كُرّم العداء الاميركي مايكل جونسون باختياره افضل رياضي في العاب القوى للعام الماضي في استفتاء الجوائز الرياضية العالمية لكل الالعاب، الذي اعلنت نتائجه امس في حفلة خاصة اقيمت في قاعة "رويال البرت هول" في لندن. ويخضع الاستفتاء لاشراف منظمة خاصة اسسها رياضي القفز على الثلج السابق النمسوي هوبير نوبير بالتعاون مع اللجنة الاولمبية الدولية، وهو شمل 71 صحافياً من 30 دولة تولوا تسمية خمسة مرشحين لجائزة كل رياضة. واختارت لجنة مؤلفة من رئيس اللجنة الاولمبية الاسباني خوان انطونيو سامارانش، والملاكم الاسطوري الاميركي محمد علي كلاي، ولاعب كرة القدم الانكليزي بوبي تشارلتون ونجمة كرة المضرب الالمانية شتيفي غراف والسباح الاميركي مارك سبيتز، اسماء الفائزين ومن بينهم لاعب الغولف الاميركي تايغر وودز، ومواطنتاه العداءة ماريون جونز ولاعبة كرة المضرب فينوس وليامس، ولاعب كرة القدم البرتغالي لويس فيغو وغيرهم. وعلق جونسون على احرازه اللقب، وقال: "اعتقد انها الوسيلة المثالية لمكافأة انجاز احرازي ذهبيتي سباقي 400م والتتابع 4x400م في دورة سيدني الاولمبية العام الماضي، والتي اختتمت فيها مسيرة مشاركاتي الاولمبية". وربما كانت هذه الجائزة الاخيرة في مسيرة جونسون الرياضية عموماً، بعدما اعلن اخيراً استبعاده خوض منافسات بطولة العالم في آب اغسطس المقبل في ادمونتون، واكتفاءه بالمشاركة في بعض اللقاءات الدولية التي تشكل جولة وداعية له في الميادين التي حقق فيها انجازاته الخالدة الابرز، واهمها بالتأكيد كونه اول عداء يجمع بين لقبي سباقي 200م و400م في دورة اولمبية واحدة في اتلانتا 1996، علماً ان سجله تضمن خمسة القاب اولمبية وتسعة القاب عالمية. واشار جونسون الى انه "كان في امكاني الاعتزال بعد دورة سيدني مباشرة، الا انني ارغب في رد الجميل الى المشجعين الكثيرين في العالم الذين آزروا مسيرتي معنوياً، ومنحوها حوافز تخطي الصعوبات كلها، وصولاً الى تحقيق هدف عدم خسارتي في سباقي 200م و400م في اي استحقاق بارز". ويتوقع ان تشهد دورة العاب "النوايا الحسنة" المقبلة في استراليا، محطة اعتزال جونسون 33عاماً الرسمية، الا انه لم يتخذ قراره النهائي بعد في انتظار مشاوراته مع الراعين الرسميين لمسيرته الرياضية، والتي تعكس قيمته الاعلامية والاعلانية الكبيرتين، علماً انه يتطلع الى استثمار هاتين القيمتين لتحقيق النجاحات الكبيرة في مجالات الاعمال التجارية، التي تشكل الوجهة التالية لحياته. وكان جونسون ادرك منذ موسمه الاحترافي الاول عام 1990، امكان جني الاموال الطائلة من عشقه الكبير لسباقات السرعة في العاب القوى، وهو لم يفرط بهذه الفرصة المتاحة في ظل امتلاكه موهبة كبيرة لا غبار عليها ممزوجة بتركيبة جسدية فريدة لجهة قصر طول رجليه مقارنة بالجزء الاعلى من جسمه. وهو عمل بجدية على توفير كل معطيات النجاح لها من خلال التحضير البدني المكثف القاسي، وتطوير الاستراتيجية الذهنية، اللذين جعلاه ماكينة عدو متكاملة. وظهر التكامل خصوصاً في تعزيزه انجازي حصد ذهبيتي سباقي 200م و400م بتسجيله رقماً قياسياً عالمياً أسطورياً في السباق الاول، وهو 32،19ث، ما عنى عدوه مسافة 100م بزمن 66،9 ثوان، والذي لم يحققه احد من متخصصي هذه المسافة حتى الآن. واوضح جونسون "اعتبر انجازاتي في اتلانتا مصدر افتخاري الاكبر، خصوصاً انني انفردت تاريخياً برفع تحدي الجمع بين لقبي سباقي 200م و400م". الا ان محطات افتخار جونسون الكبيرة، تتابعت في الاعوام التالية، وكان اهمها انضمامه الى فريق التتابع الاميركي 4×400م الذي حطم الرقم القياسي العالمي في دورة النوايا الحسنة 1998، ثم تسجيله رقماً قياسياً عالمياً جديداً في سباق 400م العام التالي في بطولة العالم في اشبيلية. واذ لا بد من محطات تعثر بارزة، حتى بالنسبة لعداء اسطوري من طينة جونسون، فتجسدت في فشله بسبب الاصابة في التأهل الى نهائيات سباق 200م في دورة العاب سيدني العام الماضي، والذي يحمل لقبه. وحال ذلك دون حصول المواجهة المرتقبة بين العداءين الاسرع في العالم عبر مواجهة جونسون حامل الرقم القياسي العالمي في سباق 100م ومواطنه موريس غرين الذي اصيب بدوره، وبالتالي اكساب منافسات العاب القوى في سيدني صفة المنافسات العظيمة والخالدة في التاريخ الرياضي. واللافت ان جونسون لم يصنف غرين بين العدائين الاكثر تهديداً له في مسيرته الرياضية، او حتى الاسطورة السابقة كارل لويس صاحب تسعة القاب اولمبية، بل الناميبي فرانكي فريدريكس بطل العالم عام 1993، والوحيد الذي هزمه في سباق 200م في لقاء اوسلو الدولي 1996، اي قبل دورة العاب اتلانتا التي شهدت خروج الناميبي من التصفيات.