} بدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس امس زيارة رسمية لليبيا تستمر يومين تلبية لدعوة من الزعيم الليبي معمر القذافي. وقالت مصادر رسمية إن المحادثات السياسية بين الجانبين تشمل العلاقات الثنائية واوضاع الاتحاد المغاربي والعلاقات الافريقية والسعي إلى تفعيل الحوار الافريقي - الاوروبي في ضوء نتائج قمة القاهرة العام الماضي. اقيمت في اليوم الاول من زيارة الملك محمد السادس لليبيا مأدبة عشاء على شرف الضيف المغربي الذي يزور اليوم مقر اقامة العقيد معمر القذافي في طرابلس. وسينضم وفدا البلدين الى المحادثات الرسمية التي يعول المغاربة خلالها على رفع حجم التبادل التجاري مع ليبيا من أقل من 200 مليون دولار سنوياً الى نحو 400 مليون دولار. وأوضحت مصادر رسمية ان ليبيا وتونس قامتا في وقت سابق بمساع لدى المغرب والجزائر لتسريع عقد قمة مغاربية وتجاوز الخلافات الراهنة، في ضوء عقد اجتماع لوزراء الخارجية المغاربيين وتنشيط اللجان الاربع الدائمة، لكن لم يتم تحديد موعد نهائي للقمة. وكان وفد من رجال الأعمال المغاربة زار ليبيا في الاسبوع الاول من الشهر الجاري للبحث في دعم الاستثمارات. ويعمل في ليبيا أكثر من 100 ألف عامل مغربي يعملون في قطاعات التجارة والسياحة والخدمات واعمال البناء. وتشارك ليبيا في مشاريع استثمارية في المغرب. الى ذلك، نقل عن وزير الوحدة الافريقية الليبي الدكتور علي عبد السلام التريكي قوله ان بلاده ترى ان بناء الاتحاد المغاربي خيار لارجعة عنه، نافياً وجود تعارض بين الاتحاد المغاربي وتجمع بلدان الساحل والصحراء الذي تقوده ليبيا وأصبح المغرب عضوا مراقباً فيه. وسئل التريكي عن تأثير نزاع الصحراء الغربية في المسار المغاربي، فأجاب ان "قضية الصحراء مشكلة مغربية - جزائرية، وحلها يتم عبر تنفيذ قرارات الاممالمتحدة". لكن مصادر ليبية أكدت ل"الحياة" امس ان القذافي نصح قيادة جبهة "بوليساريو" بالاندماج مع المغرب وتشكيل حزب معارض داخل البلاد، مايعني تلاقي الطرح المغربي لجهة قيام حوار مباشر مع "بوليساريو" في نطاق سيادة الرباط مع مساعي طرابلس التي كانت المساند الرئيسي ل "بوليساريو" قبل ابرامها معاهدة "الاتحاد العربي الافريقي" مع المغرب في بداية الثمانينات. لكن التريكي أكد ان "تعزيز عمل الاتحاد المغاربي سيساهم في تخفيف توتر العلاقات بين المغرب والجزائر"، وحض المسؤولين في البلدين على اعتبار الاتحاد المغاربي "اهم من العلاقات الثنائية". وبدا أن الجماهيرية مهدت لوساطة يتوقع ان يقوم بها العاهل المغربي مع فرنسا لاحتواء مضاعفات قضية الطائرة الفرنسية التي انفجرت فوق صحراء النيجر واتهمت المخابرات الليبية بالوقو ف وراء الانفجار، باعلان ترحيب طرابلس بالدور الفرنسي في افريقيا. وقال التريكي: "نرحب بدور فرنسا في افريقيا في اطار تعاون بناء وتقديم تعويضات عن مرحلة الاستعمار ومساعدتها الدول الافريقية في التنمية". ووصف الدور الفرنسي بأنه "ايجابي ولسنا ضده". كما ابدى تفاؤله حيال انعقاد اجتماع 5"5 في البرتغال قريباً، موضحاً أن بلاده تدعم كل امكانات الحوار العربي - الاوروبي. وقالت مصادر ديبلوماسية في الرباط إن ليبيا تعول على دعم المغرب لتحسين علاقاتها مع فرنسا والولايات المتحدة، خصوصاً في ضوء تطورات أزمة لوكربي. وقال التريكي إن بلاده "مستعدة للتعامل مع واشنطن في اطار الاحترام المتبادل، وليست لها أي مشكلة في اقامة علاقات عادية معها". وزاد: "نحن مستعدون لمثل هذا التعاون في أي وقت".