في جدة التاريخية، حيث الأزقة تروي قصص الماضي والبحر يشهد على الحاضر، يفتح مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي أبوابه ليكون خشبة الإبداع السعودي التي تترجم حكايات الوطن بلغة السينما. هذا المهرجان ليس مجرد حدث سينمائي عابر، بل هو لوحة فنية تنبض بحياة الوطن وتطلعاته، تحمل في كل لقطة شعاعًا من الهوية السعودية وقبسًا من طموحاتها. منذ انطلاقته، أثبت مهرجان البحر الأحمر السينمائي، أنه ليس فقط منصة تجمع المبدعين من أنحاء العالم، بل هو حكاية سعودية تُسرد بفخر. عبر شاشاته، تُعرض قصص تُشبهنا، تنبض بتفاصيل مجتمعنا، وتفتح الآفاق ليرى العالم العمق الإنساني والثقافي الذي تحمله أرض المملكة. كل فيلم يُعرض، كل مشهد يُنقل، هو انعكاس لروح هذا الوطن، لرؤية تدمج بين التراث والحداثة، هكذا جاءت فكرة "للسينما بيت جديد". وزارة الثقافة، الراعي الدائم للإبداع، جعلت من هذا المهرجان نافذة مشرعة تطل من خلالها السينما السعودية على العالمية. إنها ليست مجرد داعم، بل هي شريك في كتابة هذه الرواية، في جعل السينما لغة تعبر عنّا، لغة لا تقف عند حدود الوطن بل تمتد لتصل إلى العالم. بفضل دعمها، تحولت جدة إلى قلب ينبض بالسينما، حيث الأفكار تنبثق، والقصص تُروى، والهوية السعودية تُترجم بعدسات المبدعين. مهرجان البحر الأحمر لا يُقدم أفلامًا فحسب، بل يُجسد تجربة متكاملة. إنه مكان تُلتقى فيه الثقافات، وحيث يجد المشاهد نفسه في خضم حوار بصري مليء بالألوان والمشاعر. كل زاوية في هذا المهرجان تحكي قصة عن الطموح، عن المستقبل، وعن وطن يحترف رواية ذاته بأبهى الصور. اليوم، عبر شاشات البحر الأحمر السينمائي، تُعرض أحلام السعوديين، تُرسم ملامحهم، وتُفتح أبواب جديدة للإبداع. السينما ليست فقط فنًا، بل هي صوت الوطن الذي يحكي للعالم: نحن هنا، بحكاياتنا، برؤانا، وبإبداعنا الذي لا يعرف الحدود.