} اتفقت واشنطن ومانيلا على تجاهل الدعوات المطالبة بتدخل الجيش الفيليبيني ضد مجموعة "ابو سياف" التي تحتجز رهائن غربيين جنوب البلاد. ولمح وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين الموجود في مانيلا الى ان القوات الفيليبينية غير جاهزة لهذا النوع من العمليات، مبدياً استعداد بلاده لتدريب عناصرها مستقبلاً. مانيلا، جولو - رويترز، ا ف ب - حصلت الولاياتالمتحدة امس، على تعهد من مانيلا بمواصلة التفاوض من اجل اطلاق سراح 22 رهينة يحتجزهم المتمردون المسلمون جنوب البلاد، وبينهم اميركي وفرنسيان. وعرضت في المقابل، تدريب الجيش الفيليبيني على مكافحة الارهاب. وقال وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفيليبيني اورلاندو ميركادو: "نأمل ان يجري التعامل مع الموقف بصورة ديبلوماسية وسلمية وان يكون في مقدور الرهائن العودة بسلام". واكد ميركادو انه على رغم الاحباط الذي تشعر به بسبب ازمة الرهائن، فان الحكومة الفيليبينية لا تعتزم القيام بعملية عسكرية لانقاذهم، طالما لا تزال هناك فرصة لنجاح المفاوضات. وابلغ كوهين الذي يزور مانيلا في اطار جولة في ست دول آسيوية مطلة على المحيط الهادىء تستغرق عشرة ايام، الصحافيين الذين يرافقونه ان واشنطن تعارض فكرة القيام بعمل عسكري لاطلاق الرهائن كما تعارض دفع فدية للخاطفين. وقال: "اعتقد ان الحل على المدى الاطول سيتمثل في تلقي الجيش الفيليبيني تدريباً ملائماً على مواجهة انواع النشاطات الارهابية، وهو ما نحن مستعدون للمضي قدماً فيه". واضاف ان الفيليبينيين "لم يطلبوا ذلك في هذه المرحلة. ولكن اعتقد انه على المدى الطويل، سيحتاج جيشهم الى تشكيل نوع من الوحدات الخاصة التي ستكون قادرة على القيام بعمليات عسكرية في الظروف المناسبة". وكان مسؤولون عسكريون فيليبينيون رفيعو المستوى وصلوا امس، الى جزيرة جولو جنوب حيث يحتجز متمردو جماعة "ابو سياف" الاسلامية رهائنهم. واعتبرت الخطوة في البداية تلويحاً بتحرك عسكري، استجابة لطلبات متزايدة داخلياً بالحسم العسكري مع العصابات المسلحة والافراج عن الرهائن بالقوة. وجاء ذلك في وقت اعلن الاساقفة الكاثوليك في الفيليبين تأييدهم الدعوات الملحة الى تدخل عسكري ضد المتمردين الاصوليين الذين يحتجزون الرهائن، في ظل جمود متكرر في المفاوضات، ادى الى تأجيل اطلاق صحافيين فرنسيين محتجزين منذ اكثر من شهرين. وتحول مطار جولو في الجزيرة الصغيرة معسكراً للجيش وسط تحركات عسكرية مكثفة منذ الصباح الباكر. ونقلت ست مروحيات وطائرة عسكرية خمسة ضباط رفيعي المستوى، بينهم الجنرال نرسيسو عبايا قائد كتيبة المشاة الاولى. ورفض العسكريون الادلاء بأي معلومات الى الصحافيين، لكن مقربين منهم قالوا ان ثلاثة فصائل من البحرية ستصل الى جولو من جزيرة منداناو المجاورة حيث واجهت مجموعة اخرى من الانفصاليين الاسلاميين خلال الاشهر الخمسة الاخيرة. وقال احد الجنود طالباً عدم الكشف عن هويته: "تم سحبنا من مدينة ماتانوغ ولا يبدو اننا جئنا الى هنا لنرتاح". غير ان المسؤولين المحليين يؤكدون ان قدوم القادة العسكريين لا علاقة له بالازمة في جولو وان الزيارة تندرج في اطار تدابير امنية اتخذت قبل الزيارة التي سيجريها الاثنين المقبل مسؤول فيليبيني، لتمثيل الرئيس جوزف استرادا في الاحتفالات السنوية لقيام محافظة سولو التي تشكل جولو جزءاً منها.