تعد مدينة مومباي من أهم المدن الهندية التي يحرص الملايين من السياح على زيارتها، وهي أهم مركز تجاري ومالي للهند والميناء الرئيسي على البحر العربي، ومع ذلك فهي من أكثر المدن في العالم ازدحاماً. وقد أخذت المدينة اسمها من اسم آلهة قديمة في العقيدة الهندوسية تسمى ممبا (MUMBA) والتي يوجد معبدها في جنوب شرق مدينة مومباي. وتعكس الحياة في مومباي تعدد مناحي الثقافة والتسلية والازدحام الهائل بالبشر. ويوجد في المدينة العديد من المتاحف والمكتبات وبعض المعاهد الثقافية والأدبية وصالات عرض السينما والفنون والمسارح. وربما لا يوجد في الهند مدينة أخرى يمكن أن تتفوق على مومباي في تعدد مصادر الثقافة والتسلية ووسائلها وأنواعها. ويحتوي أحد المتاحف وهو متحف أمير ويلز على ثلاثة اقسام هي قسم للتاريخ الطبيعي، وقسم للآثار القديمة وقسم للفنون. وتعد مومباي أهم مركز في الهند لصناعة الطباعة، وفيها أهم المطابع، وتطبع مجموعة من الصحف اليومية بالانجليزية بالإضافة إلى صحف باللغات الهندية والجوجاراتية والماراثية والأوردية والسندية، بالإضافة إلى عدد من المجلات الأسبوعية والشهرية. ويمكن للإنسان ان يسمع معظم اللغات الهندية واللغات الأجنبية في جنبات تلك المدينة العالمية. وتعد لغة مراثي (Marathi) هي اللغة الهندية السائدة، وتتبعها لغة جوجاراتي والهندي. أما اللغات الأخرى فتشمل البنغالية، الأفغانية، الكابلية، الباشتو، العربية، الصينية، الانجليزية، الكاتشية، الكونكانية، النيبالية، البارسية، البنجابية، السندية، الأوردية والتاميلية. ومومباي هي عاصمة السينما الهندية والتي يطلق عليها اسم (بوليوود) على غرار (هوليوود) عاصمة السينما الأمريكية. ومومباي هي هوليوود الشرق ومدينة الصناعة السينمائية التي تنتج أكثر من 250 فيلماً سنوياً. والسينما في هذه المدينة هي إحدى المخدرات النفسية للتكتل البشري الكثيف فيها بالإضافة إلى بعض الدول الأخرى مثل باكستان. ويعشق الباكستانيون والهنود الدراما السينمائية والتلفزيونية مثل عشقهم لألعاب الكريكت والهوكي. وتكتظ دور السينما في معظم المدن الباكستانية بالرواد الذين يبحثون عن جديد الافلام الهندية وخاصة في الأعياد والعطل الرسمية. ويطلق الباكستانيون على مدينتهم لاهور عاصمة السينما اسم (لوليوود) على غرار هوليود أو (بوليوود) عاصمة السينما الهندية، مع أن السينما الباكستانية ليست في مستوى وإمكانات السينما الهندية التي توصف بأنها الثانية في العالم بعد صناعة السينما الأمريكية. ويلاحظ شغف المواطن الباكستاني بأخبار نجوم السينما الهندية. ومع ذلك فإن كثيراً من الباكستانيين لا يشعرون بالارتياح عند مشاهدة بعض الأفلام الهندية. ويعود ذلك إلى أن السينما الهندية لم تكن بعيدة عن تصوير المعارك العسكرية وإبراز التوترات السياسية بين الهند والباكستان بشكل منحاز. ومع ذلك فإن الحوار وقبول الآخر في شبه القارة الهندية أو في أي مكان آخر من العالم يحتاج إلى تنقية أجواء الثقافة من بذور الكراهية، وتوجيه الإعلام لفهم الآخر والتعايش السلمي من أجل عالم يسوده السلام. فهل يتم ذلك قريباً؟!