصاحب الجلالة السلطان قابوس الاوضاع التي يمر فيها لبنان، ونحن من جهتنا سيكون ما نستطيع تقديمه موضع اهتمامنا، اذ ان مساعدتنا لهذا البلد الشقيق لن يأتي منها الا الربح. وان انشغال الاشقاء العرب لن يدفعهم الى التغاضي عن دعمه". ودعا بن علوي الى "معالجة التوترات العربية بروح الأخوة والتعاون"، مشيراً بذلك الى "ضرورة انهاء المشكلة بين العراق والكويت"، ومؤكداً "دور عمان في إطار مجلس التعاون الخليجي لتثبيت التضامن العربي الذي نحن في حاجة اليه". وأضاف: "ان التوجهات الخليجية صادقة، لكن للجهد العربي الاشمل دوراً اساسياً، ونحن لا نبحث الا عن الاستقرار في المنطقة، على رغم العواصف التي مرت فيها والازمات التي شهدتها، اذ ليس من السهل معالجة آثارها وتبديدها في سنوات قليلة".