تستضيف العاصمة الإيرانيةطهران اليوم أشغال الدورة الأولى للجنة المشتركة العليا الجزائرية - الإيرانية، برئاسة الوزير الأول أحمد أويحيى والنائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي. وتصف مصادر ديبلوماسية جزائرية العلاقات مع إيران بأنها بلغت مستوى التفاهم المتبادل بعدما شهدت مساراً للتطبيع بادر إليه رئيسا البلدين في نيويورك عام 2000. وينتظر أن تعرض هذه الدورة مختلف مجالات التعاون المسطرة في «ورقة الطريق» التي أُعدت خلال دورتي المتابعة الأخيرتين المنعقدتين في طهران عام 2008 والجزائر العاصمة عام 2009. وتتعلق هذه المجالات بقطاعات عدة، منها التعليم العالي والبحث العلمي والصناعة والموارد المائية والصحة والزراعة والسكن. وافتتحت أمس في طهران الجلسات التحضيرية للجنة المشتركة العليا بين البلدين. ورأس جلسات لجنة المتابعة عن الجانب الجزائري الوزير المنتدب المكلف الشؤون المغاربية والأفريقية عبدالقادر مساهل وعن الجانب الإيراني وزير الإسكان وإنشاء المدن علي نيكزاد. ومعروف أن العلاقات بين البلدين مرّت بسنوات شابها الخلاف والتوتر، وذلك بسبب موقف إيران من الأزمة التي عاشتها الجزائر في مطلع التسعينات، بالإضافة إلى إيوائها العديد من قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، مما أدى بالرئيس السابق علي كافي إلى قطع العلاقات الديبلوماسية مع طهران كرد فعل على ما اعتبره «تدخلاً سافراً» في الشأن الداخلي الجزائري. وانتظر البَلَدان حتى شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2000 لعقد اجتماع قمة ضم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ونظيره الإيراني آنذاك محمد خاتمي. وأعلن الرئيسان عقب الاجتماع الذي عُقد في نيويورك على هامش الجمعية السنوية للأمم المتحدة، تطبيع العلاقات وتبادل السفراء. ومنذ ذلك الوقت تبادل زعيما البلدين الزيارات.