اعتبر ديبلوماسي روسي رفيع المستوى ان القيادة في العراق "شرعية وشعبه هو الذي يحدد الموقف من حكومته". وأكدت موسكو انها لا تعتبر هبوط طائرات في بغداد انتهاكاً للقرارات الدولية، التي قال وزير الخارجية ايغور ايفانوف انها "لا تمنع الرحلات الجوية المدنية" الى العراق، فيما كشفت شركة روسية اتفاقاً أولياً لبيع بغداد عشر طائرات ركاب كبيرة. وقال ديبلوماسي رفيع المستوى ل"الحياة" ان بغداد قد توافق على تطبيق القرار 1284 في حال وضع سقف زمني مدته ستة شهور ترفع بعده العقوبات الدولية. وشدد بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية على ان الطائرة الروسية التي هبطت في العاصمة العراقية الأحد الماضي نقلت مساعدات انسانية، وكانت لجنة العقوبات "أبلغت رسمياً وليست هناك حاجة للحصول على اذن شكلي" من اللجنة. ولفت البيان الى أن القرارات الدولية لا تمنع "رحلات الركاب المنتظمة" الى بغداد، وأعلن ان روسيا ستكون مستعدة لاستئناف مثل هذه الرحلات "حالما يصبح ذلك ممكناً". وفي نيويورك أبلغ الوزير ايفانوف الصحافيين الروس المرافقين له ان بلاده حصلت على موافقة البلدان التي عبرت الطائرة اجواءها، لكنه لم يشر الى طلب موافقة لجنة العقوبات. ورداً على سؤال عن احتمال استئناف الرحلات المباشرة بين موسكووبغداد الشهر المقبل، قال الوزير: "لا يوجد قرار يمنع الرحلات الجوية المدنية" الى العراق. وأشار سيرغي ايساكوف نائب رئيس مجلس مديري شركة "فنوكوفسكيه" للطيران المنافسة ل"اروفلوت" شبه حكومية الى ان شركته ستنقل جواً الى بغداد السبت المقبل وفداً كبيراً يضم ساسة وفنانين وعلماء برئاسة وزير الطاقة والوقود السابق يوري شافرانيك. وذكر ان الوفد سيجري محادثات مع نائب رئيس الوزراء طارق عزيز و"يحتمل" ان يلتقي الرئيس صدام حسين. وأوضح ايساكوف ان شركته ستنقل ايضاً وفداً فرنسياً من باريس الى بغداد في 29 أيلول سبتمبر الجاري للمشاركة في مؤتمر ينظم لمناسبة الذكرى العاشرة لفرض العقوبات على العراق. وكشف "ان "كونسورتيوم" تساهم فيه "فنوكوفسكيه" وقع اتفاقاً أولياً مع العراق لبيعه عشر طائرات من طراز "توبوليف 204" على أن تسلم اليه بعد رفع العقوبات. وتأتي هذه الخطوات ضمن تحرك روسي واسع في اطار الملف العراقي. وقال ل"الحياة" ديبلوماسي روسي رفيع المستوى ان "الوضع غير الطبيعي" يمكن أن ينتهي في حال وافقت واشنطن على "فهم جديد" للقرار 1284. وأضاف ان بغداد قد توافق على القرار في حال وجود نص يضمن رفع العقوبات بعد ستة شهور على بدء لجنة الرقابة على التسلح انموفيك عملها. ورداً على سؤال عن التصريحات الأخيرة لرئيس اللجنة هانز بليكس التي أدلى بها في حديث الى "الحياة" أمس في شأن ضم اسرائيليين الى اللجنة، قال الديبلوماسي انه لم يطلع عليها لكنه أضاف ان "هناك شعوراً بأن جهوداً تبذل في الغرب لمنع اللجنة من الوصول الى بغداد" وبالتالي إبقاء الوضع الحالي.