تعاود محكمة بو ستريت في لندن قريباً النظر في طلب الولاياتالمتحدة تسليم مدير مكتب "هيئة الإصلاح والنصيحة" في لندن السيد خالد الفواز لمحاكمته بتهمة "التآمر" مع أسامة بن لادن لقتل أميركيين. وكانت الشرطة البريطانية، بناء على طلب من مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي اف. بي. اي، اعتقلت الفواز خلال عملية دهم لمنزله في 23 أيلول سبتمبر الماضي. وهو لا يزال في السجن منذ ذلك التاريخ، في انتظار بت القضاء البريطاني في طلب الولاياتالمتحدة تسلّمه. فما هي الاتهامات التي يوجهها الأميركيون اليه، وعلى ماذا تستند؟ هذا ما يكشفه الطلب الاميركي من بريطانيا تسليم الفواز. خالد الفواز 39 سنة، الذي ينفي الاتهامات الأميركية ويقاوم محاموه طلب تسليمه، طالب لجوء سياسي في بريطانيا. أسس، في 1995، فرع "هيئة النصيحة" في العاصمة البريطانية، بالاشتراك مع سعودي آخر يدعى سلمان الحربي. وفي حين تولى الأول منصب "مدير" الهيئة، أُسندت الى الثاني وظيفة سكرتيرها. ومثلما هو معروف، فإن أسامة بن لادن أحد أعضاء "هيئة النصيحة" بحسب الإدعاء الأميركي هو مؤسسها. وتقدّم هذه الهيئة عنوان اتصال بها هو عبارة عن صندوق بريد BM Box7666, Lodon WC1N 3XX. وتقول ادبياتها انها تسعى الى تطبيق الشرع الاسلامي والعمل على الغاء الاحكام التي لا تتوافق مع الشريعة. كذلك تقول انها تسعى الى تحقيق إصلاح بالوسائل السلمية والبناءة، عبر تقديم اقتراحات للإصلاح "مستخدمة فقط الوسائل الشرعية". وصيغ دستور "الهيئة" مكتب لندن في ست صفحات بالانكليزية، وحمل في صفحته الأخيرة اسماء الفواز مديراً والحربي سكرتيراً وابن لادن شاهداً "نيابة عن مجلس شورى هيئة النصيحة". وتمثّل دور "مكتب لندن" في توزيع بيانات ابن لادن وفتاويه، والاتصال بوسائل الإعلام لشرح وجهات نظر "هيئة النصيحة". ومما لا شك فيه ان لندن اختيرت كونها مركز اتصال مهم بوسائل الإعلام العربية، والاتصال منها بالتالي أسهل بكثير من الاتصال من أفغانستان أو السودان، وهما الدولتان التي نشط منهما ابن لادن في التسعينات. ويتهم الأميركيون، في طلب تسليم الفواز والمؤلف من حوالى 400 صفحة حصلت عليها "الحياة"، بأنه لم يكن فقط واجهة لابن لادن يوزّع بياناته، بل انه عضو في "القاعدة"، وانه حضر اجتماعات في الخرطوم نوقشت فيها خطط لشن هجمات على الأميركيين وقتلهم، مثلما حصل في الصومال في 1993. ويقول المسؤول في وزارة العدل الأميركية كينيث كراس، مساعد المدعي العام الأميركي في الدائرة الجنوبية لنيويورك، في طلب استرداد الفواز، والمقدم الى القضاء البريطاني، ان الاتهامات الموجهة الى الفواز تستند الى تحقيق قام به مكتب التحقيق الفيديرالي اف. بي. اي الذي "كشف ان الفواز كان مشتركاً في مؤامرة، مع آخرين، بينهم اسامة بن لادن، لقتل مواطنين أميركيين في آي مكان في العالم، وان الفواز سهّل، وساعد، في الهجمات، وفي قتل، مواطنين