} وقعت الجزائروجنوب افريقيا اتفاقاً لتشكيل "اللجنة العليا للتعاون" اضافة الى ستة اتفاقات للتعاون بين البلدين في مجالات الدفاع والاقتصاد والتجارة والمناجم ومذكرة تفاهم بشأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. أنهى رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي زيارة رسمية للجزائر أمس بحث خلالها مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة سبل تعزيز التعاون الثنائي وعوداً من القضايا الدولية، ووقع الرئيسان اتفاقات لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. وأوضح بيان مشترك صدر عن الرئاسة الجزائرية أن مسؤولي البلدين قررا دعم التشاور وتكثيف التعاون في مختلف المجالات التي من شأنها توفير الرخاء والرفاهية للبلدين. وفي هذا السياق ناقش رئيسا الدولتين "التصورات الكفيلة بتعزيز العلاقات بين البلدين من خلال تطوير المبادلات التجارية وتدفق الاستثمارات والتي لا يعكس حجمها الحالي الطاقات الهائلة للبلدين" وأكدا عزم حكومتيهما على "تشجيع مجموعات الأعمال على استغلال كل الامكانات المتوفرة". وصرح الرئيس بوتفليقة بأن زيارة الرئيس مبيكي "سمحت بفتح صفحة تاريخية في علاقاتنا" مشيراً الى أن هذه "صفحة بناء شراكة مثالية بين بلدين افريقيين لهما قدرات ليست بالضرورة متكاملة وليست كذلك بالضرورة متنافسة". كما وقع الرئيسان اتفاقاً لتأسيس "اللجنة العليا المشتركة" وهي أهم "اطار تبادل" بين البلدين. وبحسب الرئيس الجزائري فإن مسؤولي البلدين "مرغمون على متابعة لجان العمل بصفة منتظمة وذلك لمحاولة تسجيل تقدمها والترحيب بذلك أو نستنتج تأخرها ونتخذ الاجراءات الملائمة". أما الرئيس مبيكي فقد شدد على أهمية تطوير البلدين "الصناعات التصنيعية وتحسين ظروف العمل، مثل الاتصالات السلكية واللاسلكية وانشاء شبكة صناعية". وضمن هذا المسعى تم التوقيع على "الاتفاق المتعلق بانشاء اللجنة الثنائية العليا للتعاون التي تشكل آلية مهمة لتنظيم العلاقات الثنائية وجعلها أكثر كثافة وتنوعاً". اضافة الى ستة اتفاقات للتعاون في ميادين الدفاع، تطوير الاستثمارات بين الجانبين وحمايتها، التجارة، المناجم والطاقة، التعاون الاقتصادي والشراكة ومذكرة تفاهم بشأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اللاسلكية. كما تم البحث في عدد كبير من المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية اضافة الى العلوم والتكنولوجيا والصحة والثقافة والفنون والتربية والنقل والسياحة والأشغال العمومية والمالية والجمارك والغرف التجارية والصناعية والطاقة والمحروقات والمناجم والزراعة والصيد البحري والمياه والغابات والبيئة والاتصال وتكنولوجيا الاعلام والعدالة والداخلية والشباب والرياضة وتشغيل المرأة والصناعات التقليدية والصناعة والسكن والمؤسسات والصناعات الصغيرة والمتوسطة والخصخصة والصناعة الصيدلانية. كما ناقش الرئيسان بوتفليقة ومبيكي التطورات الدولية، وأعربا عن قلقهما من استمرار النزاعات وبؤر التوتر في افريقيا، ودعيا أطراف هذه النزاعات الى اظهار المزيد من الحكمة والرزانة وتفضيل سبل الحوار تمهيداً لايجاد حلول سلمية للنزاعات على أساس احترام المبادئ الرئيسة لميثاق منظمة الوحدة الافريقية. وأكدا مجدداً عزمهما على اقامة حوار متواصل للنهوض بالسلام وإحلال الأمن والاستقرار والتنمية في القارة كلها، واتفقا على تضافر جهودهما لوضع حد للنزاعات وخفض التوترات في القارة الافريقية. وفي ما يخص قضية الصحراء الغربية أكد رئيسا الدولتين دعمهما خطط التسوية الدولية واتفاقات هيوستن ودعيا الأممالمتحدة الى "تكثيف جهودها لتمكين شعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه في تقرير المصير بكل حرية عن طريق استفتاء عادل حر ونزيه" وشجعا المملكة المغربية وجبهة البوليساريو على التعاون مع الأممالمتحدة بصورة كاملة وحازمة لتطبيق خطة السلام. وعلى هامش أعمال اللجنة العليا نظم لقاء ضم رجال الأعمال ورؤساء المؤسسات الجزائريةوالجنوب افريقية تمت خلاله مناقشة وتحديد مشاريع التعاون والشراكة في مختلف القطاعات الاقتصادية. يذكر أن وفداً كبيراً يضم ثمانية وزراء و30 رئيس مؤسسة رافق مبيكي في زيارته للجزائر التي بدأت الجمعة الماضي وانتهت أمس.