خرج الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف عن صمته، وأدلى بسلسلة تصريحات في الذكرى السنوية لانتخابه، مؤكداً انه ما زال رئيساً شرعياً. وقال "ان الحرب ستنتهي بمفاوضات" مع موسكو، وكشف انه رفض عرضاً روسياً لمغادرة الشيشان والاقامة في بلد لم يحدده، فيما جدد الكرملين رفض المفاوضات مع مسخادوف واعتبره "شخصاً بلا شرعية". انتخب مسخادوف قبل أربع سنوات في أول اقتراع عام يجري بعد الحرب الشيشانية الأولى وتلقى التهاني من الكرملين والمنظمات الأوروبية. وحفلت وسائل الاعلام الروسية بتصريحات أدلى بها سياسيون ومحللون، اشاروا فيها الى أن تفويض مسخادوف انتهى في 27 كانون الثاني يناير بعد مرور أربع سنين على انتخابه. إلا أن مسخادوف قال في حديثه الى صحيفة "كويرسانت" ان الدستور الشيشاني يختلف عن القانون الأساسي الفيديرالي وينص على أن صلاحيات الرئيس تمتد خمس سنوات. وأضاف انه حتى إذا انتهى تفويضه الرسمي فإنه سيستمر في أداء صلاحياته بناء على قرار اتخذته لجنة الدولة الشيشانية للدفاع التي شكلت في بداية الحرب وحولت اليها كل صلاحيات الهيئات المدنية، ونص ذلك القرار على منع اجراء انتخابات واستفتاءات الى أن تنتهي العمليات القتالية. وفي حديث الى وكالة "غراني" على الانترنت قال مسخادوف ان الحرب الحالية ستنتهي بمفاوضات تجريها موسكو معه بوصفه الرئيس الشرعي والطرف المحارب. وزاد ان الجيش الروسي لن يتمكن من كسب الحرب والشيشانيون من جانبهم يدركون انهم ليسوا قادرين على أن يهزموا دولة نووية، لذا فإن المفاوضات تغدو المخرج الوحيد. ودعا الى الوقف الفوري للنار والدخول في مفاوضات من دون شروط مسبقة، ورفض اي ضمانات شخصية تقدم له، وكشف ان ممثلين لروسيا عرضوا عليه أن يختار بلداً للاقامة فيه والطريق الذي يمكن أن يسلكه للوصول الى هذا البلد. ومعروف ان عرضاً مماثلاً كان قدم الى الرئيس السابق جوهر دودايف وذكر كبير المفاوضين الروس في حينه اركادي فولسكي ان اتفاقاً مبدئياً كان تم مع السلطات الأردنية لاستقباله إلا أن دودايف رفض. وأشار مسخادوف الى أنه لن يغادر الأراضي الشيشانية، وعن احتمال قيام الروس بمحاولة لاغتياله قال ان "تصفية شخص لن توقف الحرب"، ونفى أنباء روسية عن اصابته بجروح. ونفى مسخادوف ان يكون للشيشانيين صلة بالتفجيرات التي وقعت في موسكو ومدن روسية أخرى صيف 1999 وكانت من الذرائع المباشرة لشن الحرب، وأكد ان "الارهاب سلاح الضعفاء". وتحاشى الرئيس الشيشاني الرد على سؤال يتعلق بغزو مجموعات شيشانية بزعامة القائد الراديكالي شامل باسايف الأراضي الداغستانية، ولم يفصح عن موقفه منها لكنه قال انه رفض في حينه القيام بأي عمل يؤدي الى اندلاع حرب أهلية تجعل من الشيشان أفغانستان ثانية.