سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد في تعليقه على اقتراحات كلينتون ضرورة استبدال مجلس الأمن القرارات 242 و338 و194باراك رفض تفكيك المستوطنات في العمق الفلسطيني ويصر على "الفصل" و"منطقة آمنة" في غور الاردن
فسح رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود باراك مجالاً لنفسه للاختلاف مع تفاصيل اقتراحات الرئيس الاميركي بيل كلينتون التي وضعت أسساً للمفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية منطلقة من مبدأ قيام دولتين فلسطينية واسرائيلية وعاصمتين لهما في مدينة القدس في علاقة لا تأتي فيها الاعتبارات الامنية لاسرائيل على حساب تواصل اراضي الدولة الفلسطينية. وطرح باراك بتفصيل وبقوة خيار الفصل بين الاسرائيليين والفلسطينيين بما في ذلك تصوره لروزنامة ووسائل خفض الاعتماد على العمال الفلسطينيين تدريجاً وخططه لعملية فصل لا تتضمن تفكيك المستوطنات في العمق الفلسطيني معلناً: "لا أنوي تفكيك اية مستوطنة". على رغم ما ينطوي عليه بقاؤها من "ضرر وصعوبة". وفيما رحّب باراك، اثناء مخاطبته مجلس العلاقات الخارجية عبر "الفيديو" باقتراحات كلينتون التي عرضها في نيويورك قبل يومين، شدد على ان ما ذكره الرئيس الاميركي في شأن قيام دولة فلسطينية ذات أراضٍ متواصلة جغرافياً وعدم تسلط الناحية الامنية لاسرائيل على هذا التواصل "يمثل الموقف الاميركي وليس موقف اسرائيل". وقال ان هناك "خلافات" في "المغزى الدقيق" للاقتراحات "وهذا طبيعي". واكد باراك ان لا بد من "فك الارتباط" مع الفلسطينيين مفضلاً حدوث ذلك عبر اتفاق بين الطرفين يستثني حق العودة للاجئين الفلسطينيين والعودة الى حدود 1967 ويضمن لاسرائيل مدينة القدس "بأكبر وأوسع مما كانت عليه في الماضي" مع الاحتفاظ بالسيادة الاسرائيلية على "حائط المبكى، والمناطق اليهودية وجبل الزيتون". وقال انه لم يدقّق في تفاصيل ما جاء في خطاب الرئيس الاميركي، متعهداً ب"التدقيق" فيها ليرى ان كانت في فحواها، تفوق ما في قدرة اسرائيل الموافقة عليه في اطار عزمها على "فك الارتباط". وقال ان "فك الارتباط" اذا لم تتوافر وسائل لتحقيقه من خلال اتفاق سلمي متفق عليه، سيأتي "بمبادرة منا". وقال: "اذا لم نتمكن من ايجاد وسيلة لفك الارتباط مع الفلسطينيين، الأفضل عبر اتفاق، فإننا سنجد انفسنا تدريجاً متورطين في وضع يشبه الوضع في البلقان". وشرح باراك ان بين اجراءات الفصل التي في ذهنه خفض الاعتماد على العمال الفلسطينيين داخل اسرائيل بنسبة 4 في المئة شهرياً للسنتين المقبلتين، واعلان العزم على تعريف المستوطنات التي تنوي اسرائيل ضمها واعلان منطقة امنية بمحاذاة نهر الاردن تضمنها القوات الاسرائيلية، وتكون أوسع مما تصورته الاقتراحات السلمية. وتعهد باراك "بحماية" المستوطنات "المعزولة" التي لن تفكك كاجراء انفرادي خارج اطار الاتفاق. وقال: "لا انوي تفكيك اية مستوطنة" خارج اطار الاتفاق وضمن الاجراءات البديلة عنها. واعترف ان حماية المستوطنات ستؤدي الى "احتكاك" مع الفلسطينيين وستسبب "أضراراً وصعوبة" للطرفين. وحضّ باراك الطرف الفلسطيني على العمل للتوصل الى اتفاق متهماً الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالتلكؤ، معرباً عن تخوفه من خسارة الفلسطينيين فرصة اخرى. وقال: "الامر عائد اليهم الى حد ما"، محذّراً من احتمالات "توسع العنف" وامكانات اندلاع "نزاع اقليمي". ودعا الى "تجنب نزاع لا حاجة له". واعرب عن قلقه من اندلاع حرب. وذكر باراك ان مجلس الامن يجب ان يصدر في حال التوصل الى اتفاق دائم قراراً بديلاً عن القرارات 242 و338 و194 ليشكل نهاية النزاع. الى ذلك، اكدت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في اعقاب اجتماع مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان اقتراحات كلينتون "قبلها الطرفان، بتحفظات"، وقالت ان الجهود الاميركية ترمي الى التقريب بين المواقف الفلسطينية والاسرائيلية وان منسق عملية السلام دنيس روس يتوجه الى المنطقة لبذل الجهد "لتضييق الخلافات".