وصل رئيس الوزراء التونسي الدكتور حامد القروي إلى الرباط أمس في زيارة تستمر ثلاثة أيام يرأس خلالها اليوم مع نظيره المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي الاجتماعات السنوية للجنة العليا المشتركة. كما يجري محادثات مع الملك محمد السادس. وستركز اجتماعات اللجنة على تعزيز التعاون الثنائي، وستبحث في قضايا اقليمية وتفعيل الاتحاد المغاربي. أعرب رئيس الوزراء التونسي السيد حامد القروي عن أمله في أن تتوج أعمال اللجنة العليا المغربية - التونسية، التي تبدأ اجتماعاتها اليوم في الرباط، بنتائج ايجابية. وقال لدى وصوله إلى الرباط أمس إنه يحمل "رسالة مودة وتقدير" من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس. ونقل عن الرئيس التونسي حرصه على دعم العلاقات الثنائية وتكثيف المشاورات "خصوصاً ما يتعلق بإعطاء دفعة جديدة للاتحاد المغاربي" الذي هو "خيار ثابت لا رجعة فيه". ودعا المسؤول التونسي إلى تفعيل الاتحاد ليصبح "فضاء للحوار نداً للند مع بقية التكتلات"، في إشارة إلى بلدان الاتحاد الأوروبي وخطة الشراكة الأميركية المقترحة على المغرب وتونسوالجزائر. إلى ذلك، قال وزير الداخلية التونسي السيد علي الشاوش إن هناك برامج مكثفة للتعاون بين البلدين في مجالات الأمن والديموقراطية وتعميق المشاورات. في إشارة إلى قرار اتخذته اللجنة العليا في اجتماع سابق، لتعزيز المشاورات السياسية. ورجحت مصادر مطلعة في ضوء ذلك ان تشمل المحادثات المغربية - التونسية قضايا اقليمية عدة، في مقدمها تطورات الوضع في الجزائر، خصوصاً أن البلدين تعرضا في وقت سابق لاتهامات من السلطة الجزائرية تتعلق بالإفادة من الأزمة الداخلية في الجزائر. ويشمل برنامج زيارة رئيس الوزراء التونسي للمغرب الاجتماع مع الملك محمد السادس، واجراء محادثات مع اليوسفي، إضافة إلى اجتماعات مع الدوائر المتخصصة يتم خلالها إبرام اتفاقات عدة للتعاون. تعزيز التعاون ويستدل من مستوى الوفد الرسمي الذي يرافق القروي والذي يضم خمسة وزراء وثلاثة وزراء دولة، ان التونسيين يولون أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع المغرب، خصوصاً بعدما صدق مجلس الوزراء المغربي اتفاق انشاء منطقة للتبادل الحر بين البلدين. وستخصص اللجنة العليا اجتماعاتها لتقويم تطور التعاون الثنائي منذ اجتماعها الأخير ودرس آفاق تكثيفه ووضع اتفاقات جديدة. وكانت لجنة المتابعة التونسية - المغربية اجتمعت في الرباط الجمعة برئاسة الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المغربي عبدالسلام زنيند ووزير الدولة التونسي للشؤون الخارجية طاهر صيود تمهيداً لاجتماعات اللجنة العليا، وحضت القطاع الخاص في البلدين على استثمار الإطار الاشتراعي الجديد بعد التصديق على اتفاق إقامة منطقة التبادل الحر لتكثيف المبادلات وإقامة مشاريع مشتركة. انعطاف اليوسفي وتعتبر الدورة الحالية للجنة العليا الثانية التي تعقد منذ الانعطاف الذي عرفته العلاقات الثنائية مع زيارة اليوسفي لتونس في تموز يوليو من العام الماضي في أعقاب برود استمر أكثر من أربعة أعوام. وأتاحت محادثات اليوسفي الذي قاد وفداً رفيع المستوى مع بن علي وكبار المسؤولين التونسيين تنقية العلاقات من الخلافات وفتح صفحة جديدة عنوانها التنسيق والتقارب. وفي سياق الانعطاف الذي كرسته زيارة اليوسفي، قام بن علي في الربيع الماضي بأول زيارة رسمية إلى المغرب، شكلت مناسبة لإعطاء دفعة قوية للعلاقات والبحث في آفاق تنشيط الاتحاد المغاربي الذي جمدت مؤسساته منذ نهاية العام 1995. وتابع التونسيون والمغاربة مشاوراتهم في شأن إنعاش الاتحاد في الأسابيع الأخيرة، إذ زار وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى تونس أخيراً وسلم بن علي رسالة من الملك محمد السادس قيل إنها تعلقت ب"تعزيز المسيرة المغاربية وتنشيط مؤسسات الاتحاد لتحقيق الأهداف الني وضعت لها بما فيها الإعداد للقمة المغاربية المقبلة"، المقرر عقدها في الجزائر قبل نهاية العام الجاري. وتسلم بن عيسى رسالة خطية من الرئيسى بن علي إلى الملك محمد السادس يعتقد بأنها تعلقت بإعطاء دفعة للمشاورات الجارية لعقد اجتماع وزراء الخارجية المغاربيين في الجزائر تمهيداً للقمة المؤجلة منذ أربعة أعوام، إضافة إلى تطوير العلاقات الثنائية. تقارب تونسي - جزائري وتزامن التحسن المستمر في العلاقات التونسية - المغاربية مع تقارب تونسي - جزائري عكسته القمتان الأخيرتان بين بن علي والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة على هامش مؤتمري القمة الافريقيين في الجزائر وسرت ليبيا واللتين دلتا إلى عودة الحرارة إلى العلاقات الثنائية بعد برود استمر في عهد الرئيس السابق اليمين زروال وأدى إلى وقف الاجتماعات السنوية للجنة العليا المشتركة منذ 1995، خصوصاً بعد تفاقم التباعد في شأن تنفيذ اتفاقات التبادل التجاري.