} فشل منظمو الرحلة الفرنسية الى العراق في الحصول على طائرة تقلهم الى بغداد. وندد المسؤول عن الرحلة الأب بوانيك "بجبن الحكومة الفرنسية ومسؤولية السلطات البلجيكية في إفشال عمليتنا الانسانية". ألغيت رحلة جوية كانت مقررة بين باريسوبغداد امس، وحمل المسؤول عنها الأب بوانيك بعنف على الحكومتين الفرنسية والبلجيكية اللتين مارستا ضغوطاً قوية لمنع الطائرة من الاقلاع "بحجة عدم ازعاج مجلس الأمن ووزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت" التي تصل الى باريس الاثنين. في غضون ذلك دعا وزير الخارجية الفرنسية هوبير فيدرين الى رفع العقوبات عن العراق بناء على قرار جديد من مجلس الأمن. وفي المغرب أعلنت "منظمة دعم الشعب العراقي" انها سترسل طائرة الى بغداد على متنها بعض المسؤولين وزعماء الاحزاب. وقال الناطق باسم منظمي الرحلة الفرنسية ل"الحياة" ان الرحلة "ألغيت موقتاً بسبب ضغوط قوية". وامضى المنظمون، وهم جمعيات انسانية فرنسية غير حكومية، يوم امس محاولين تذليل العقبات التي تعترض رحلتهم. وتمثلت العقبات، بعدم تمكنهم من الحصول على طائرة تقلهم بعدما اتصلوا بشركات طيران من جنسيات مختلفة. وكان المنظمون والمشاركون في الرحلة توجهوا صباح امس الى مطار رواسي قرب باريس حيث كان من المقرر ان يستقلوا طائرة بلجيكية، لكن الطائرة البلجيكية منعت من الانتقال الى العاصمة الفرنسية. وعلمت "الحياة" ان المنظمين اتصلوا بشركة طيران ايطالية، وافقت على وضع طائرة في تصرفهم لتقلهم الى روما، ثم الى بغداد، لكنهم أبلغوا لاحقاً أن سلطات الطيران المدني الايطالية لن تسمح لهم بالاقلاع من الأراضي الايطالية الى بغداد. وباءت المحاولة التي قام بها المنظمون للتوجه الى بغداد على متن طائرة روسية، بعدما أبلغتهم السلطات الفرنسية بتعذر اقلاعهم من باريس بسبب عدم تقديمهم للوثائق الضرورية، لإبلاغ لجنة العقوبات الدولية. وكان رئيس جمعية "أطفال العالم - حقوق الانسان" الأب بوانيك، وهو من منظمي الرحلة صرح الى "الحياة" انه والشخصيات المشاركة في الرحلة لن يغادروا المطار الا للتوجه الى بغداد. وعن سبب عدم وصول الطائرة البلجيكية قال بوانيك: "ان ضغوطاً مورست على الحكومة البلجيكية التي عملت بدورها على منع شركة الطيران من وضع احدى طائراتها بتصرفنا، لتجنب احراج مجلس الأمن وأولبرايت، التي ستصل الى باريس الاثنين". وفي موسكو أكد وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين، ان مواقف موسكووباريس من الموضوع العراقي "متماثلة لكنها ليست متطابقة". وقال في مؤتمر صحافي عقده اثر انتهاء مباحثاته في العاصمة الروسية ان فرنسا تدعو الى رفع العقوبات عن العراق بناء على قرار جديد يصدره مجلس الأمن الدولي. واعرب عن أسفه لأن بغداد "لا ترغب في التعاون" مع هيئة الاممالمتحدة. إلا ان الوزير الفرنسي قال ان انتقادات واشنطن لكل من موسكووباريس في شأن الرحلات الجوية الى العراق "لن تغير الموقف". واضاف ان الطائرة الفرنسية التي هبطت في بغداد قامت بمهمة انسانية وبالتالي فإنها غير مشمولة بقرارات مجلس الأمن الدولي. وفي خطوة هي الأولى في منطقة المغرب العربي، تتوجه اليوم طائرة مغربية الى بغداد في مسعى ل"التعبير عن مساندتها الشعب العراقي في محنته مع الحصار المفروض". وجاء في بيان ل"لجنة دعم الشعب العراقي" ان الطائرة ستقل قادة الاحزاب السياسية وهيئات سياسية اضافة الى مسؤولين في منظمات غير حكومية.