تجرى اليوم الاحد جولة ثالثة من الانتخابات الرئاسية في مقدونيا، بعدما الغت المحكمة العليا اكثر من 150 الف ورقة لمصلحة المرشح الحكومي بوريس ترايكوفسكي مما جعله متخلفاً عن المرشح اليساري تيتو بيتكوفسكي ب68 ألف صوت. وتتم اعادة الاقتراع في 226 مركزاً تدخل في اطار 23 دائرة انتخابية، اعتبرت المحكمة العليا انها "شهدت تجاوزات لمصلحة ترايكوفسكي". وتقع غالبية المراكز التي تشهد عملية التصويت اليوم في المنطقة الغربية من مقدونيا ذات الغالبية من السكان الالبان، الذين يفضلون المرشح الحكومي "اعتماداً على وعوده بتوفير مزيد من الاستقلالية للعرق الالباني". ويبلغ عدد الذين يحق لهم الاقتراع في هذه المراكز حوالى 180 الف ناخب، ينبغي ان يشارك ويصوّت ما لا يقل ن نصفهم لمصلحة المرشح الحكومي، كي يتمكن من تجاوز التفوق الذي اعطته المحكمة العليا لمنافسة المعارض. ويتركز الصراع في هذه الانتخابات على مدى التعاون مع الولاياتالمتحدة والحلف الاطلسي في مشاكل البلقان الراهنة، اذ يقف ترايكوفسكي الى جانب ترسيخ الخط الذي سلكته الحكومة في السماح للدول الغربية باستخدام الاراضي المقدونية فيما يطالب بيتكوفسكي بالحد منه واعادة العلاقات الوثيقة مع بلغراد. وتتصاعد المخاوف في مقدونيا من ان تؤدي المنافسة الشديدة خلال الاقتراع اليوم الى مواجهات دموية، خصوصاً ان غالبية المنتمين الى العرق المقدوني يعارضون ترايكوفسكي الذي يؤكدون انه "عقد صفقة غير مقبولة مع الالبان للحصول على اصواتهم التي تجعله رئيساً لمقدونيا". ومهما تكن نتيجة انتخابات اليوم، فانها لن تنهي الصراع، اذ ان الحزب القومي الحاكم الذي ينتمي اليه ترايكوفسكي اتهم قضاة المحكمة العليا بعدم الحيادية، فيما اعلن الحزب الديموقراطي الاشتراكي الذي ينتمي اليه بيتكوفسكي انه سيتخذ من قرار المحكمة حقاً قانونياً لمقاضاة المسؤولين في الحكومة والاحزاب والهيئات البلدية واللجان الانتخابية "الذين شاركوا في التزوير" اعتماداً على القانون المقدوني الذي يقضي بسجن من يتلاعب بالانتخابات ما بين 3 و5 سنوات.