تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إنهاء" عمليات المقاومة الشيشانية. وقال ان المسلحين في القوقاز "وقعوا قرار ادانتهم" عندما بدأوا شن هجمات انتحارية، إلا انه اشار في الوقت نفسه الى حق الشيشانيين في حكم ذاتي. ووصل بوتين فجأة ليل الاربعاء - الخميس الى قاعدة موزدوك العسكرية في اوسيتيا الشمالية القريبة من الحدود الشمالية الشيشانية واجتمع مع كبار القادة العسكريين ورؤساء جمهوريات شمال القوقاز. وحضر اللقاء وزيرا الدفاع والداخلية وسكرتير مجلس الأمن القومي، ورئيس الادارة المدنية في الشيشان احمد قادروف. وكرس الرئيس الروسي حيزاً كبيراً من خطابه للحديث عن العمليات الانتحارية التي أدت الى مصرع اعداد كبيرة من الجنود والضباط الروس. وفي اتهام مباشر للجنرالات قال انه "كان يمكن تفادي الخسائر الكبيرة لو توفر الانضباط والكفاءة المهنية وروح المسؤولية". وفي اعتراف بوجود خلافات بين "وزارات القوة" خاطب بوتين ايغور سيرغييف وزير دفاعه قائلاً ان "أحداً لم يعفك من مسؤولية قيادة العمليات". وطلب من وزير الداخلية فلاديمير روشايلو وسائر المسؤولين ان "ينفذوا بدقة" ايعازات سيرغييف. ويرى المراقبون ان هذه أول مجابهة مكشوفة مع روشايلو الذي يتوقع المراقبون ان يقال من منصبه ويتخلص الرئيس بذلك من أحد أقوى "رجال" البليونير بوريس بيريزوفسكي الذي انتقل الى معسكر القوى المعارضة للكرملين. وخلافاً لما ذكرته هيئة الاركان العامة في بداية الحرب ان عدد "الارهابيين" لا يتجاوز سبعة آلاف، قال بوتين ان العدد بلغ "عشرات الآلاف" وتقلص الآن "ولم يعودوا قادرين الا على تكتيك الضرب من المخابئ". وتعهد بأن "ذلك سينتهي وهذه مسؤوليتنا امام روسيا والشعب الشيشاني". وذكر ان "قطاع الطرق وقعوا بأيديهم قرار ادانتهم". لكنه من جهة اخرى اشار الى انه يرفض الحديث عن انتصارات ويفضل الكلام على "تطبيع" الوضع. ونفى ان تكون هناك نية التفاوض وقال: "لن يتكرر عام 1996" عندما عقدت اتفاقية الهدنة. وزاد: "اذا لم نقض على بؤرتي الارهاب والتطرف فإن مثيلات لهما ستظهر في مناطق اخرى". واكد الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان التفاوض مع الرئيس الشيشاني المنتخب اصلان مسخادوف "موضوع فات أوانه". وفي تطور آخر اشار النائب الأول لرئيس هيئة الاركان العامة فاليري مانيلوف الى ان الاجهزة الخاصة كلفت "تصفية أو أسر" مسخادوف والقائد الميداني شامل باسايف وزميله العربي الأصل خطاب وتعهد "تنفيذ المهمة" خلال اشهر الصيف الحالي. ونفى ما ذكره الرئيس الشيشاني ان تحت امرته 15 ألف مقاتل، وذكر ان العدد الفعلي لمن هم تحت قيادة مسخادوف لا يتجاوز العشرات، فيما التعداد الإجمالي للمقاتلين في حدود 1500 - 2000 شخص، علماً ان مانيلوف نفسه كان اعلن قبل شهر انه يقتل يومياً 20 مسلحاً وقدر عدد المقاتلين انذاك أي مطلع حزيران يونيو ب1500 مسلح. ووجهت روسيا خطاباً الى أوروبا من خلال حديث ادلى به الرئيس بوتين الى مجلة "باري ماتش" ذكر فيه ان "قمع تطلعات جزء من الشعب الشيشاني الى الحكم الذاتي خطأ كبير". واضاف ان الجمهورية الشيشانية كانت "مستقلة بالمطلق" منذ عام 1996 ولم تكن روسيا تنوي مهاجمتها لو لم يقم شيشانيون بغزو جمهورية داغستان المجاورة. وأضاف ان النزاع المسلح في القوقاز تدعمه "أممية من الاصوليين الاسلاميين" واكد انه هذه الظاهرة "خطرة جداً" على أوروبا، حيث يوجد عدد كبير من المسلمين