تميز العام الماضي بتنوع التنقيبات الأثرية وكثرتها وتعدد اللقى الأثرية في محافظة اللاذقية. وعملت في المحافظة بعثات أثرية أجنبية وأخرى وطنية وثالثة مشتركة توزعت أعمالها في مختلف مواقع المحافظة، وهي: أوغاريت، سيانو، رأس البسيط، قلعة صلاح الدين، مدرج جبلة الروماني، تل تويني، ورأس ابن هانئ. البعثة الأثرية الفرنسية السورية تابعت أعمالها السنوية في موقع رأس شمرة أوغاريت، وهي الأعمال التي تبدأ مع مطلع كل ربيع متزامنة مع اكتشاف أوغاريت منذ أول ضربة معول في 2 نيسان ابريل 1929. عملت البعثة في موقعين: القسم الجنوبي في منزل "أورتينو" وهو كان شخصاً مهماً له علاقات قوية مع القصر وربما كان المكان عبارة عن خان لتجمع العربات. والقصر الملكي حيث نفذت بعض السبور ما أضاف معلومات مهمة عن عصر البرونز الوسيط 1800 - 1600ق.م: وتابعت البعثة الأثرية البلجيكية - السورية أعمال التنقيب في المدافن الأوغاريتية والبيت الكبير في تل تويني قرب منتزه أفوار واستكمال المخطط المعماري للموقع الذي يعتقد انه كان جبلة القديمة وكانت جبلة الحالية المرفأ الرئيسي له. كما تابعت البعثة الوطنية أعمال التنقيب في تل سيانو شرق مدينة جبلة، وكان من أهم المكتشفات قناة مبنية من الحجر النحيت، مقدمها يتألف من غطاء بطول متر واحد تقوم فوقه ثلاثة أحجار بشكل عرضاني في داخلها ثلاثة أسافين حديد يصل طول الإسفين الى 160سم وظيفتها الأساسية تصفية السوائل كالزيت والخمر، كما عثر في الموقع على تمثال من دون رأس لعشتار وعلى فأس برونز تعود الى نهاية عصر البرونز الحديث 1600 - 1200ق.م. واستهلت البعثة الأثرية الكندية أعمال التنقيب الأثري في موقع رأس البسيط بعد انقطاع دام عشر سنوات. وهدفت من عملها الى إحياء الكنيسة البيزنطية وترميمها كنموذج فريد من كنائس الفترة البيزنطية على الساحل السوري والاستفادة من احيائها أثرياً وسياحياً. والكنيسة طولها 36 متراً وعرضها 21 متراً ذات أروقة ثلاثة. وللكنيسة في الجهة الغربية واجهة محمية في الارتفاع حتى الكورنيش، لها باب مزين بصليب. وتم الكشف عن عوارض البازليك والحجارة المبعثرة وأعطيت أرقاماً وتم تثبيت مواقعها بأبعادها الثلاثة وأخذت قياساتها وصوّرت ورسم البعض منها وبخاصة التيجان والحجارة المنحوتة ووضعت في كاتلوغات. وتمّ اكتشاف لوحة نافرة لكتابة يونانية قيد الدراسة، ولوحة عليها نحت تزييني يتوسطه نحت لغزال. أعمال مبنى الآغا خان للثقافة في قلعة صلاح الدين انتهت بترميم القسم الإسلامي الأيوبي. وتمت اعادة الزريقة الأساسية للجامع والمدرسة من الداخل، وترميم القسم العلوي من المئذنة ورصف الرواق أمام الجامع وحتى المدخل الرئيسي للقلعة بالطريقة القديمة. وتم اجراء سبور داخل الحمام الإسلامي لاستكمال النظرية الترميمية لهذا القسم. كما تجري حالياً أعمال ترميم البرج الملكي الصليبي والبرج البيزنطي المقابل له. أخيراً، ونتيجة الحفريات الطارئة في منطقة الشيخ ضاهر عثر على تابوتين حجريين ضخمين مزينين بالزخارف، نحتت على واجهة كل تابوت أشكال المتوفين، كما عثر على مدفن عائلي في حي مارتقلا عبارة عن غرفة واسعة محفورة في الصخر، وفي جدرانها معازب للدفن، ومعالم كنيسة غير مكتملة.