أمل البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير أمس "أن تحمل السنة الجديدة ما نصبو اليه من راحة بال وشعور بالاعتزاز بأننا ننتمي الى لبنان سيد حر مستقل يرعى ابناءه بالعدالة والمساواة، ويطمئنهم الى ان مستقبلهم هم وأولادهم مضمون في رحابه، ويكون خيراً من ماضيهم فيه". والتقى صفير بعد قداس الأحد، حشداً من المهنئين بالأعياد ووفداً من اقليم جبيل الكتائبي برئاسة الدكتور جاد نعمة الذي القى كلمة أثنى فيها على مواقفه الوطنية. ورد صفير بكلمة هنأ فيها الوفد بالأعياد وأكد "ان في الاتحاد قوة". أضاف: "اتيتم من منطقة جبيل بعد توحيد صفوفكم ككتائب وهذا يبشر بالخير ان شاء الله". متمنياً "ان يتوحد كل اللبنانيين حول لبنان وقضاياه الكبيرة ومنها السيادة والاستقلال والقرار الحر وهذا لا يُنال إلا اذا وحّد اللبنانيون اتجاهاتهم ومواقفهم". وأضاف: "نحن، معشر المسيحيين، نؤمن بوحدة الصفوف، ففي الوحدة القوة، وفي التشرذم الضعف، وقد خبرنا الأمر الثاني وعلينا ان نؤكد على الأمر الأول، اي ان نوحد الصفوف دائماً وأبداً". وختم ممازحاً الوفد: "نهنئكم بتوحيد صفوفكم، ونرى ان الزر الكتائبي الذي كان اختفى مدة من الزمن، عاد وظهر مجدداً، ونأمل ان يبقى وأن تبقى الأرزة مرفوعة شامخة ويبقى اللبنانيون في طمأنينة ويبقى لبنان مرفوع الراية". ثم التقى صفير وفداً من جمعية أبناء عين ابل الجنوبية برئاسة يوسف الخوري صادر الذي ألقى كلمة تحدث فيها عن معاناة الأهالي في الجنوب، داعياً مجلس الجنوب الى ان تشمل البلدة بالتعويض عن الأضرار، أسوة بغيرها من بلدات المنطقة. ورد صفير بكلمة تحدث فيها عن الوضع في الجنوب وعملية السلام في المنطقة ككل. وقال: "انتم تعلمون اننا دائماً كنا نلفت النظر ولا نزال الى الجنوب عموماً والى عين ابل خصوصاً. لا ندري هل الظروف ستساعد، لكن هذا حق. وقلنا إن أبناء الجنوب مظلومون لأن الدولة هي التي تركتهم وهم لم يتركوا الدولة. واذا كان بعضهم ذهب ليؤمن عيش ابنائه ولم يكن له من وسيلة غير الوسيلة التي اعتمدها، فهذا لا يعني انهم جميعاً أصبحوا مشبوهين في وطنيتهم. لذلك نادينا وننادي بوجوب التعاطي مع أبناء الجنوب معاطاة سليمة، ونأمل ان يقتنع الجميع بهذا الاتجاه وأن يعملوا بمقتضاه، وان تتحسن الظروف". وأضاف: "يعدوننا بالسلام ونأمل بأن يكون هذا السلام شاملاً، ولا يمكننا ان نطمع بسلام منفرد وقد أصبحنا في المنطقة ككل اذا حل السلام فيها، نستفيد منه. اما اذا لم يحل السلام في المنطقة فلا ندري هل في امكاننا ان نحصل على سلام منفرد. هذا شيء يبدو مستحيلاً، على الأقل في المستقبل المنظور".