أفردت الصحف الاسرائيلية الثلاث الكبرى "يديعوت احرونوت" و"معاريف" و"هآرتس" مساحات واسعة من ملاحقها الاسبوعية لزعيم ليكود ارييل شارون الذي ترجحاستطلاعات الرأي ان يصبح الرئيس المقبل لحكومة اسرائيل. وفيما رأى بن كاسبيت معاريف ان شارون ما زال أحجية يصعب حلها، اتفق معدا التقريرين في الصحيفتين الاخريين على ان سجل شارون 73 عاماً كفيل بالتعرف على شخصه والتكهن بسلوكه. وتوقفت صحيفة "هآرتس" عند أبرز المحطات في حياة شارون العسكرية لتؤكد سجله الأسود وما ارتكبه والقوات العسكرية التي قادها من مجازر ضد العرب: - عام 1953 عين شارون قائداً للوحدة 101 التي اقيمت للرد على عمليات الفدائيين الفلسطينيين. ورداً على مقتل ثلاثة اسرائيليين اختار رئيس قائد العمليات في حينه موشيه ديان الضابط شارون قائداً لعملية انتقام في قرية قبية و"فجر جنود شارون 43 بيتاً من دون ان يقوم بالفحص المطلوب لمعرفة ما إذا كان في هذه البيوت أناس، فلقي 69 مواطناً، نصفهم من النساء والأطفال حتفهم". وعلى رغم الاستنكار العالمي للمجزرة "عززت هذه العملية مكانة شارون داخل الجيش وعُين قائداً لوحدة المظليين التي أوكلت اليها مهمة الرد وعمليات ردع اعدها شارون لتنفيذها في الأردن ومصر وسورية عام 1954. وفي شباط فبراير 1955 اقدمت هذه الوحدة على هجوم مسلح على معسكر مصري في غزة وقتلت 38 جندياً مصرياً. - عام 1969 عين شارون قائداً للمنطقة الجنوبية في الجيش وكلف مهمة "محاربة الارهاب الفلسطيني في قطاع غزة" ومن خلال اللجوء الى وسائل قمعية أثارت ردود فعل عالمية قام شارون ب"تمشيط" آلاف البيوت في مخيمات اللاجئين واعتقل مئات الشبان في الشوارع ونفاهم الى الأردنولبنان، وطرد زعماء سياسيين فلسطينيين الى سيناء وزج ب600 من ابناء عائلات مطلوبين، بمن فيهم نساء وأطفال، في معسكر اعتقال في أبو زنيمة جنوبسيناء. وبين حزيران يونيو وكانون الأول ديسمبر 1971 تم تصفية 104 فلسطينيين مسلحين واعتقل المئات وفرّ آخرون. ويتوقف تقرير "هآرتس" مطولاً عن دور شارون في الاجتياح الاسرائيلي للبنان وتعمده الكذب على رئيس الحكومة مناحيم بيغن ثم "تمكينه الكتائب اللبنانية من دخول مخيمي صبرا وشاتيلا وحصول المجزرة هناك"، ثم تقرير لجنة التحقيق الرسمية بقيادة القاضي كاهان القائل بأن "شارون يتحمل المسؤولية لتجاهله خطر عمليات انتقامية وسفك دماء ستقوم بها الكتائب ضد سكان المخيمين". ويقتبس الكاتب يارون لوندون يديعوت من كتاب السيرة الذاتية لشارون في محاولة لكشف كنه هذا الرجل وهو كتاب أصدره شارون قبل 11 عاماً بالانكليزية ولم يترجم بعد الى العبرية: "كان الهدف من عمليات الانتقام التي خضناها ضد الفدائيين ان نطور لدى العرب سيكولوجيا الهزيمة. علينا ان نضربهم في كل وقت ونلحق بهم هزيمة حاسمة حتى يقتنعوا بأنفسهم أنهم لن ينجحوا ذات يوم في الانتصار علينا... وتتعزز قوة الردع كلما كثر موتاهم". ويعيد لوندون الى الأذهان ما قاله في الماضي اثنان من معارف شارون، بنحاس سابير ومردخاي غور أنه اذا وصل شارون ذات يوم الى رئاسة الحكومة فسيزج بكل معارضيه في معسكرات اعتقال! ويرى لوندون ان الحديث عن تحول شارون الى معتدل ليس سوى هراء ومن غير الممكن ان يتغير عجوز ذو آراء واضحة بلورها على مدار 50 عاماً ونيف. وبدا بن كاسبيت معاريف غير قادر على استيعاب حقيقة ان شارون سيكون رئيس الحكومة المقبل في اسرائيل. وطرح عشرات التساؤلات منها: "شارون رئيس حكومة؟ هنا في اسرائيل؟ الآن؟ ذاك من صبرا وشاتيلا، من حرب لبنان، صاحب شهادة السلوك السوداء؟ عود الثقاب؟ الرجل الذي يلقي الرعب في نفوس معارضيه؟ الرجل الذي أراد خلق نظام جديد في لبنان والشرق الأوسط والعالم. الرجل الذي خاصم الجميع وتصالح مع الجميع. حالف الكل وتحالف ضد الكل؟ شارون بالذات سيكون بعد أقل من شهر رئيس حكومة اسرائيل؟".