أميركيين". ويشرح ان "التآمر"، وفق القانون الأميركي، هو مجرد "الاتفاق" على جرم في حق آخرين، هم في هذه الحال المواطنون الاميركيون. ويقول ايضاً ان "الاتفاق" على العمل الجنائي ليس بالضرورة ان يكون مكتوباً ولا حتى شفوياً "بل هو مجرد تفاهم بين اثنين أو أكثر على القيام بعمل غير شرعي". ويوضح ايضاً انه بموجب القانون الأميركي فإن القضاء الأميركي يحق له محاكمة الفواز كونه شارك، بحسب الادعاء الاميركي، في مؤامرة عالمية لقتل أميركيين. ويقول انه على رغم ان المؤامرة حصلت خارج الاراضي الأميركية غير ان بعضها طاول مؤسسات رسمية أميركية، في اشارة الى تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام في السابع من آب/اغسطس 1998. ويتابع انه لإثبات التهمة على الفواز، فإن عليه ان يُثبت "بما لا يدع مجالاً للشك"، ان 1 "شخصين أو أكثر دخلا في اتفاق غير قانوني لقتل مواطنين أميركيين"، و2 "ان المتهم دخل بمعرفته في مؤامرة لقتل أميركيين"، و3 "ان شخصاً على الأقل من المتآمرين نفّذ عملاً واحداً على الأقل لتنفيذ مؤامرة قتل أميركيين". ويضيف انه، بموجب ما سبق، فإن على الحكومة الأميركية إذا ارادت إدانة الفواز، ان "تثبت ان هناك اتفاقاً لقتل مواطنين أميركيين، وان خالد الفواز دخل بمعرفته هذا الإتفاق، وان عملاً تم بالفعل لتنفيذ هذا الإتفاق". ويقول ان هذه الأمور يمكن إثباتها من خلال شهادة "مصدر خاص" لا يمكن كشفه عُرّف باسم سي. أس.-1/كونفيدانشال سورس -وان الذي يشهد بأن الفواز كان عضواً في "القاعدة"، وانه شاهده يحضر اجتماعات لقادة هذا التنظيم، وانه شاهد أعضاء في هذه الجماعة يرسلون اليه فتاوى. ويضيف انه إضافة الى هذا الشاهد، فإن الإدعاء الأميركي لديه دليل موثّق عُثر عليه في منزل الفواز، على ان ابن لادن ومساعده العسكري "أبو حفص المصري" محمد عاطف طالبا من الفواز توزيع دعوات ابن لادن الى شن "جهاد" ضد الأميركيين في انحاء العالم. ويتابع ان أميركا تملك، إضافة الى ما سبق، "دليلاً مباشراً" يُثبت علاقة الفواز ب "خلية شرق أفريقيا" في تنظيم "القاعدة"، وهي الخلية التي يقول الأميركيون انها مسؤولة عن تفجير السفارتين. وإضافة الى التهمة الأولى الموجهة الى الفواز وهي تهمة "التآمر" لقتل أميركيين، ثمة تهمة ثانية هي "التسهيل والمساعدة" على شن هجمات عنف بما فيها القتل. وعلى هذا الأساس، يقول الإدعاء انه يستطيع ان يُثبت ان الفواز سهّل، أو قاد، أو حاول إقناع آخرين بالقيام بهجمات ضد منشآت عسكرية أميركية أو مواطنين أميركيين، وان هناك "ظروفاً تدل بقوة على انه اراد لهذه الهجمات أن تحصل". ويقول ان هذا يمكن اثباته من خلال شهادة "المصدر الخاص" في ما يخص ان أعضاء "القاعدة" استخدموا الفواز في توزيع الدعوات الى مهاجمة أهداف أميركية. ويقول ان تنفيذ هجمات ضد أميركيين بعد توزيع دعوات في هذا الشأن، مثلما حصل في تفجيري كينيا وتنزانيا، ومثلما حصل في الصومال في 1993، يدل على ان الفواز "ورفاقه في القاعدة" ارادوا لهذه الدعوات الى قتل الأميركيين ان تُنفّذ. "ميرا" ووديع الحاج وفي شهادة مرفقة بملف الاسترداد، قالت عميلة "اف.