} أعلنت مصادر فلسطينية أن أربعة مستوطنين من مستوطنة نتساريم الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب مدينة غزة، اصيبوا بجروح في انفجارين وقعا إلى الشرق من غزة. وأضافت ان أحد الجرحى توفي أمس متأثراً بجروحه، وان تبادلاً لاطلاق النار وقع بين المهاجمين والجنود الإسرائيليين المرافقين للمستوطنين. لكن إسرائيل أعلنت رواية مختلفة جاء فيها ان جنديين إسرائيليين جرحا، وأكدت أن أحدهما توفي أمس، ولكن من دون أي ذكر لجرحى في صفوف المستوطنين. غزة، القدسالمحتلة - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - وصفت اسرائيل الهجوم الذي حدث خلال قيام جنود بمرافقة قافلة سيارات للمستوطنين في قطاع غزة، بأنه "خطير جداً". ونقلت الاذاعة الإسرائيلية عن بيان لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك: "ننتظر من السلطة الفلسطينية ان توقف وتعاقب منفذي هذا الاعتداء الخطير جداً الذي استهدف مدنيين وقواتنا". وقال الجيش الاسرائيلي أمس إن جندياً اسرائيلياً اصيب بجروح بالغة بينما اصيب ضابط بجروح طفيفة في الساق اثر انفجار قنبلتين موجهتين عن بعد على جانب طريق في قطاع غزة اثناء مرور قافلة سيارات لمستوطنين يهود ليل الاربعاء - الخميس. وأضاف الجيش ان الجنديين جرحا عندما تركا سيارتهما الجيب ليريا هل اصيب احد من المستوطنين بعد ان انفجرت قنبلة كانت موضوعة على جانب الطريق. وقال الجيش في بيان: "في ذلك الوقت انفجرت قنبلة ثانية وهذه القنبلة اصابت الجنديين بجروح". واضاف البيان: "جيش الدفاع الاسرائيلي يأخذ مأخذ الجد أي هجوم على المدنيين وجنود جيش الدفاع ويتوقع ان تمنع السلطة الفلسطينية الارهابيين من شن هجمات من اراضيها". ووقع الهجوم على الطريق التي تصل معبر كارني الحدودي بمستوطنة نتساريم بوسط قطاع غزة. وعلى الفور اغلق الجيش الإسرائيلي منطقة الهجوم الواقعة تحت السيادة الفلسطينية الكاملة، وقام بتمشيطها بحثاً عن الفاعلين اللذين لاذا بالفرار. ومنع المسؤولون العسكريون الإسرائيليون نظراءهم الفلسطينيين من دخول المنطقة التي وقع فيها الحادث، ما أدى إلى نشوب مشادة كلامية بين الطرفين، وصف خلالها العميد أسامة العلي، رئيس لجنة الأمن الاقليمية في الارتباط العسكري الفلسطيني، ما حدث بأنه "مسرحية" مفتعلة من قبل الجانب الإسرائيلي. ونفى العلي في حديث إلى وسائل الإعلام أن يكون هناك أي اعتداء من قبل فلسطينيين على مستوطنين أو جنود إسرائيليين. وكان ضباط الأمن العسكريون الإسرائيليون نقلوا إلى نظراءهم الفلسطينيين في لجنة الارتباط العسكري معلومات مفادها أن أربعة مستوطنين اصيبوا في الانفجارين. وقال العلي: "كيف يمكن لنا أن نصدق ان فلسطينيين اعتدوا على إسرائيليين، وان هناك مصابين، ما داموا يحاولون اخفاء الحقيقة"، في إشارة إلى منعه شخصياً وزملائه من الضباط الفلسطينيين من الوصول إلى موقع الانفجارين. وعلمت "الحياة" أن الجانب الإسرائيلي احتج لدى الجانب الفلسطيني على تصريحات أدلى بها العلي لوسائل الإعلام نسبت إليه قوله إن ما جرى مجرد "مسرحية" افتعلها الإسرائيليون. ووصل مسؤول من السفارة الأميركية في تل أبيب أمس إلى قطاع غزة، حيث التقى مسؤولين أمنيين وعسكريين فلسطينيين في محاولة لرأب الصدع بعد الخلاف الذي نشب بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على خلفية وقوع الانفجار. ولم يصدر أي موقف رسمي عن الجانب الفلسطيني في اعقاب الاجتماع. وتشكل مستوطنة "نتساريم"، إلى جانب المستوطنات ال17 الأخرى في القطاع، قنابل موقوتة يمكن أن تفجر الأوضاع المتأزمة أصلاً في أي وقت. وتشهد المنطقة الواقعة حول "نتساريم" توتراً بعد ان جرح ثمانية فلسطينيين في تصادم بين سيارتهم وسيارة اسرائيلية في وقت سابق من هذا الاسبوع. وهددت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس بمهاجمة المستوطنين اليهود الذين يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة وهما منطقتان احتلتهما اسرائيل في حرب عام 1967 ويطالب الفلسطينيون بهما لإقامة دولة فلسطينية.