أكد رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي ان بلده "يولي مكانة مميزة للعلاقة مع سورية ويحرص على الارتقاء بها الى أعلى المراتب"، في أول خطوة من نوعها منذ انتهاء البرود الذي كان يسود العلاقات الثنائية على خلفية تباعد المواقف من التسوية السلمية والتطبيع مع اسرائيل قبل إقدام تونس على اقفال مكتبي الاتصال في تل أبيب وتونس الخريف الماضي. واعتبر الغنوشي الذي كان يتحدث أمس في افتتاح اجتماعات الدورة الثالثة للجنة العليا المشتركة في قصر الحكومة في تونس في حضور نظيره السوري مصطفى ميرو أن "التعاون الثنائي لم يصل الى المستوى المأمول". واستدل بأن حجم المبادلات التجارية لم يتجاوز 15 مليون دولار في السنة الماضية، فيما رأى أن التعاون في القطاعات الصناعية والفنية والاستثمار واقامة المشاريع المشتركة بقي أقل من تطلعاتنا". وحض على وضع تقويم لمظاهر التعاون الثنائي و"تشخيص المعوقات كي يتسنى تجاوزها وتكريس نقلة نوعية في العلاقات". وتوقع ميرو أن تشكل العلاقات التونسية - السورية في المستقبل "نموذجاً يحتذى في العلاقات العربية" مشيراً الى أهمية المواضيع المدرجة على جدول أعمال الدورة الحالية للجنة العليا، وفي مقدمها مشروع اقامة منطقة للتبادل الحر بين سورية وتونس. وكان الغنوشي وميرو أجريا أمس جولة محادثات قبيل انطلاق اجتماعات اللجنة العليا المشتركة. وأفادت وكالة الأنباء التونسية الرسمية أنهما ركزا على آفاق تعزيز التعاون الثنائي والوضع الراهن في الشرق الأوسط. وعكست زيارة ميرو لتونس والوفد الكبير الذي رافقه المرحلة الجديدة من العلاقات الثنائية بعد جفاء استمر سنوات. وأكدت مصادر مطلعة ان الزيارة والنتائج التي ستسفر عنها تأتي في سياق التمهيد لزيارة رسمية يقوم بها الرئيس بشار الأسد لتونس في أواخر الاسبوع الأول من الشهر المقبل، وهي الأولى التي يقوم بها لتونس والمنطقة المغاربية منذ صعوده الى سدة الرئاسة العام الماضي. وأفادت المصادر ان الرسالة التي نقلها أخيراً وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع الى الرئيس زين العابدين بن علي من الرئيس الأسد تعلقت بالإعداد للزيارة التي يعتزم الأخير القيام بها لتونس والتي يتوقع أن تكرس فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.