سبق الفنان أشرف عبدالباقي أبناء جيله في الحصول على فرص النجومية، التي رشحه النقاد لاحتلال عرشها خلال سنوات. لكنه توقف فجأة عن الصعود، فأصبحت خطواته بطيئة الى درجة ان ابناء جيله سبقوه بخطوات، والدليل أفلامه الثلاثة الاخيرة التي لم تحقق اي نجاح جماهيري. اشرف لا يعترف بالفشل، ويُعد الخطوات السابقة نجاحات ويخوض تجربة سينمائية جديدة مع المؤلف ماهر عواد والمخرج سعيد حامد عنوانها "رشة جريئة"، وقد التقته "الحياة" وسألته عن الجديد الذي سيقدمه من خلالها. فأجاب: "قبل ان اتحدث عن الجديد، اشير الى ان هذا الشريط هو اول عودة للسيناريست ماهر عواد الى السينما بعد غياب استمر ثمانية اعوام تلت آخر افلامه "الحب في الثلاجة" الذي اخرجه ايضاً سعيد حامد. اما عن الجديد فهو انني اقدم هنا قصة واقعية تدور على طموح الشباب من خلال شاب حاصل على بكالوريوس تجارة، لكنه يحلم بالتمثيل. هذا الشاب قروي لكنه قروي غير ساذج. انه يبحث عن حلم التمثيل فيسافر الى القاهرة ساعياً وراء فرصة، ويلتحق بمعهد الفنون المسرحية. وهناك يلتقي الفتاة "ميما" ياسمين عبدالعزيز التي تعيش حياتها "بالطول والعرض"، وتجمعهما قصة حب تملأها الرغبة في النجاح. ولكن تصادفهما عقبات كثيرة. ودوري في الفيلم كوميدي. هل اختيارك سعيد حامد لاخراج الشريط غايته ضمان النجاح الذي سبق ان حققه لمحمد هنيدي وأحمد السقا؟ - النجاح او عدمه من الله سبحانه وتعالى. وعلاقتي بسعيد حامد قديمة جداً وكان من المفترض ان نقدم انا وهو وماهر عواد منذ سنوات فيلماً من انتاج التلفزيون في بداية قطاع المنتج المنفذ، لكن الفكرة لم تكلل بالنجاح. وذهب كل منا في طريق: سعيد حامد عمل مع هنيدي "صعيدي في الجامعة الاميركية" وأنا عملت "أشيك واد في روكسي". ولكن حين شاهد سعيد فيلمي قال لي: خلي بالك يا أشرف. فيلمك المقبل أنا اللي أعمله لك. ويشاء القدر ان يخرج لي الفيلم من دون ترتيب منا. لماذا اخترت الوجوه الجديدة لمشاركتك البطولة؟ - بصراحة شديدة، هذا الفيلم هو الرهان الحقيقي على اسمي. انا اريد ان اعرف هل ينجح الفيلم باسمي فقط ام لا؟ وهذا هو تحديَّ الحقيقي. لا أؤمن بالحظ بصراحة هل عاندك الحظ؟ - انا لا أؤمن اطلاقاً بالحظ، بل بتوفيق ربنا وبأن لكل مجتهد نصيباً. المهم ان ترضى بالنصيب وانا في حال رضا كاملة. هل اصابك يوماً شعور انك خرجت من سباق فرسان الكوميديا؟ - السباق بدأ قبل عامين او ثلاثة اي انه ما زال في اوله، ولم نصل بعد الى خط النهاية. الافضل بيننا له ثلاثة افلام. هنيدي ثلاثة وعلاء ولي الدين اثنان، والسقا فيلم واحد، وآدم فيلمان. فهل هذا يكفي للحكم وتحديد الفائز في السباق؟ بصراحة... لماذا ابتعدت في المدة الاخيرة؟ - تعمدت الابتعاد لأنني وجدت ان لا بد من اعادة ترتيب الاوراق، او بمعنى ادق تحديد نظام لحياتي الفنية، لأنني فوجئت بعرض ثلاثة افلام دفعة واحدة، في عام واحد، هي "حسن وعزيزة... قضية أمن دولة"، و"كلام الليل" مع جالا فهمي ويسرا، و"أشيك واد في روكسي"، فضلاً عن مسلسل صورته قبل عام كامل، هو "حضرة المحترم". كلها عرضت في وقت واحد. ولم يعد لي اي فيلم او مسلسل في العلب. فقررت ان اعيد ترتيب الاوراق والتركيز على وسيلة واحدة هي السينما. ليس معنى ذلك انني التزمت البيت، بل عملت في المسرح، في مسرحية "حلو وكداب"، الصيف الماضي. تردد أن فشل "أشيك واد في روكسي" سببه نجاح هنيدي وعلاء ولي الدين؟ - فشله يُعزى الي في المقام الاول، لأنني استجبت "كم" الشجن الاعلامي. فقد كانت الساحة مليئة بأخبار افلام علاء ولي الدين ومحمد هنيدي، وتساؤلات عن فيلم اشرف، ما اثر فيَّ في شكل سلبي، فتسرعت في الاختيار والتنفيذ، للحاق بهم نزولاً عند استعجال الآخرين لي. هل تشعر بالاحباط؟ - لا مكان للاحباط في حياتي. فالاحباط كان يمكن ان يصيبني لو كنت مقصراً. لكن الظروف هي السبب. ايضاً الاحباط يأتي اذا نظرت الى نجاح الآخرين ووضعت نفسي في مقارنة معهم. ولكن انظر الى نفسي فقط، فأجد في حقيقته اكثر ما كنت اتمناه. وهذا ليس تقليلاً لنفسي، ولكن حال رضا. عندي بيت وأولاد وأعمال فنية جميلة ومكتب لادارة اعمالي. فهل يجب ان اكون من اصحاب الملايين لأشعر بالسعادة. احد النقاد وصفك بأنك مثل "الجوكر" تريد ان تؤدي كل الأدوار. فهناك دور في قمة التراجيديا في "حضرة المحترم" وآخر في قمة الكوميديا في "اشيك واد في روكسي". فهل انت فعلاً "جوكر" ؟ - اعتقد ان هذا الوصف صحيح ودقيق. فأنا فعلاً لا احب القوالب. ومنذ بدايتي اقدم ادواراً مختلفة ومتباينة وأحرص على هذا جداً، لأن الفنان الذي يبغي البقاء في منطقة الاضواء بعيداً من حصار الدور الواحد، لا بد من ان يدقق في مسيرة سابقيه من النجوم الكبار، اصحاب المواهب العريضة، الذين قدموا مختلف انواع الادوار. والتنوع مطلوب. ما رأيك في جيلك من النجوم... وهل النجاح السريع سرعان ما يزول، كما يقال؟ - جيلي قوي بأحلامه وطموحاته، وأثبت للسينما انه جيل "فنان متحمس"، وحقق اقبالاً جماهيرياً لم تعرفه السينما المصرية منذ عشرين عاماً. لا مستحيل عندنا يقال ان من المستحيل ان يلتقي علاء وأشرف وهنيدي وآدم في فيلم واحد؟ - هذا الكلام ليس صحيحاً. نتمنى ان نجتمع في عمل جماعي شرط ان يكون جيداً ويضيف الينا شيئاً ما. يؤخد عليك احياناً اعتمادك الدائم عضلات وجهك في الاضحاك؟ - اعتماد ملامح الوجه وعضلاته ليس عيباً، انما هو اسلوب في التمثيل. والوجه هو احدى ادوات الممثل المهمة. فالصوت وحده لا يكفي الا في الاعمال الاذاعية. حظك في المسرح اوفر من السينما... لماذا؟ - بصراحة، تقلقني الاحكام الجائرة بأنني فشلت في السينما، وان كان يسعدني ان اكون ناحجاً في المسرح. ولعل هذا يعود الى ان الممثل - بعد النص الجيد - هو الرقم واحد على المسرح، وفرصته اكبر في ان يبدع ويصول ويجول. هل يغضبك النقد؟ - الفنان الحقيقي لا يغضبه النقد اطلاقاً، لكن النقد غير البناء يؤلم، ولا أنسى ابداً ان ناقدة كتبت مرة تنتقد دوري في فيلم لم أشارك فيه!!