وسعت السلطات المصرية حملتها ضد عناصر جماعة "الإخوان المسلمين" عشية فتح باب الترشيح للانتخابات البرلمانية المصرية، والقت القبض أمس على 25 من عناصر الجماعة في حملات نفذتها في 5 محافظات. وأعلن نائب المرشد العام للجماعة المستشار مأمون الهضيبي أنه سيقدم اليوم أوراق ترشيحه للمنافسة على مقعد في دائرة الدقي منافساً لوزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة الدكتورة آمال عثمان. وكما كان متوقعاً أعلنت وزارة الداخلية الشروط التي يجب توفرها في المرشحين وبينها أن لا تكون صدرت ضد المرشح أحكام من محاكم الجنايات ما يعني أن أكثر من 60 من قادة "الإخوان" ممن دينوا في أربع قضايا نظرت فيها محاكم عسكرية مصرية في العامين 1995 و1996 سيحرمون من الترشيح. ولم يرض تقرير أصدرته أمس "منظمة العفو الدولية" المسؤولين المصريين إذ حمل التقرير عنوان "خنق المجتمع المدني"، وتحدث عن الأوضاع الداخلية في مصر قبل الانتخابات والحملات التي تشن ضد المعارضين وعلى رأسهم "الإخوان المسلمين". وأشار التقرير إلى أن الجماعة التي أسست منذ نحو 73 سنة "تعاني معارضة حكومية لمنحها ترخيصاً لمزاولة نشاط سياسي، ومع ذلك يواجهه مرشحوها الذين يخوضون الانتخابات كمستقلين حملات اعتقال مستمرة". وتناول التقرير قضية رئيس "مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية" الدكتور سعد الدين إبراهيم واعتبرها "نموذجاً لما يواجهه المعارضون للتدخل الحكومي في الانتخابات". وقال المحامي عبدالمنعم عبدالمقصود لپ"الحياة" إن قوات الأمن دهمت في حملة متزامنة منازل 25 من رموز الإخوان في 5 محافظات وألقت القبض عليهم بعد ما صادرت من منازلهم كتباً ومطبوعات بدعوى أنها تحوي عبارات "تحض على كراهية نظام الحكم وإزدرائه". ولاحظ عبدالمقصود أن حملة الأمس ركزت على المحافظات التي ستجري فيها الانتخابات في المرحلة الأولى يوم 18 تشرين الأول اكتوبر، موضحاً أن المعتقلين احيلوا على نيابة أمن الدولة التي قررت حبسهم جميعاً لمدة 15 يوماً. ويتعرض "الإخوان" منذ نحو ثلاثة أشهر لحملات أمنية شبه يومية استهدفت العناصر الفاعلة في الانتخابات ممن لعبوا أدواراً في الانتخابات السابقة في الحملات الانتخابية لمرشحي الجماعة أو من مثلوهم في لجان الاقتراع كمندوبين عنهم، وبلغ عدد الذين تم توقيفهم في تلك الفترة نحو 700 شخصا أطلقت النيابة غالبيتهم لكن ظل عدد المحتجزين احتياطياً نحو 200 إذ يحل محل من يطلقوا دائماً آخرون يتم القبض عليهم. وقال الهضيبي ل"الحياة" إنه "سيقدم أوراق ترشيحه اليوم"، ونفى أن يكون التنظيم حدد عدد مرشحيه بصورة نهائية، وأوضح أن الحملات الأمنية استهدفت بعض ممن تعتقد الحكومة أنهم سيرشحون. وأضاف "في الأيام المقبلة سيعرف من سيبقى حراً ليمارس حقه في الترشيح ومن سيغيب بفعل الحملات الأمنية". وأعرب عن أمله في "المنافسة من خلال معركة نظيفة تترك فيها الكلمة النهائية للناخبين". وعلمت "الحياة" أن الجماعة استقرت على ترشيح 12 من أعضائها في محافظة الغربية التي تحظى فيها بوجود مؤثر بين الجماهير بينهم النائب السابق محفوظ حلمي و8 مرشحين في محافظة الشرقية، بينهم القطب البارز الشيخ حسان عب الهادي الذي سيرشح في دائرة ديرب نجم والدكتور سيد عبدالحميد الذي سيرشح في دائرة أبو كبير، والدكتور محمد مرسي الذي سيرشح في مدينة الزقازيق، وسترشح الجماعة أربعة أشخاص في محافظة الجيزة على رأسهم الهضيبي في دائرة الدقي والدكتور أبو العلا قدري في دائرة الحوامدية والسيد طارق زكي المكاوي في دائرة كرداسة والسيد أبو ذهب محمد ناصف في دائرة وسط الجيزة. ويتوقع أن يحدد النائب السابق القطب البارز في الجماعة سيف الإسلام حسن البنا اليوم ما إذا كان سيخوض الانتخابات أم لا، غير أن اتجاهاً يؤيده عدد كبير من أعضاء الجماعة يطالب البنا بالترشيح في دائرة السيدة زينب لمنافسة رئيس مجلس الشعب الدكتور أحمد فتحي سرور.