تفرغ المرشحان للرئاسة الاميركية الديموقراطي آل غور والجمهوري جورج بوش لسباقهما الثنائي للوصول الى البيت الابيض، بعدما خلت الساحة امامها من المنافسين. وتركز الاهتمام الاعلامي على من سيكون مرشح كل منهما لمنصب نائب الرئيس، فيما تصدرت النساء بورصة التوقعات باعتبارهن مفتاح الفوز لكل من المرشحين الى البيت الابيض. وبات هدف المعركة بين نائب الرئيس الاميركي وحاكم تكساس، نيل اصوات الذين ساندوا منافسيهما في الانتخابات التمهيدية، وهي بمعظمها اصوات المستقلين الذين يشكلون غالبية كبيرة في وسط الساحة السياسية. كما تفرغ المعسكران الجمهوري والديموقراطي لاعادة تعبئة خزانتيهما بالمبالغ الكافية لتمويل الحملات الاعلامية حتى موعد الانتخابات الحاسمة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وتحتل قضية التمويل معظم اهتمام القيمين على حملة بوش الذي انفق 90 في المئة من مبلغ 73 مليون دولار جمعها حتى الآن، فيما اختار آل غور منذ البداية، الحد من انفاقه وعدم تجاوز عتبة ال10 ملايين دولار التي خصصها للحملة ولا يزال يحتفظ بسبعة ملايين منها. وبعد خروج السناتور الديموقراطي بيل برادلي من السباق وتوقع ان يفعل الجمهوري جون ماكين الشيء نفسه، تركزت استطلاعات الرأي على المقارنة بين شعبيتي غور وبوش. وكان ملفتاً في هذا المجال، استطلاع اجرته مؤسسة "غالوب" المرموقة لحساب شبكة "سي ان ان" وصحيفة "يو اس اي توداي"، إذ اعطى غور تقدماً ضئيلاً على منافسه الجمهوري. واظهر الاستطلاع ان 57 في المئة يعتبرون نائب الرئيس مؤهلاً اكثر لخلافته، في مقابل 33 في المئة يعتقدون العكس. واعرب 51 في المئة عن اعتقادهم ان نائب الرئيس هو الشخص الاقدر على ابقاء البلاد بمنأى عن حرب، في مقابل 36 في المئة خالفوهم. ورأى 46 في المئة ان بوش الابن اكثر قدرة على المحافظة على مسيرة النهوض الاقتصادي في البلاد، في مقابل 44 في المئة لمصلحة غور وهو هامش ضئيل بينهما في هذا المجال. وإضافة الى الاسئلة المطروحة في الاستفتاء، هناك اربعة قضايا رئيسية تخاض على اساسها الانتخابات وهي البيئة والرعاية الصحية وضمانات الشيخوخة وخفض الضرائب. ويرى المراقبون ان بوش يملك نقاط ضعف في ما يتعلق بهذه القضايا. فولاية تكساس التي يحكمها هي الاكثر تلوثاً في الولاياتالمتحدة، إضافة الى كونها تضم النسبة الاكبر من النساء اللواتي لا يتمتعن بأي ضمان صحي. ويجمع المحللون على ان بوش سيحاول ازالة الهامش بينه وبين غور بسلسلة مناورات، اهمها اختياره لنائب الرئيس، من دون ان ينسى ان اصوات النساء هي التي مكنت الرئيس بيل كلينتون عام 1996 من الفوز على منافسه الجمهوري بوب دول. وهنا تكمن في نظر كثير من الجمهوريين اهمية وجود زوجة الاخير اليزابيث دول في حملة بوش الرئاسية، ما مكنه من اجتذاب اصوات 48 في المئة من الناخبات في السباق التمهيدي. وورد اسم دول في طليعة المرشحين الجمهوريين لخوض السباق الى جانب بوش كمرشحة لمنصب نائب الرئيس. وامام بوش خيار نسائي آخر بوجود كريستين تود ويتمان القريبة منه وتتولى منصب حاكم نيوجرسي. ولأن غور لا يملك قدرة كلينتون على اجتذاب اصوات النساء، لم يستبعد كثيرون ان يختار إمرأة شريكة له في السباق. وبين الذين يتنافسون على منصب نائب الرئيس في لائحة الديموقراطيين، امرأتان هما سناتور كاليفورنيا ديان فاينشتاين وكاثلين كينيدي تاونسند. اما ابرز المرشحين الرجال فهم المبعوث الاميركي لدى الاممالمتحدة بيل ريتشاردسون والسناتور السابق جورج ميتشل اللبناني الاصل الذي كان مبعوث كلينتون الى محادثات السلام في ايرلندا الشمالية. وثمة تقليد اطلقه الرئيس الراحل جون كينيدي هو ان يترشح لمنصب نائب الرئيس من يخسر الانتخابات التمهيدية امام المرشح الفائز. لكن كلاً من برادلي وماكين اكد عدم استعداده للترشيح للمنصب. واعتبر ماكين ان واجبات من يشغل المنصب لا تعدو كونها "الاطمئنان يومياً الى صحة الرئيس والمشاركات في جنازات ديكتاتوريي العالم الثالث"!