} انضم سينمائيون مصريون إلى حملة يشارك فيها مثقفون ضد وزير الثقافة السيد فاروق حسني على خلفية أزمة الروايات الثلاث التي قرر الوزير مصادرتها وإبعاد المسؤولين عن نشرها ضمن اصدارات سلسلة "أصوات أدبية". ونال حسني دعماً حكومياً في ساحة مجلس الشورى، وبدا أن أجهزة الدولة جُندت للعمل على إنجاح معرض القاهرة للكتاب بعد قرار معارضي الوزير مقاطعته. يحدد نائب "الإخوان المسلمين" في البرلمان المصري الدكتور محمد جمال حشمت اليوم مصير طلب احاطة كان قدمه إلى وزير الثقافة السيد فاروق حسني طلب فيه محاسبة المسؤولين عن نشر ثلاث روايات ضمن سلسلة "أصوات أدبية"، التي تصدرها هيئة قصور الثقافة حوت "خدشاً للحياء وخروجاً على الآداب العامة"، واتخاذ الاجراءات الكفيلة ب "عدم انفاق أموال الدولة على نشر الفحش على المجتمع". ويعقد حشمت اجتماعاً مع رئيس البرلمان الدكتور فتحي سرور للبحث في ما جاء في خطاب وجهه الوزير حسني قبل يومين إلى البرلمان أعرب فيه عن شكره للنائب حشمت لدوره في لفت النظر إلى التجاوزات التي وقعت في الهيئة وشرحاً للاجراءات التي اتخذها الوزير لتفادي تكرار المشكلة، ومن بينها قرار إقالة رئيس الهيئة الناقد علي أبو شادي والضوابط التي وضعت لتنظيم عملية النشر لإصدارات الوزارة. ودارت مناقشات أمس في مجلس الشورى للازمة. وتحدث الأمين العام لحزب التجمع اليساري الدكتور رفعت السعيد، مشدداً على أن "احترام الأديان والآداب العامة والاخلاق واجب حتمي وليس قيداً على الإبداع"، معرباً عن خشيته من "أن يتصور البعض أن يتم تفسير الاجراءات التي اتخذت في هيئة قصور الثقافة على أنه خضوع من الدولة للمتشددين"، وقال: "فلتعلن الحكومة أننا نحمي الدين والأخلاق ليس خوفاً من المتأسلمين وإنما لتحقيق الواجب"، وأضاف: "نحن نتطلع نحو إعمال حرية العقل من دون قيود، وليس لأننا نخشى المجهول الغيبي المتأسلم لأننا مع الدين والعقل والاخلاق والإبداع الحر المتحرر". ورد وزير الدولة للتنمية الإدارية الدكتور محمد زكي أبو عامر الذي حضر الجلسة قائلا: "نحن جميعاً مع الإبداع كسبيل وحيد للتقدم لكنه مشروط باحترام قيم المجتمع وقواعد الدين والأخلاق"، مشدداً على أن سلوك الحكومة "يستند دائماً إلى القانون والدستور". وفسر كلام أبو عامر على أنه دعم قوي للوزير حسني الذي ما زال يواجه حملة يقودها مثقفون عارضوا قرار إقالة أبو شادي، واعتبروه خضوعاً لتوجهات الإسلاميين. ونال هؤلاء نقطة لمصلحتهم في صراعهم مع الوزير، اذ تلقوا دعماً من جانب أعضاء لجنة السينما في المجلس الأعلى للثقافة التابع للوزارة. وكانت اللجنة عقدت اجتماعاً أمس حضره كل من السادة سمير فريد ويوسف عثمان وداوود عبد السيد ورضوان الكاشف وعطيات الابنودي ومصطفى درويش وسعيد شيمي وكمال رمزي ومجدي عبد الرحمن وسيف عبد الرحمن وهاشم النحاس. ووقع هؤلاء على بيان أكدوا فيه "أن الاستجابة لدعاوى التيارات الرجعية لن يؤدي إلا إلى مزيد من التنازلات"، واستنكروا "مصادرة أي كتاب" ودعوا الى "الحفاظ على هامش الحرية المتاح للكتاب والفنانين والعمل على الغاء كل القوانين المقيدة لحرية التعبير من أجل مستقبل أفضل للثقافة والمجتمع والوطن". وعلى صعيد معرض الكتاب الذي سيبدأ في 24 الجاري والذي قرر معارضو الوزير مقاطعة فعالياته، تعلن الهيئة العامة للكتاب لاحقاً برنامج المعرض والشخصيات المشاركة فيه. وعلمت "الحياة" أن أجهزة وزارة الثقافة تبذل جهوداً لحشد أكبر عدد من الاسماء اللامعة للمشاركة في الندوات والمؤتمرات واللقاءات الفكرية التي ستعقد على هامش المعرض والحؤول دون أن تمتد حملة المقاطعة إلى المثقفين العرب.