حطت طائرة أردنية في "مطار صدام الدولي" في بغداد، مساء امس، لتصبح اول طائرة عربية تخرق الحظر الجوي المفروض على العراق. واعلن في صنعاء مساء امس ان طائرة يمنية ستقصد بغداد غداً الجمعة. وعلم ان سورية تدرس احتمال ارسال طائرة مدنية الى العراق، فيما تحدثت باريس عن ضغوط تمارس "على أعلى المستويات" لإلغاء الرحلة الفرنسية الثانية خلال اسبوع المقررة غداً الى بغداد. في غضون ذلك اتفقت الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي على منح 16 بليون دولار من التعويضات الى شركة نفط كويتية في مقابل خفض نسبة التعويضات الكويتية التي يسددها العراق من عائدات برنامج "النفط مقابل الغذاء". واستهدف هذا الاتفاق "المحافظة على وحدة مجلس الامن الدولي حول المسألة العراقية". راجع ص 2 وسعى مسؤولون اردنيون الى التقليل من الاهمية السياسية للخطوة بالتركيز على بعدها الانساني، فيما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان الطائرة الاردنية حصلت على اذن من لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة. وخفضت الحكومة الاردنية عدد اعضاء الوفد الرسمي على متن الطائرة من خمسة وزراء الى ثلاثة، هم وزير الصحة طارق سحيمات ووزير البلديات والبيئة عبدالرحيم العكور ووزيرة التنمية الاجتماعية تمام الغول. وبرر مسؤولون اردنيون ذلك بانشغال وزيري الصناعة والثقافة بإلتزامات داخلية. ورداً على سؤال عما إذا كان الاردن على مستعداً لتحدي العقوبات الدولية المفروضة على العراق، قال وزير الصناعة والتجارة واصف عازر، إن مجلس الامن لم يصدر قراراً بالحظر الجوي على العراق. ووصف مهمة الطائرة بأنها "انسانية، وليست جديدة على الاردن". "ارتياح" بريطاني وأقلعت الطائرة الأردنية في الخامسة وخمس دقائق مساء امس بعد تأخير استمر ساعتين، وأقلت سبعين شخصاً بينهم عدد من الاطباء والنواب والاعيان ممن لهم خلفيات في مهنة الطب. وفي لندن، أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية ان الطائرة الاردنية حصلت على اذن من لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة قبل سفرها. وأوضح ان الموافقة تمت على الرحلة لأنها تندرج في إطار الرحلات الانسانية، مضيفاً ان بريطانيا تشجع هذا النوع من الرحلات. وأعرب عن "ارتياح" حكومته الى "رحلة الطائرة الاردنية". في غضون ذلك، أعلنت سورية انها تدرس احتمال ارسال طائرة مدنية الى العراق لدعم محاولات رفع الحصار عن الشعب العراقي، وذلك بعد محادثات نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز مع الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع، فيما دعت مصادر سورية نظام الرئيس صدام حسين الى "تبديد مخاوف" دول الخليج العربي. واشارت مصادر سورية الى جهود دمشق السماح للطائرة الفرنسية بالمرور في الاجواء السورية طالما ان ذلك كان وفق قرارات مجلس الامن في شأن العراق. وكتبت صحيفة "تشرين" الحكومية امس ان دمشق "تطالب منذ فترة بعيدة بانهاء معاناة الاشقاء العراقيين واتخذت كل الاجراءات الممكنة لمساعدة شعبنا في العراق. فالحصار الظالم المفروض على العراق لا مسوغ له على الاطلاق ولا يدفع ثمنه سوى الاطفال والمرضى والمسنين"، واستدركت: "ينبغي ان تبادر حكومة العراق من جانبها الى تهدئة الموقف مع بلدان الخليج وتبديد اي مخاوف محتملة، والنظر في مخاوف دولة الكويت الشقيقة بشكل خاص بما يضمن موقفاً عربياً موحداً يطالب بانهاء المعاناة". وغادر عزيز دمشق أمس عائداً الى العراق عن طريق البر. طائرة يمنية وعلم ان الطائرة اليمنية ستقلّ مئة شخص يمثلون وفداً حكومياً وشعبياً وحزبياً، وتحمل شحنة ادوية ومساعدات انسانية. وقالت مصادر مطلعة ان الهدف من هذه الرحلة هو "التعبير عن تضامن الشعب اليمني مع اشقائه في العراق". الى ذلك أ ف ب أعلن الاب ايف بوانيك رئيس منظمة "اطفال العالم-حقوق الانسان" غير الحكومية الفرنسية التي تنظم الرحلة غداً من باريس الى بغداد، ان "ضغوطا" تمارس "على اعلى المستويات" من اجل الغاء الرحلة. ووصف الضغوط بأنها "مزيج" من الضغوط الفرنسية والاجنبية. وأوضح المسؤول في لجنة التنسيق لرفع العقوبات عن العراق صبحي توما، وهو من منظمي الرحلة، ان الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطاً على الدول التي ستحلق في أجوائها الطائرة في مسعى لمنع الرحلة. وأشار الى ان المنظمين على اتصال مع كبار المسؤولين الفرنسيين الذين أكدوا "ان لدينا الحق في السفر".