يعقد وزراء نفط منظمة "أوبك" صباح اليوم اجتماعهم المغلق في جناح رئيس المنظمة، وزير النفط الجزائري شكيب خليل، في فندق "انتركونتيننتال" في فيينا، لإقرار خفض انتاجهم بمستوى 5.1 مليون برميل في اليوم ابتداء من أول شباط فبراير المقبل، للمحافظة على مستوى سعر للبرميل، مماثل للسعر الحالي، أي 25 دولاراً. في غضون ذلك، أكد وزير خارجية إيران السيد كمال خرازي ضرورة اجراء خفض محدد للانتاج النفطي عشية انعقاد اجتماع "أوبك" في فيينا، وقال ل"الحياة" أثناء زيارته نيويورك "إن الأكثرية تعتقد أن من الضروري خفض الانتاج من أجل تحقيق الأسعار المتوازنة". وأضاف ان حجم الخفض سيتم التفاوض عليه في اجتماع "أوبك" اليوم، لكنه أشار إلى أن حجم هذا الخفض سيكون "على الأقل" 5.1 مليون برميل. وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي ل"الحياة" في فيينا، إن السعودية التزمت خفض انتاجها بنحو 500 ألف برميل في اليوم، ابتداء من أول الشهر المقبل، وأنها أبلغت زبائنها بذلك. واعتبر النعيمي ان خفض 5.1 مليون برميل في اليوم من انتاج "أوبك" سيثبت السوق النفطية عند مستوى السعر الحالي 25 دولاراً للبرميل، وأضاف انه "نظراً إلى مصداقية السعودية الواسعة لدى زبائنها، فإنها لا يمكنها أن تأتي إلى المؤتمر من دون أن تكون قد أبلغت زبائنها منذ أوائل الشهر بخفض انتاجها بنصف مليون برميل في اليوم". وأوضح خليل، من جهته، للصحافيين ان الخفض الذي ستقره المنظمة اليوم سيعتمد على افتراض مفاده ان العراق سيعود إلى التصدير بطاقته الانتاجية ابتداء من شباط المقبل. وذكر ان المعلومات المتوافرة من الجانب العراقي تفيد بأنه سيعود إلى مستوى انتاج عادي في الأسابيع المقبلة. ومعروف أن العراق يصدر منذ شهر كانون الأول ديسمبر الماضي أقل من مليون برميل في اليوم، كونه يخوض جدلاً مع الشركات النفطية التي ترفض شروطه لتسويق نفطه، لأن السلطات العراقية فرضت زيادة مقدارها 40 سنتاً على كل برميل من نفطها، ولكن بعض الشركات رفض دفع هذه الزيادة، ما أدى إلى رفض العراق بيعها كميات من نفطه. ورأى وزير النفط الجزائري السابق نورالدين آيت الحسين ان قرار "أوبك" خفض الانتاج يعني أن الدول ال11، بما فيها العراق، قد خفضت عملياً 3 ملايين برميل في اليوم، إذا استمر العراق على مستوى انتاجه الحالي. وقال إن هذا من شأنه أن يؤدي إلى ابقاء الأسعار عند حوالى 25 أو 26 دولاراً للبرميل في الربع الأول من السنة. لكنه أضاف: "إذا بقي العراق على موقفه في الربع الثاني من السنة، فإن الأسعار تبقى على حالها، أي 25 دولاراً للبرميل، أما إذا عاود التصدير بطاقته العادية 3.2 مليون برميل في اليوم، فعندئذ ستضطر "أوبك" إلى خفض انتاجها مجدداً، لتجنب تدهور الأسعار". واعتبر آيت الحسين ان العراق "شريك في الخفض". وكان النعيمي كشف ل"الحياة" عن زيارة يقوم بها الى النروج في الاسبوع الأول من شباط للتحادث مع وزير النفط النروجي في اطار التعاون المستمر بين الدول المنتجة الاعضاء في "أوبك" وغير الاعضاء فيها، من اجل استقرار الاسعار والاسواق. واشار خليل ان دولاً من غير الاعضاء في "أوبك"، مثل النروج وروسيا وغيرهما، لم تبلغ بعد عن أي توجه نحو خفض انتاجها، لكنه اكد اهمية مشاركة الجميع "أوبك" في جهودها. ويقدر مستوى انتاج دول "أوبك" العشر حالياً بنحو 26.6 مليون برميل في اليوم، فيما يبلغ انتاج العراق مستوى 1.2 مليون برميل في اليوم، أي ان انتاج المنظمة للشهر الماضي كان نحو 28.1 مليون برميل في اليوم. وهو بلغ 29.5 مليون برميل في الشهرين السابقين، أي أن الانتاج انخفض اساساً بفعل هبوط الانتاج العراقي. ومن المتوقع ان يقر وزراء "أوبك" تخفيضهم في اجتماع لن يطول، وان تكون المحادثات سهلة نظراً الى التوافق القائم بين الاعضاء، والى غياب الوزير العراقي عامر الرشيد الذي لم يحضر الى فيينا. وأكد النعيمي ان "أوبك" ستراقب تأثيرها بمستوى 1.5 مليون برميل في اليوم، حتى حلول موعد المؤتمر المقبل للمنظمة في 16 آذار، حين يمكنها اتخاذ اي قرار جديد يكون متناسباً مع تطور السوق ووضعها. ويقيم الامين العام الجديد للمنظمة وزير النفط الفنزويلي السابق علي رودريغز مأدبة عشاء للوزراء، لتوديع سلفه الدكتور رولوانو لقمان، مستشار الرئيس النيجيري لشؤون الطاقة، الذي يترأس وفد بلاده الى "أوبك". ويتوقع ان يغادر معظم وزراء "أوبك" العاصمة النمسوية بعد غد الجمعة.