تجري اليوم في جمهورية مقدونيا انتخابات محلية، تشكل معياراً لموازين القوى بين الحكومة الموالية للغرب التي مضى عامان على وجودها في السلطة، والمعارضة الاشتراكية التي تدعمها من بلغراد. وأعرب الحلف الأطلسي عن مخاوفه من فوز الصرب والمقدونيين المؤيدين لسياسة ميلوشيفيتش. وأظهرت استطلاعات الرأي العام ان المعارضة تتقدم بشكل كبير في مناطق المقدونيين والصرب الذين يشكلون 70 في المئة من مجموع السكان البالغ عددهم مليوني نسمة، فيما تحظى الحكومة بتأييد واسع في أماكن التجمعات الألبانية والتركية والغجرية. وتشكل هذه الانتخابات منعطفاً حاسماً، بعدما أعلن رئيس الحكومة ليوبتشو غيورغيفسكي انه سيدعو الى انتخابات مبكرة إذا أحرزت الفئات المعارضة تقدماً يزيد بنسبة 10 في المئة على الائتلاف الحكومي الذي يضم أحزاباً يمينية مقدونية وألبانية. وركزت المعارضة في حملتها الانتخابية على الاستياء الشعبي من المشاكل التي يسببها الجنود الأطلسيون في مقدونيا، والمصاعب الاقتصادية وتزايد عدد العاطلين عن العمل، اضافة الى الموقف السلبي الذي انتهجته الحكومة من بلغراد. ويخشى المقدونيون من فقدان موقعهم المتميز في البلاد، بسبب المكاسب التي حققها الألبان الذين يشكلون الغالبية في المناطق الغربية من مقدونيا في ظل الحكومة الحالية في مقابل تأييدهم لها. وتصاعدت مخاوف المقدونيين منذ مطلع العام الجاري، عندما فاز المرشح الحكومي بوريس ترايكوفسكي برئاسة الجمهورية في انتخابات اتسمت بالصراع الشديد، بفضل أصوات الألبان، على رغم وقوف غالبية المقدونيين الى جانب مرشح المعارضة تيتو بيتكوفسكي. وتسعى الولاياتالمتحدة ودول في حلف شمال الأطلسي الى استمرار الحكومة الحالية في السلطة، خشية ان يؤدي التغيير لمصلحة المعارضة الى عودة التوتر مع السكان الألبان، فيما لا يزال الوضع في كوسوفو غير مستقر.