بي.اي" ماري دوران انها شاركت في التحقيق في تفجير نيروبي، وانها لهذه الغاية فتشت بناء على أمر تفتيش وبحضور الشرطة الكينية الشقة 100 في مركز يُطلق عليه اسم "اكيبا" في نيروبي، وهي عبارة عن مكتب منظمة تُدعى "وكالة الرحمة للإغاثة العالمية" ميرا. وقالت انها عثرت على مستندات عديدة وفواتير تابعة لوديع الحاج المتهم في نيويورك بالتآمر لقتل أميركيين والحنث باليمين أمام المحققين. وانها عثرت أيضاً على وثائق عدة تعود الى خالد الفواز، بينها: - وثائق شركة تُدعى "اسماء المتحدة"، وهي شركة استيراد وتصدير. وتُظهر وثائق هذه الشركة ان الفواز مدير ومساهم فيها سنة 1993. - فواتير عدة باسم الفواز، بينها فواتير تسديد فاتورة هاتف نقّال باسم الفواز 1995 أُجريت عبره مكالمات الى دول عدة بينها السودان. رسالة "أبو حفص" وبين الوثائق الأخرى التي قدمها الادعاء رسالة صودرت من منزل الفواز في لندن في ايلول سبتمبر الماضي وجهها اليه المساعد العسكري لأسامة بن لادن، محمد عاطف "أبو حفص المصري". ويقول الأخير في رسالته انه يرسل الى الفواز "فتوى هامة جداً وقوية جداً" من "علماء أفغانستان" إضافة الى تعقيب عليها من أسامة بن لادن. ويطلب "أبو حفص" في الرسالة من الفواز توزيع الفتوى والتعقيب على وسائل الإعلام العربية الصادرة في بريطانيا. شهادة عودة يقول عميل "اف. بي. آي" جون انتيسيف، في شهادة مرفقة بطلب التسليم، انه كان من ضمن فريق التحقيق في تفجيري شرق أفريقيا، وانه ضمن عمله هذا تحدث مع المشتبه به المتهم لاحقاً محمد الصديق عودة خلال وجوده رهن الاعتقال لدى السلطات الكينية. وقال ان عودة أُبلغ بحقه في التزام الصمت، لكنه تنازل عن هذا الحق وأدلى بما يأتي: 1- انه تدرّب في أفغانستان، بما في ذلك في معسكرات تابعة ل"القاعدة"، على استخدام المتفجرات. 2- انه انضم، في حوالي سنة 1992، الى "القاعدة" وبايع زعيمها أسامة بن لادن شرط ان لا تخالف أوامره الشرع الإسلامي. 3- انه درّب، في حوالي سنة 1993، في إطار عمله في "القاعدة"، مقاتلين إسلاميين صوماليين معارضين لوجود قوات الأممالمتحدة في الصومال. وانه انتقل الى الصومال عبر كينيا، ثم عاد اليها واستقر في مومباسا. 4- انه عودة يعتقد ان شخصاً من الكاميرون يُدعى "هارون فاضل" هو الذي يُرجّح انه تولى تفجير سفارة أميركا في نيروبي، وان هارون كان سكرتيراً لشخص يُدعى "وديع" الحاج وانهما عاشا معاً، وان هارون كان يكتب تقارير، على كمبيوتر وديع، لتقديمها الى أسامة بن لادن أو قائده العسكري. وان هارون كان عضواً في "خلية القاعدة" في كينيا. 5-انه عودة يعرف بأن عضواً في "القاعدة" يعيش في لندن وان اسمه "فواّز" أو "فوزان" وانه يرتبط بتنظيم يُدعى "الإصلاح" هيئة النصيحة والإصلاح. 