سيطرت أنباء الاعتقالات التي يتعرض لها ناشطون من جماعة "الاخوان المسلمين" المحظورة في مصر على الساحة السياسية. وأعلنت "الجماعة" ان السلطات اعتقلت 46 شخصاً من عناصرها الذين كانوا ينشطون في الحملة الانتخابية. وكان لافتاً أمس اللقاء الذي جرى للمرة الأولى بين مسؤول حكومي وآخر من الجماعة، عندما استقبل محافظ الاسكندرية السيد محمد عبدالسلام محجوب في مكتبه، مرشحة "الاخوان" في الاسكندرية السيدة جيهان الحلفاوي. إلى ذلك، أصدر رئيس "مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية" الدكتور سعدالدين إبراهيم الذي تبدأ محاكمته قريباً، بياناً نفى فيه ان يكون شكك في نزاهة القضاء المصري. ونفى السعي لإفساد "الود الديموقراطي". كما انتقد حال "الخوف والهلع" التي انتابت بعض الجهات المصرية في قضية مراقبة الانتخابات. وفي موازاة ذلك، دعا الأمين العام لحزب التجمع المصري الدكتور رفعت السعيد الحكومة إلى التزام تعليمات الرئيس حسني مبارك "الذي أكد خلال لقاء أنه لا يميز بين مرشح وآخر". اعتقال 46 من الجماعة التقى محافظ الاسكندرية السيد محمد عبدالسلام المحجوب أمس مرشحة جماعة "الاخوان المسلمين" المحظورة في دائرة الرمل السيدة جيهان عبداللطيف الحلفاوي. وسجل المحجوب بذلك للمرة الأولى لقاء مسؤول رسمي في مقر عمله أحد قادة الجماعة. وحضر اللقاء الدكتور ابراهيم الزعفراني زوج السيدة الحلفاوي الذي يخوض اجراءات قضائية للاعتراض على قرار برفض طلب ترشيحه للمنافسة على مقعد الفئات في دائرة العطارين استناداً الى حكم صدر ضده العام 1995 من محكمة عسكرية في إحدى قضايا "الاخوان"، وذلك بعدما نفذت الحكومة المادة الثانية من قانون مباشرة الحقوق السياسية، التي تحظر مشاركة المحكومين في قضايا الجنايات من مزاولة النشاط السياسي، على المحكومين في قضايا "الاخوان". وكان لافتاً ان اللقاء عقد وسط زخم تصعيد حكومي في الحملات ضد عناصر الجماعة حتى في الاسكندرية نفسها التي اعتقل فيها أمس 12 من عناصر "الاخوان". وقالت السيدة الحلفاوي ل"الحياة" إن اللقاء مع المحافظ عقد بناء على طلبها، مشيرة الى أن المحجوب اعتاد أن يلتقي مواطني الاسكندرية يومياً في مكتبه بعد انتهاء موعد العمل الرسمي لمناقشة مشاكل المحافظة وقضاياها معهم. واضافت أنها وزوجها أكدا للمحافظ أن مرشحي "الاخوان" "مثل باقي المرشحين ينتمون الى الشعب المصري ولا يطالبون سوى بالحقوق التي يتمتع بها غيرهم، وانهم حريصون على ان يتسم مناخ الانتخابات بالحرية والنزاهة". وأوضحت انهما لم يعرضا مسألة الحملات الامنية التي تستهدف عناصر "الاخوان" في المحافظة "لأن الامور الأمنية تتعلق بوزارة الداخلية وليس بالجهات الإدارية في المحافظة"، لكنها اشارت الى أنها عرضت على المحافظ قضية الحملات الانتخابية الخاصة بها ونزع لافتاتها وملصقاتها. وذكرت أن المحجوب أكد أن التعليمات "الخاصة بأساليب الدعاية ستطبق على كل المرشحين من دون استثناء". وطلب منها الشكوى اليه في حال محاولة اي جهة تابعة للمحافظة منع حملاتها الانتخابية. وشدد على أنه "حريص على حياد الاجهزة المحلية في المعركة الانتخابية وعدم تفضيل مرشح على آخر". وقال الزعفراني ل"الحياة" إنه قدم طعناً الى لجنة قضائية تتولى فحص طلبات المرشحين ضمن قرار رفض ترشيحه وأرفق به شهادة صادرة من محكمة القضاء الإداري تفيد بأن المحكمة لم تفصل بعد في طعن قدمه الزعفراني ضد قرار أصدره الرئيس حسني مبارك بإحالة القضية التي اتهم فيها العام 1995 على القضاء العسكري، ما يعني أن الحكم الصادر ضده "لم يصبح باتاً بعد". واشار الزعفراني الى أنه في حال رفض اعتراضه على استبعاد اسمه من لائحة المرشحين سيلجأ الى القضاء محاولاً الطعن في دستورية تشكيل البرلمان المقبل استناداً الى ان السلطات لم تراع تكافؤ الفرص بين المرشحين. وأعلن مرشح "الاخوان" في دائرة سيدي جابر المهندس علي عبدالفتاح في الاسكندرية ان السلطات اعتقلت أمس ثمانية من معاونيه اثناء تثبيتهم لافتات تحمل شعار الاخوان "الإسلام هو الحل" في شوارع المنطقة وان هؤلاء احيلوا في وقت لاحق على النيابة التي اتهمتهم بخرق التعليمات الصادرة في شأن أساليب الدعاية اثناء المعركة الانتخابية. كما أعلن مرشح الجماعة لمقعد العمال في دائرة الرمل السيد محمدي السيد، ان قوات الامن دهمت منازل أربعة من رموز "الاخوان" فجر امس في الاسكندرية هم: رمضان سيد وسيد عبدالحليم ومصطفى فريد وهاني لاشين، مشيراً الى أن هؤلاء كانوا شاركوا في مسيرة انتخابية مساء أول من أمس. لكن الحملات الامنية امس لم تقف عند ال12 الذين اوقفوا في الاسكندرية ولكنها امتدت الى خمس محافظات أخرى وأسفرت عن اعتقال 34 آخرين من العناصر الناشطة في الانتخابات ممن يتولون تنفيذ الحملات الانتخابية لمرشحي الجماعة.