الخرطوم، نجامينا، لندن - "الحياة"، أ ف ب - أفادت تقارير إعلامية في الخرطومولندن ان أحداث عنف وقعت الأربعاء الماضي في بلدة الزاوية القريبة من العاصمة الليبية طرابلس، وأسفرت عن مقتل خمسين شخصاً وإصابة عشرات من أبناء الجالية التشادية. كذلك أُفيد ان القنصل السوداني في طرابلس أُصيب بجروح إثر توجهه إلى المنطقة وأُحرقت سيارته الديبلوماسية. لكن الأمين المساعد للثقافة والإعلام والتعاون الدولي الليبي السيد حسونة الشاوش نفى ذلك، مُعتبراً ما حدث "مناوشات فردية" بين أفارقة. وقال السيد الشاوش في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" ان ليس هناك طرف ليبي في الإضطرابات التي وقعت في مدينة الزواية. وأضاف ان "كل ما حدث لم يتعد كونه مناوشات بين أبناء جالية إفريقية" لم يُسمها بالإسم، ونتيجة أسباب وصفها بأنها "أخلاقية اجتماعية تتعلق بتلك الجالية". ونفى الشاوش أيضاً إصابة القنصل السوداني في طرابلس وحرق سيارته. وقال "ان الأمر لم يكن بالدرجة التي يحتاج فيها الأمر تدخل الأمن الشعبي المحلي أو الشرطة الليبية". وفي نجامينا، اتهمت السلطات التشادية، أمس الاثنين، سكان شمال غربي ليبيا بالقيام بحملات "مطاردة" منذ يومين ضد مواطنين أفارقة، وبنوع خاص ضد التشاديين والسودانيين. وأكد مسؤول تشادي رفض كشف هويته أنه تم "تجميع تشاديين في مخيم على أيدي سكان ضواحي منطقة الزاوية 30 كلم غرب طرابلس، قرب الحدود مع تونس حيث يستحيل على الديبلوماسيين التشاديين الاتصال بهم. وقد فر آخرون". وأوضح هذا المصدر "اننا قلقون من وضع مواطنينا ونحاول اجراء اتصالات مع السلطات الليبية والسفير التشادي في ليبيا لاستيضاح الوضع"، مضيفاً ان رجال الامن الليبيين تدخلوا وعمدوا إلى اعتقال عدد من سكان الزاوية. وبحسب هذا المسؤول، كان متوقعاً أن يتطرق الرئيس التشادي ادريس ديبي والزعيم الليبي معمر القذافي إلى وضع التشاديين خلال لقاء بينهما على هامش احتفال "شعلة السلام" في اغاديس شمال النيجر بناء على دعوة رئيس النيجر تانديا مامادو. ويقيم نحو 500 ألف تشادي في ليبيا حيث يعملون في الشركات الليبية. ويزور ديبي ليبيا باستمرار وله علاقات "ممتازة" مع نظيره الليبي. وفي الخرطوم، أُعلن أن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اتصل هاتفياً مع وزير شؤون الوحدة الافريقية الليبي علي التريكي في شأن الأحداث الدامية التي وقعت قرب طرابلس وأصيب فيها عدد من السودانيين. وقال عثمان إن الوزير الليبي أوضح له ان الاجراءات التي تمت لم يكن المقصود بها أفراد الجالية السودانية وإنما نتجت من تعقب السلطات الليبية لأفراد الجاليات الافريقية الذين ارتكبوا عدداً من جرائم القتل في المنطقة، وان الحكومة الليبية بصدد محاسبة الأجهزة الأمنية التي ارتكبت تلك الخروقات والتجاوزات بحق بعض السودانيين. ووعد التريكي بأن تعمل الأجهزة الليبية المختصة بالتنسيق مع السفارة السودانية في طرابلس لمعالجة آثار الأحداث. وكانت معلومات واردة من ليبيا تحدثت عن اشتباكات عنيفة وقعت بين مواطنين ليبيين ومجموعة من الجاليتين السودانية والتشادية أدت إلى وقوع عشرات القتلى وأعداد كبيرة من الجرحى، وذلك إثر مشاجرة محدودة في بلدة الزاوية غرب طرابلس.