6- انه عودة يعرف بفتوى أصدرها ابن لادن في 1996، وبفتاوى أخرى صدرت عنه، وبتصريحات أدلى بها الى صحافيين، وتضمنت مواقف ضد أميركا. شهادة العواهلي وجاء في شهادة قدمها ستيفن غادوين، أحد عملاء "أف. بي. آي" في التحقيق في تفجير سفارة أميركا في نيروبي، انه استمع الى المشتبه به المتهم لاحقاً في التفجير محمد راشد داود العواهلي، خلال وجوده في الاعتقال لدى السلطات الكينية. وان العواهلي، على رغم ابلاغه بحقه في التزام الصمت، أدلى بإفادة تضمنت: - انه تدرّب في افغانستان، بما فيها مخيمات محسوبة على "القاعدة"، على استخدام المتفجرات والخطف والقرصنة. - انه حضر لقاءات ومؤتمرات لأسامة بن لادن، بما فيها مؤتمره الصحافي في خوست افغانستان الذي تبع مقابلة أخيرة له مع شبكة "ايه. بي. سي" التلفزيونية الأميركية. وانه كان يعلم بفتوى أصدرتها "الجبهة الإسلامية العالمية" ووقعها أسامة بن لادن وقادة آخرون في تنظيمات جهادية، وهي فتوى تضمنت وجوب الهجمات ضد أميركا عالمياً. - ان دوره في تفجير السفارة في نيروبي، تضمن بين أمور أخرى: السفر في نهاية تموز يوليو من لاهور باكستان الى نيروبيكينيا، مراقبة مبنى السفارة في 4 آب اغسطس، السفر مع المتآمرين في السيارة التي حملت المتفجرات من مكان معيّن في نيروبي الى السفارة صباح يوم التفجير، والقاء متفجرة ليست قنبلة يدوية على حراس السفارة. - ان العملية كان مفترضاً ان تكون "استشهادية" وانه لم يكن يتوقع ان يبقى حياً. "أبو الفضل" والاحتياطات الأمنية ل "خلية القاعدة" في شرق افريقيا بين الأمور الأخرى التي يقدّمها الادعاء الأميركي تقرير طبعه صالح صُهيب الأنصاري، أحد أعضاء خلية شرق أفريقيا في "القاعدة"، يُحذّر فيه من معلومات وردت في صحيفة "ديلي تيليغراف" البريطانية في خصوص انشقاق عضو بارز من مجموعة ابن لادن وتزويده الاستخبارات الأميركية والبريطانية بمعلومات عن "القاعدة" وعناصرها. ويقول "الأنصاري" في تقريره ان خالد الفواز، بحسب ما يقول الادعاء الأميركي، كلّفه كتابة تقارير أمنية عن وضع خلية "القاعدة" في شرق افريقيا. وجاء في التقرير ان "الأنصاري" اطلع على تقرير الصحيفة في الثاني من آب اغسطس 1997 وعرف من خلاله ان المسؤول المالي لاسامة بن لادن بات في يد الاستخبارات الاميركية والبريطانية، وانه سُلّم اليها في أيار مايو من تلك السنة. ويُعلّق على التقرير بالقول: "لقد حاولنا اتخاذ اجراءات هنا في نيروبي، لكن نحتاج أولاً الى ان نتأكد اذا كان هذا الرجل هو الشخص المعروف باسم سيدي الطيب المرتبط ب"أبو الفضل" المقطوع الرجل او الذراع المتزوج من إحدى قريبات الشيخ اي ابن لادن. بحسب ما اعرف، هناك شخص واحد يُعرف باسم ابو الفضل من السعودية وهو يُعرف باسم "ابو الفضل المكي". ويوضح ان من بين الاجراءات التي اتخذها عقب سماعه بخبر الصحيفة البريطانية انه ارسل فاكساً الى "أحمد" ليتأكد منه، لكنه لم يتلق منه رداً، وانه حاول الاتصال ب"المهندس العتيبي" في قطر، لكن هاتفه لم يُجب. وانه ارسل كذلك فاكساً الى "أبو ابراهيم" في السودان، لكنه لم يتلق منه رداً بعد حتى ساعة كتابة التقرير 14 آب 1997. وانه اتصل كذلك ب"ابو خديجة العراقي" في المانيا وابلغه بخبر الصحيفة، وان الأخير "صُدم به". وتابع انه خوفاً مما قد يؤدي اليه انشقاق هذا الرجل، وفي انتظار عودة "عبدالصبور" وديع الحاج من لقاء مع اسامة بن لادن في افغانستان، جمع "كل الملفات التي لا نحتاج اليها هنا" ونقلها الى "مكان آخر". وانه طلب من أعضاء في الخلية عدم الاتصال به على هذا الرقم خشية ان يكون رقمه مراقب، وهو أمر قال انه "متأكد مئة في المئة" انه مراقب. وانه طلب منهم تمزيق رقم هاتفه، وانه "ابلغ خالد" بأنه لا يريدهم ان يتصلوا به ثانية على هذا الرقم. كذلك يقول في تقريره ان زوجة وديع الحاج شعرت بريبة في تلك الفترة بأنها تحت المراقبة، خصوصاً انها كانت تشتبه في وجود آلة تسجيل في تلفزيون المنزل، وانها اشتبهت في امرأة أميركية تعرفت عليها قرب مسكنها وزارتها مرة في منزلها وطلبت استخدام هاتفها. ويختم تقريره: "انني لم اكتب هذا التقرير حتى عينني رسمياً الأخ خالد لأتولى مسؤولية مكتب الإعلام في خلية نيروبي. انه خالد طلب مني رفع تقارير باستمرار عن الوضع الأمني للخلية وعن وضع الجماعة ككل في شرق افريقيا. وسيتم وضع هذه التقارير ضمن ملفات البركة". شهادة "سي.أس.- 1": لقاءات الفواز مع قادة "القاعدة" في الخرطوم أُرفق الطلب الأميركي أيضاً بشهادة أدلى بها عضو سابق في "القاعدة" لم يكشف الإدعاء إسمه. وجاء في هذه الشهادة: 1- انني أُقر بذنبي في اتهامات بالارهاب في الولاياتالمتحدة في ما يتعلق بالاشتراك في التآمر لمهاجمة منشآت عسكرية أميركية. 2- انني كنت، بين 1989 و1996، عضواً في "القاعدة"، وهي منظمة أنشأها أسامة بن لادن. ولكي أصبح عضواً، كان عليّ ان أبايع بالولاء وطاعة أوامر ابن لادن و"القاعدة". 3- ان "القاعدة" نشأت من تنظيم سابق يُدعى"مكتب الخدمات" الذي كان يدعم الجهاد في أفغانستان. أسس "القاعدة" اسامة بن لادن مع آخرين، بينهم "أبو حفص"، بهدف استخدام التجربة العسكرية للمجاهدين في أفغانستان لقتال حكومات غربية بينها اسرائيل والولاياتالمتحدة وقلب حكومات في العالم الإسلامي لا يُعتبر انها تسير على الطريقة الإسلامية الصحيحة. من 1989 الى 1991، كانت قيادة "القاعدة" موجودة في أفغانستان وكذلك في بيشاور باكستان. في 1991، انتقلت قيادة "القاعدة"، بما فيها "اميرها" ابن لادن، الى السودان، واستمرت في هذه الدولة حتى 1996، لكنها احتفظت في خلال تلك الفترة بمكاتب في أنحاء العالم. وخلال تلك الفترة، كان الهدف الأساسي ل "القاعدة" ان تعارض، بالقوة، الحكومات التي لا تتبع الإسلام بحسب ما يراه هذا التنظيم. كذلك، كان من أهداف ابن لادن ان يستخدم شركات وهمية فرونت كمبانيز ومؤسسات لاخفاء نشاطات الجماعة القاعدة. 