} أعلنت الجزائروإيران معاودة علاقاتهما الديبلوماسية بصفة "كاملة" وذكرا أن القرار "يدخل حيز التنفيذ فوراً" وأكدا "إرادتهما المشتركة فى تحسين الروابط بينهما". عقد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ونظيره الإيراني محمد خاتمي مساء الجمعة اجتماع عمل في نيويورك على هامش قمة الألفية. وقال الرئيس الجزائري عقب الاجتماع أنه تم الإتفاق على إقامة العلاقات "وفق قواعد ميثاق الأممالمتحدة التي تنص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل بلد" وإرساء علاقات دائمة في إطار "الإحترام المتبادل". وقطعت التلفزة الجزائرية برامجها، ليل السبت - الاحد، لتعلن خبر معاودة العلاقات مع ايران وبثت البيان المشترك في هذا الشأن وتصريحات ادلى بها خاتمي الى قناة "الجزيرة". وهذه المرة الاولى التي تقطع التلفزة الجزائرية برامجها لاعلان خبر ديبلوماسي، مما اعتُبر اشارة قوية الى الاوساط الرافضة للتطبيع مع ايران في الداخل. وكانت الجزائر قطعت علاقاتها مع طهران في 27 آذار مارس 1993 بسبب ما اعتبرته الدعم "المعلن" للحكومة الإيرانية لعناصر الجماعات الإسلامية المسلحة ومحاولاتها الضغط على السلطة الجديدة إثر إلغاء المسار الإنتخابي مطلع 1992. وجاء في بيان مشترك أن مسؤولي البلدين قررا "تطبيع علاقاتهما الديبلوماسية على مستوى السفراء ابتداء من يوم 8 ايلول سبتمبر 2000". ولفت بيان الرئاسة الجزائرية الى ان اللقاء جرى "في جو مفعم بالمودة والصراحة". وكان الرئيسان اجريا مساء الثلثاء لقاء "عابراً". ووصف بالاجتماع التمهيدي للقمة. وتعهد الرئيس الإيراني عدم التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر وأثنى على بوتفليقة الذي قال انه "شخصية ثورية وسياسية حكيمة"، لافتا إلى أن الجزائروإيران "كانتا إلى جانب بعضهما بعضاً في أسوأ الظروف وسيكونان جنباً إلى جنب في المستقبل"، معرباً عن أسفه للمعاناة التى لحقت بالشعب الجزائري وبالجزائر خلال السنوات الاخيرة. وحرص الرئيس الجزائري، من جانبه، على تأكيد أن البلدين قررا اعادة العلاقات "طبقاً لميثاق الاممالمتحدة الذى ينص على عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للبلدان وفى اطار الاحترام المتبادل". وأبدى تفاؤلاً كبيراً لمستقبل العلاقات. وقال في رد على صحافي إيراني: "قررنا إستئناف العلاقات بين بلدينا بصفة كاملة، يمكنك أن تقولها من دون تلكؤ". وافاد مصدر رسمي جزائري ان بوتفليقة عرض مع نظيره الإيراني "القضايا الدولية التى تهم بلديهما ومنطقتيهما" ومن أبرزها الوضع في الشرق الأوسط والمغرب العربي. كما تبادلا "وجهات النظر" في شأن التطورات السياسية التى تبرز فى العالم العربى والدول الاسلامية. وشدد الرئيسان على "عمق الروابط التى تجمع بلديهما بفضل الاسلام و الحضارة الاسلامية". وفي خطوة للرد على بعض الجهات التي إنتقدت رغبة الرئيس الجزائري في إعادة إستئناف العلاقات مع إيران ذكر بيان الرئاسة أن الجزائروايران "كانت لهما فى ماضٍ ليس ببعيد علاقات تعاون وصداقة وثيقة مبنية على مصالح مشتركة و تصور مشترك حول سير شعبيهما نحو التنمية والتقدم". وعن المواقف المشتركة لاحظت مصادر رسمية تقارباً واضحاً في مصالح البلدين، خصوصاً عضويتهما في منظمة الدول المنتجة للنفط "أوبيك" حيث "تقودان كفاحاً مشتركاً" بالنظر إلى أن لديهما "مصالح اقتصادية مترابطة". ولاحظت أوساط سياسية مطلعة في الجزائر أن إستئناف العلاقات الثنائية من دون الاشارة الى نقاط الخلاف التي ادت إلى قطع العلاقات، يؤكد ان قرار قطع العلاقات لم يكن مؤسساً على أدلة، وهذا ما يفسر سهولة إستئناف العلاقات من دون إلزام السلطات الإيرانية تقديم توضيحات بالنسبة الى أي قضية من القضايا "الخلافية". واعتبر الإستئناف الفوري للعلاقات الثنائية "رسالة" من الرئيس الجزائري إلى قادة المؤسسة العسكرية الذين قرروا وقف العلاقات مع إيران. ويندرج في سياق مخالف للصورة التي عملت الجزائر على نقلها عن ايران. كما تزامن القرار مع تعيين السيد عبدالعزيز بلخادم وزيراً للخارجية وهو المعروف بقربه الشديد من الأوساط الإسلامية والتيار المحافظ في حزب جبهة التحرير الوطني. ويتوقع ان يعلن بوتفليقة تعيين السيد عبدالقادر حجار سفيراً في طهران وهو المنصب الذي شغله قبل قطع العلاقات. بوتفليقة وأولبرايت من جهة اخرى التقى الرئيس الجزائري، مساء الجمعة في جلسة عمل، مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الاميركية. ويُعدّ هذا الاجتماع الاول من نوعه على هذا المستوى بين البلدين. وكان بوتفليقة اجرى لقاء "عابراً" مع الرئيس بيل كلينتون على هامش تشييع جنازة الملك الراحل الحسن الثاني السنة الماضية. وقالت اولبرايت ان المحادثات "كانت ذات اهمية بالغة. وأتمنى ان تتطور علاقاتنا اكثر فأكثر".