عزيزي الاستاذ جهاد الخازن بعد التحية قرأت بإمعان "عيون وآذان" بتاريخ 15/6/2000 و16/6/2000 وانتظرت متردداً شهرين ونصف لأكتب اليك تعليقاً، قادني اليه ما كتبت في زاويتك 25/8/2000 حول احتمال قيام اميركا وبريطانيا بعدوان على العراق بمناسبة الانتخابات الاميركية وبحجة عدم قبول المفتشين الجدد. أفهم انك تعمل في "الحياة" لكن هذه الصحيفة لا تريد ان تصب الزيت على النار، يدل على ذلك تاريخها. فالأميركان يترددون الآن في العدوان على العراق لأسباب تخصهم، لا لفضيلة، بعد الفضائح التي تولى نشرها الجاسوسان ريتر وبتلر، واكدت ما لا تصدقه أنت، بأنهما كانا جاسوسين. في تعليقك الأخير كان التوجه الانساني أكثر وضوحاً، لكنك في حزيران الماضي كنت تريد ان تقوم الدول العربية بمحاربة العراق وانني لأسال لمصلحة من؟ ثم ان مصير الحكام بيد البارئ عزّ وجلّ. هناك أدبيات متعارف عليها صحافياً في التعرض للرؤساء. وانني أضيف على ذلك ان الانظمة العربية فيها بعض ما في العراق وأحياناً أكثر. وأميركا ساكتة لأنها تكيل بمكيالين. ان كثيراً من الرؤساء قد أصبحوا ينافسون الملوك في هذا العالم لكنك لم تتحدث عنهم. هناك الكثير من المواضيع الحساسة التي يستطيع قلمك البارع معالجتها. لا أريد ان أذكرها ولكنك تعرفها، أذكر أمثلة للمعالجة - بيع السلاح لدول الخليج والطريقة الابتزازية في صيانة وتعديلات المخزون منه، والالتزامات المالية الباهظة التي تضطر اليها بعض الدول. والمؤامرات الاميركية على أوبك والرغبة في فرض الأسعار المتدنية على المنتجين لأن النفط في بعض الدول العربية يشكل العمود الفقري لاقتصادها، وهي لا تزال في طريق التنمية. وكانت تقدم المساعدات للدول العربية والاجنبية المتخلفة والفقيرة من أموال هذ النفط. لا أريد ان أذكر الكثير من الأمثلة فأنت تعرفها. وانني مقتنع بأن هذه الرسالة لن يرد ذكرها في تعليقك عليها. كما أغفلت ذلك في رسالة سابقة. إن مصائب الأمة العربية في هذا التشرذم الذي تراه وتسمعه في "عيون وآذان". وان الأمر يحتاج منك الى مقالات تبني وتحث على المصارحة والمصالحة والحوار بين الأشقاء. دام قلمك ذخراً لخير هذه الأمة دمشق - السفير نعيم قداح