4- "القاعدة" لديها أعضاء يقسمون على البيعة ل "أميرها" ابن لادن. وبموجب البيعة، يُلزم عضو "القاعدة" نفسه بإطاعة أوامر ابن لادن ما دامت تتوافق مع الشرع. كذلك، هناك أعضاء مرتبطون جداً ب "القاعدة" لكن لم يقسموا على البيعة لزعيمها. ل"القاعدة" قيادة وهيكل لادارتها يتضمن "مجلس شورى" الذي يناقش ويوافق على المهمات والمواقف الأساسية، مثل الجهود لضرب أهداف أميركية، وهو ما أُقر بأنني شاركت فيه، وأيضاً "لجنة إفتاء" تصدر فتاوى تُحدد ما اذا كان عمل ما يتوافق مع الشرع بحسب تفسير الجماعة له. ولذلك، اذا أقسم شخص على البيعة لاتباع الأوامر الصحيحة إسلامياً التي يصدرها ابن لادن، فإن هذا الشخص يكون مُلزماً ان يتّبع فتوى، مثل تلك التي أصدرها اسامة بن لادن ويعتبر فيها ان من واجب كل مسلم ان يقوم بالجهاد ضد أهداف معيّنة، كتلك المرتبطة بالولاياتالمتحدة. 5- خلال الفترة التي أبقى فيها ابن لادن قيادته في الخرطوم، كانت هناك لقاءات دورية لقيادة "القاعدة". ولحضور تلك الاجتماعات، يجب ان يكون الحاضرون أما أعضاء يُوثق بهم في "القاعدة" أو أشخاص مرتبطون بالتنظيم. 6- خلال فترات مختلفة من 1992، قال اسامة بن لادن وأعضاء قياديون في "القاعدة" في شكل خاص لأعضاء في هذا التنظيم ان القوات الأميركية في السعودية واليمن يجب ان تُهاجم، وان القوات الأميركية المتمركزة في القرن الافريقي، بما في ذلك الصومال، يجب ان تُهاجم. لقد سمعت هذه المواقف بنفسي أو علمت بها من أعضاء آخرين في "القاعدة". بعض هذه المواقف صدر في شكل فتاوى. 7- لقد رأيت بنفسي نسخة من "إعلان الجهاد" الصادر عن ابن لادن في 1996. راجعت الصفحة الأخيرة من الوثيقة وعرفت ان التوقيع هو توقيع اسامة بن لادن. 8- في 1993 أو 1994، أخبرني "أبو حفص"، من ضمن آخرين، ان قوات "القاعدة" مسؤولة عن جميع قتلى الجنود الأميركيين في الصومال. 9- أعرف في شكل مباشر ان خالد الفواز كان وثيق الصلة بأسامة بن لادن وقادة آخرين في "القاعدة". كذلك أعرف، من خلال ملاحظاتي، ان خالد الفواز بايع "القاعدة" وأسامة بن لادن، وهو أمر يلزمه ان يتبع أوامر إبن لادن ما دامت إسلامياً صحيحة. كذلك، كنت أرى ان خالد الفواز كان عضواً بارزاً بين أعضاء "القاعدة" أو المرتبطين بها. بالتأكيد، في 1993 أو 1994، حضر خالد الفواز اجتماعات قادة "القاعدة" التي ذُكرت آنفاً، والتي حصلت في أماكن معيّنة في الخرطوم. 10- أذكر ان اسامة بن لادن أنشأ منظمة في لندن، انكلترا، تحت إسم "هيئة النصيحة والإصلاح"، ووضع خالد الفواز على رأسها. وأذكر انني كنت أرى أشخاصاً يرسلون فاكسات الى خالد الفواز في لندن لكي ينقل أوامر معيّنة ورسائل من أسامة بن لادن. وعلى سبيل المثال، أذكر ان أعضاء في "القاعدة" في الخرطوم أرسلوا الى خالد الفواز فتاوى ورسائل أخرى من أسامة بن لادن وأعضاء آخرين في "القاعدة".