ظهرت مجدداً امس، فرضيتان متناقضتان عن سبب غرق الغواصة النووية الروسية "كورسك" في بحر بارنتس الشهر الماضي: الأولى نقلتها صحيفة المانية عن تقرير للاستخبارات في موسكو حول اصابة الغواصة بصاروخ اطلق خطأ من حاملة طائرات روسية. وسارعت البحرية الروسية الى نفي هذه الفرضية التي اكدها احد المشاركين في عمليات الانقاذ لصحيفة محلية، مشيراً الى اضرار في مقدم الغواصة تؤكد اصابتها بصاروخ. اما الفرضية الثانية التي لوحظ ان السلطات الروسية لم تعلق عليها، فكان مصدرها وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون، ومفادها ان الغواصة تعرضت لانفجارين احدهما كبير جداً، في اشارة الى احتمال ان يكون نووياً. وتحدث الناطق باسم البنتاغون كينيث بيكون عن معلومات صوتية جمعتها غواصة اميركية عن الحادث الذي وقع في الثاني عشر من آب اغسطس الماضي، تفيد ان انفجاراً كبيراً تراوح قوته بين طن وخمسة اطنان من مادة "تي.ان.تي"، اسفر عن غمر "كورسك" بالمياه فوراً ومقتل 118 بحاراً كانوا على متنها. واستخلص مراقبون ان الانفجار القوي نووي، وناجم عن انفجار سبقه داخل الغواصة. وتبقي هذه الفرضية الاحتمالات مفتوحة حول سبب الحادث، وهل نجم عن خطأ بشري او اهمال. لكن فرضية اصابة "كورسك" بصاروخ "صديق" تؤدي الى تحميل سلاح البحرية الروسي المسؤولية، وتفتح الباب امام سلسلة احتجاجات وتساؤلات، مما فسر مسارعة المسؤولين الروس الى نفيها. ونقلت صحيفة "كمسمولسكايا برافدا" عن غواص شارك في عمليات الانقاذ ان "كورسك" بدت كأنها "مقطوعة الأنف"، نظراً الى ذوبان الجزء الأمامي. واستنتج انها اصيبت إصابة مباشرة بصاروخ توقع عدد من الخبراء ان يكون اطلق خطأ من حاملة الطائرات الروسية "بطرس الأكبر" التي كانت تنفذ مناورات في المنطقة. كذلك نشرت صحيفة "برلينر زيتونغ" الألمانية معلومات مماثلة نقلاً عن تقرير لجهاز الاستخبارات الداخلية الروسي "اف.اس.بي" سلمه رئيس الجهاز نيكولاي باتروشيف الى الرئيس فلاديمير بوتين. واشار التقرير الاستخباراتي الى ان قائد اسطول بحر الشمال الأميرال فياتشيسلاف بوبوف وقائد أركانه الأميرال ميخائيل موزاك كانا على متن حاملة الطائرات لدى وقوع الحادث، ويعتقد انهما شاهدا انفجار الغواصة. ولم يوضح التقرير سبب اطلاق الصاروخ، لكن الصحيفة الألمانية أشارت الى احتمال ان يكون خطأ في نظام اسلحة جديد، أو أنه لم يتم التعرف إلى الغواصة. الناطق باسم الاسطول ايغور دينالو نفى هذه الفرضية، مؤكداً ان القطع البحرية التي شاركت في المناورات كانت تتمسك بجدول معين، يحدد اماكن وجودها، لتكون في مأمن من أي قذيفة تطلق خلال المناورات.