تسعى الولاياتالمتحدة إلى احتواء التبعات المحتملة لنشر موقع «ويكيليكس» الشهير، ملايين الوثائق الدبلوماسية السرية الجديدة، محذرة الحكومات في العالم من المعلومات المربكة التي قد يتم الكشف عنها ويحاول الدبلوماسيون الأمريكيون امتصاص الغضب الذي قد ينجم عن نشر هذه الوثائق، وما يمكن أن تؤثر به هذه الوثائق في علاقات حساسة تقيمها الولاياتالمتحدة مع دول بينها روسيا وإسرائيل وتركيا. وذكر الناطق باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي «نستعد جميعا لما يمكن أن يأتي وندين ويكيليكس لكشفه مواد سرية»، وأضاف أن هذه الخطوة ستعرض حياة أشخاص ومصالح للخطر، وتشكل عملا غير مسؤول، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة «تستعد لأسوأ سيناريو». وذكر السفير الأمريكي في بغداد جيمس جيفري للصحفيين أن نشر هذه الوثائق يلحق ضررا بقدرتنا على أداء عملنا، مستغربا أن كل مسؤول يجري محادثات سرية، تجد في النهاية طريقها إلى الإعلام. واستنادا لصحيفة هاإيرتس العبرية، نقلا عن مسؤول صهيوني كبير، فإن الحكومة الصهيونية أبلغت واشنطن بأن الوثائق يمكن أن تشمل تقارير سرية صادرة عن السفارة الأمريكية في تل أبيب، فيما أدانت الخارجية الأسترالية كشف وثائق ويكيليكس، وقالت إن التهور في نشر لوثائق سرية بهذا الحجم، يمكن أن يعرض للخطر أشخاصا مذكورين بالاسم فيها، ويضر بالمصالح الأمنية للولايات المتحدة وشركائها. ووفقا لتسريبات صحفية من المتوقع أن تتضمن الوثائق- فضلا عن الفضائح السياسية للسياسة الأمريكية في العراق وأفغانستان والشرق الأوسط وأماكن أخرى من العالم- توصيفات أخرى مزعجة عن الوضع السياسي في روسيا الاتحادية والقادة الروس قد تسيء إلى موسكو، وقد يتسبب في توتر مع واشنطن، فيما وصف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف كشف الوثائق المرتقبة بأنه عمل يقوم به «لصوص صغار على الإنترنت»! وتشمل التسريبات الجديدة للوثائق معلومات بأن تركيا قدمت مساعدة إلى مقاتلي القاعدة في العراق، وأن الولاياتالمتحدة ساعدت انفصاليين أكرادا متمركزين في العراق في محاربة تركيا، وتعليقا على هذه التكهنات نفى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو سماح بلاده بأي عمل إرهابي، انطلاقا من تركيا ضد دولة مجاورة وبالتحديد العراق. ولم يكشف ويكيليكس ما تتضمنه الوثائق، لكنه قال إنها أكبر بسبع مرات من تلك التي كانت تتعلق بالحرب في العراق، والتي بلغ عددها 400 ألف وثيقة، وأن من بين الدول التي ستشملها الولاياتالمتحدة التي تحظى عادة بنصيب الأسد، وروسيا وإيطاليا وتركيا وإسرائيل وبريطانيا. ولم تؤكد السلطات الأمريكية مصدر تسريب الوثائق، لكن معلومات أشارت إلى أن برادلي مانينج الذي كان يعمل في الاستخبارات العسكرية الأمريكية، قد يكون من أبرز الداعمين لموقع ويكيليكس بالتسريبات الوثائقية، وكان مانينج قد اعتقل في شهر مايو الماضي، بعد نشره تسجيل فيديو لضربات جوية أمريكية أدت إلى مقتل عدد من المدنيين العراقيين العزل في بغداد. وتشكل هذه الوثائق الجديدة ثالث دفعة يكشفها الموقع منذ نشره 77 ألف ملف أمريكي سري حول النزاع في أفغانستان في يوليو الماضي ودور القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلنطي أحدثت ضجيجا إعلاميا مدويا وما زالت .