رجحت مصادر مطلعة ل"الحياة" أن تلعب سلطنة عُمان دوراً في الاتصالات الجارية بين الولاياتالمتحدة وسورية بعيداً عن الاضواء عبر بعض الوسطاء وبينهم دول عربية، من أجل استئناف مفاوضات السلام السورية - الاسرائيلية التي تُبذل جهود عدة لإحداث اختراق في الجمود الحاصل فيها، قبل حصول الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان. إلا أن مصادر عُمانية رفيعة المستوى رفضت تأكيد الخبر ل"الحياة" أو نفيه. وقالت ان زيارة الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في السلطنة، يوسف بن علوي بن عبدالله لواشنطن التقى وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت مباشرة بعد انعقاد القمة الخليجية التشاورية في مسقط السبت الماضي، والتي بحثت في مستجدات عملية السلام ومسألة الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان، وقبلها زيارته لدمشق حيث التقى الرئيس السوري حافظ الأسد منتصف الأسبوع الماضي، تسمح للصحافة بالاستنتاج أن مسقط تؤدي دوراً في الاتصالات الجارية. وأضافت المصادر: "في امكانكم، نتيجة الربط بين الأحداث أن تتوصلوا الى استنتاجات ايجابية. والمهم أن تكون هذه الاستنتاجات ايجابية لا سلبية". وأوضح الأمين العام لوزارة الخارجية العُمانية السيد هيثم بن طارق آل سعيد ل"الحياة" أثناء لقاء معه الأربعاء الماضي، ان زيارة بن علوي لدمشق "جاءت في اطار تحرك السلطنة التي تترأس المجموعة العربية وهي عضو في اللجنة العربية الخماسية المنبثقة من مؤتمر وزراء الخارجية العرب، المكلفة التحضير لعقد قمة عربية، وان زيارته لواشنطن تأتي في اطار لقاءات دورية تُجرى بين السلطنة والولاياتالمتحدة للبحث في عدد من مواضيع العلاقات الثنائية". وأضاف بن طارق آل سعيد: "ان عُمان والدول العربية تؤيد موقف سورية في عملية السلام واصرارها على الانسحاب الاسرائيلي حتى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967. وهذا لا لبس فيه. ونحن متيقنون من أن سورية جادة في السلام. وهذا نلمسه مما يقوله الرئيس الأسد والدكتور العقيد الركن بشار الاسد. وإذا كان من دولة عربية، أو دول عربية، لها علاقات مع دول أخرى وخصوصاً الولاياتالمتحدة، ولديها قدرة على نقل رسائل في شكل أمين ومفيد لإحداث تقدم في عملية السلام، فهذا دور ايجابي ونحن نؤمن بصحة دور كهذا". وأضاف: "نحن متفائلون بأن السلام سيتحقق. فالجميع يتحدث عنه، لا عن الحروب التي ليست من مصلحة أحد الآن. قد تحصل مناوشات أو اشتباكات هنا، لكننا لسنا في مرحلة حرب في المنطقة". ورأى بن طارق آل سعيد أن قمة جنيف بين الأسد والرئيس بيل كلينتون لم تنجح، لأن الأول ذهب اليها معتقداً أن الثاني يحمل اليه شيئاً يحقق له مطالبه في الانسحاب الاسرائيلي حتى حدود 4 حزيران. فيما كلينتون اقترح عقدها معتقداً أنه سيأخذ شيئاً لمصلحة مطلب اسرائيل في شأن حقها في المياه على بحيرة طبريا ونهر الاردن...". وأضاف: "سورية لن تساوم على الأرض والحدود. والاسرائيليون يقولون بحسب معلوماتنا ان مسألة المياه بالنسبة اليهم مسألة حياة أو موت ولن يتنازلوا. وفي وقت ندعم موقف سورية من الحدود، نعتقد ان موقف اسرائيل من مسألة المياه معقول، فدمشق تقول إنها مستعدة للبحث فيه استناداً الى القوانين الدولية. والمطالبة الاسرائيلية بمياه بحيرة طبريا كاملة، والسيادة عليها موقف تفاوضي، يطالب بالكل ليسعى الى أخذ نسبة معينة عالية منها. وربما الاتصالات تدور الآن على مخرج لهذا الأمر". وأعرب بن طارق آل سعيد عن اعتقاده أن الأجواء "في شأن احتمال معاودة المفاوضات على المسار السوري قبل الانسحاب الاسرائيلي من لبنان، هي أفضل، بنسبة 70 في المئة"، مما كانت عليه فور انتهاء قمة جنيف. ورأى ان تأجيل السلام مع سورية بعد حصول الانسحاب الاسرائيلي من لبنان لن يكون مناسبا للأوضاع في المنطقة. واعتبر رداً على سؤال أن الدول العربية ستحجم عن تطبيع العلاقة مع اسرائيل، اذا تطورت الأوضاع أمنياً في جنوبلبنان بعد حصول الانسحاب الاسرائيلي منه، أو اذا لم يحصل السلام مع سورية.