لم يفلح أي من المرشحين الستة لرئاسة جمهورية مقدونيا في الفوز بأكثر من نصف عدد الأصوات في الانتخابات التي أجريت الأحد الماضي، ما تطلب جولة انتخابية حاسمة تجري في 14 الشهر الجاري بين اللذين حلا في الموقعين الأول والثاني. وتصدر المتنافسين مرشح الحزب الديموقراطي الاشتراكي المقدوني تيتو بيتكوفسكي 54 سنة - حقوقي ورئيس البرلمان السابق بحصوله على 34 في المئة من الأصوات، وتلاه مرشح الحزب القومي المقدوني الحاكم بوريس ترايكوفسكي 43 سنة - حقوقي ونائب وزير الخارجية الذي أيده 22 في المئة من المقترعين. ويقف المرشحان المتنافسان على طرفين متناقضين، اذ يمثل بيتكوفسكي اليسار المدعوم من بلغراد، بينما تؤيد واشنطن ترايكوفسكي الذي عمل سنوات عدة رجل دين بروتستانتيا في الولاياتالمتحدة. وأكد بيتكوفسكي بعد اعلان النتائج بأنه "سوف يقيم صلات متوازنة مع كل الدول المجاورة، بما فيها يوغوسلافيا، من أجل تجاوز الآثار السلبية للسياسة التي انتهجتها الحكومة الحالية التي عملت على تخريب علاقات مقدونيا مع دولة جارة". وأضاف: "لن أقبل أبداً بتحقيق طلبات الألبان المقدونيين بتعديل الدستور أو تشكيل الدولة من اتحاد فيديرالي: مقدوني - الباني. ولا أريد أصوات الذين لا يحافظون على وحدة هذه البلاد بالشكل الذي اقامت استقلالها عليه". وشدد بيتكوفسكي على أنه سيرفض تسلم أوراق اعتماد سفير تايوان التي اعترفت بها الحكومة الحالية "لأنني أرى ان تايوان جزء لا يتجزأ من دولة الصين". أما ترايكوفسكي، فإنه أشار الى أن مهمته، إذا فاز بالرئاسة، ستكون "العمل على مواصلة تمتين علاقات مقدونيا مع الولاياتالمتحدة ودول أوروبا الغربية حسب النهج الذي سلكته الحكومة الحالية، اضافة الى تعزيز فاعلية القوات المسلحة المقدونية بما في ذلك تشكيل وحدات خاصة لحماية حدود البلاد مع الدول المجاورة". ويعزو المراقبون اتجاه الناخبين المقدونيين نحو اليسار بعد حوالى عام من تصويتهم لمصلحة اليمين الى تصاعد الاستياء الشعبي من ممارسات حلف شمال الأطلسي خلال الحرب مع يوغوسلافيا وبعدها، اضافة الى تزايد مخاوف المنتمين الى العرق المقدوني من أن يكون مصير المنطقة الغربية من بلادهم ذات الغالبية من السكان الألبان مشابهاً لما حصل في كوسوفو. وأظهر استطلاع بين شرائح من المجتمع المقدوني اعلنته محطة تلفزيونية مستقلة في سكوبيا أمس الثلثاء وشارك فيه 1200 مواطن ان 1184 شككوا بأن بلادهم تملك السيادة الكاملة على أراضيها حالياً، في حين ان 11 شخصاً أعربوا عن قناعتهم بسيادتها، و5 من الذين شملهم الاستطلاع لم يعلنوا موقفاً. ويعتبر مراقبون النتيجة التي ستسفر عنها الانتخابات الرئاسية المقدونية بمثابة استفتاء عام للأوضاع في دول منطقة البلقان نظراً لموقع هذه الجمهورية في وسط المنطقة والتنوع العرقي بين سكانها بالشكل الذي يمثل "الموزاييك" البلقاني.